من أوراق الكاتب المسرحي أحمد سراج : ثمن الاستسلام


أحمد سراج صديقي المبدع كاتب مسرحي مهم في تاريخ ومستقبل الحركة المسرحية المصرية والعربية عندما يجيء الزمن الأفضل وصاحب أكثر من ثماني أعمال مسرحية ستؤرخ لتاريخ مسرحنا الحالي، وهو شاعر له أعماله الشعرية المتفردة، وناقد أدبي، وكاتب رواية، إلى جانب عمله كإعلامي وصاحب عديد من المواهب التي تفتقد لمناخ يسمح لها بالتألق، أحمد سراج مثله مثل كثيرين اصبحوا داخل السجون لمجرد أنهم أصحاب كلمة حرة، ليس فقط النبيل يحيى حسين عبد الهادي، المفكر الاقتصادي عبد الخالق فاروق، وسيد صابر وعلاء عبد الفتاح وعبد المنعم أبو الفتوح بل كثيرون قد يكونوا بالمئات، ولكنهم الآن في جب عميق كبئر سيدنا يوسف، وحوت سيدنا يونس، ويوما ما سيخرج أحمد ورفاقه الأحباب، ومعظم هؤلاء كان لهم فضل على هذا الموقع وصاحبه وخاصة النبيل يحيى حسين عبد الهادي، النبيل المخلص عبد الخالق فاروق، والنبيل سيد صابر، هذا المقال وجدته بين أوراقي وأردت نشره من أجل أحمد سراج وأصدقاء كثيرون كنا نتمنى أن يكونوا حاضرين معنا ويوما ما سيتحقق لهم الحرية، حرية الحياة، حرية الفكر، وحرية إبداعهم جميعا.

أخبار التاسعة 

 ثمن الاستسلام

في ملاحظة ذكية نجد: "قائد الثورة يتحول إلى حاكم ثم طاغيةثم يثور شخص عليه.." هذه سمة ظاهرة في العالم العربي، وقد تعمقت هذه الظاهرة حتى صار لها تقاليدها

فالثائر له مصيران؛ التنكيل أو الزعامة

وللحاكم مصيران؛ الاستمرار أو الكسر والمهانة..

يتجلى ذلك في نظام الفتونة المصري فالناس هنا أنواع

قمة الهرم: الفتوة

سدنة الطاغية: المشاديد

الراضون بالذل: الهلافيت

لا وجود للشعب في الثقافة العربية عامة، أما الحاكم فهو ظل الله، فمن غلبه انتقل الظل إليه.. 

أين الشعب؟

ببغاء عقله في أذنيه.. هكذا قال شوقي.. 

ربما كان ما تحدث عنه جمال حمدان من علاقة النهر بالقهر، وما ذهب إليه ماركس من تفرقة بين مجتمعات الأمطار والأنهار يضعان أيدينا على سبب غياب الشعب أو على الأقل سلبيته..

ليس علينا أن نلوم هذا الشعب الذي تربى على ضرورة وجود حاكم مهيمن يضبط النهر (المغرق المهلك) حتى يتحول إلى (المغدق المنجي)

هكذا إذن 

١- ربك جعلنا فتوات وخلق لنا الحرافيش

٢- اللي يركب احنا محاسيبه

٣- يا أيها الناس زيكم زي الناس

ما نتيجة تحكم القاهر وانسحاق المقهور؟

الخراب.. النكسات.. 

وأين الشعب؟

إن خرب بيت أبوك خد منه طوبة..

ثم

"عَلَى العَالَمِ أَنْ يَدْفَعَ ثَمَنَ بَرَاءَتِهِ المزعُومَةِ، وَعَلَى المُجرِمِ أَنْ يَجْبِي ثَمَنَ جَرَائِمِهِ الإجبَاريَّةِ، وَخَرَاجَ بَرَاءَاتِ الآخرِينَ وَصَمتِهِم المُحَرِّض" مفتتح تلك القرى ..  دار ابن رشد

تعليقات