ظهر الخميس الماضي دخلت قوات الأمن العام قرى "الدالية، وبيت عانا" لاعتقال مطلوبين، طلب الأهالي مذكرة رسمية ورفض الأمن وتطور المشهد إلى مواجهات بالأسلحة أودت بحياة 13 من عناصر الأمن العام على طريق فرعي.
بعدها قصفت مروحية بعض المواقع في القريتين، وأطلقت مدفعية الكلية البحرية في مدينة جبلة 6 رشقات باتجاه بيت عانا والدالية.
وقالت الحكومة السورية إن مجموعات من فلول الأسد تستهدف عناصر وآليات وزارة الدفاع قرب بلدة بيت عانا بريف اللاذقية، ومقتل عنصر وإصابة آخرين.
وتبع ذلك هجوم واسع على نقاط عسكرية مما أودى بحياة عشرات العناصر الأمنية والعسكرية يوم الخميس، سواء في كمائن أو مواجهات مسلحة مباشرة.
ثم صدور بيان بتوقيع العميد السابق بالجيش السوري، غياث دلا، يدعو لمعركة تحرير سوريا من العصابات الإرهابية، وترافق ذلك مع ظهور تسجيلات صوتيه لمقداد فتيحة، أحد قادة ما عرف سابقًا بشبيحة الأسد.
وسيطر المهاجمون على نقاط عسكرية في اللواء 107 والكلية البحرية في مدينة جبلة، وانتشر المسلحين المناهضين للحكومة في بعض الشوارع والمناطق يحملون أسلحة بنادق ورشاشات خفيفة.
النفير العام..
بدأت المساجد في مناطق مختلفة من سوريا تدعو للجهاد في الساحل السوري بالمال والنفس، وخرجت مسيرات دعم للحكومة السورية وهتافات طائفية غطتها وسائل الإعلام الحكومية بكثافة.
وبدأت كما أظهرت الفيديوهات أرتال عسكرية من إعزاز وإدلب وحمص وحماة تتجه إلى الساحل، وتضمنت الفيديوهات مفردات مثل المجاهدين في طريقهم إلى الساحل وعبارات طائفية.
وصلت الأرتال مع خطاب تحريضي واسع على مواقع التواصل، وغياب الرد الحكومي، بلدة المختارية في ريف اللاذقية وسقط فيها عشرات الضحايا بمجزرة موثقة.
واقتصرت البيانات الحكومية في الساعات الاولى على جملة "محاربة فلول النظام"، وردد البعض سردية أن فلول النظام يقتلون أهالي الساحل، وهو تكرار لسرديات استعملها النظام المخلوع سابقًا.
بعد ساعات اعترفت الحكومة بوجود انتهاكات وتوعدت بمواجهتها، وخرج الرئيس السوري، أحمد الشرع، مطالبًا جميع القوى التي التحقت بمواقع الاشتباك بالانصياع الكامل للقادة العسكريين هناك، وإخلاء المواقع لضبط التجاوزات، ومساعدة القوى العسكرية على إكمال عملهم.
وواجه خطاب “الشرع” انتقادًا لعدم الإشارة للضحايا المدنيين أو الترحّم عليهم، وأعلنت السيطرة على مدينة جبلة ضمن ما وصف من قبل المجاهدين. بـ "فتح جبلة" إلا أن عمليات تفتسش المنازل والقتل على الهوية مستمرة حتى اليوم، السبت.
شهادات الأهالي..
تؤكد أن الانتهاكات لا تقتصر على مجموعة صغيرة بل على مجموعات واسعة في مختلف المناطق من مصياف إلى طرطوس وبانياس وجبلة واللاذقية وأريافهما وصولاً إلى ريف حماة.
وتشير بعض الإحصاءات الأولية إلى مقتل أكثر من 400 مدني في المناطق المشار لها، بينما لا تزال بعض الجثث منتشرة في الشوارع، فيما عجز الأهالي عن انتشالها لخطورة تحول أي شخص يتجول إلى هدف للقوى العسكرية المنتشرة في المنطقة، و تغيب سيارات الإسعاف والطواقم الطبية بشكل شبه كامل ويعجز الأهالي عن إسعاف أبنائهم المحاصرين بالمنازل.
وتفيد شهادات الأهالي إلى ارتكاب مجموعات مسلحة من ضمن الحملة العسكرية جرائم قتل جماعية بحق المدنيين في “المختارية والقبو وعين العروس” بريف اللاذقية، وقرية “أرزة” في ريف حماة الشمالي، التي جمع عدد من المدنيين فيها بمكان واحد وأطلق عليهم النار.
أنواع القتل..
ثلاث، الأول داخل المنازل بعد الدخول إليها بحجة تفتيشها يتم إطلاق النار عبشكل جماعي كما حدث في “بانياس” لأفراد عائلة الدكتور بسام صبح الذين تم قتلهم جميعاً في منزلهم، أو لأفراد من المنزل.
ومن بين الحالات قتل شاب بريف جبلة في منزله كان يرعى شقيقين من ذوي الاحتياجات الخاصة أمام شقيقه وشقيقته، علماً أن والديهما متوفيان وبقيا بدون معيل.
النوع الثاني، القتل العشوائي في الشارع باعتبار أي شخص متحرك في أحياء وقرى معروف بأن سكانها من العلويين هدفاً للقتل، وبحسب شهادات الأهالي في مدينة جبلة فإن أي شخص خرج من بيته صباح اليوم، السبت، للحصول على خبز مثلاً تم استهدافه.
النوع الثالث، الإعدام خارج إطار القانون لأفراد يطلق عليها “فلول النظام” بعد الاستسلام ومنهم جرحى بحجة أنهم عسكريون سابقون حتى ممن يحمل ورقة التسوية التي تمنحها السلطات لمن ألقى السلاح وبعضها موثق بالفيديو.
إهانة الكرامة الإنسانية..
من انتهاكات الكرامة الإنسانية للأهالي أثناء تفتيش بيوتهم والذي أخذ عدة أشكال أيضاً، الضرب بالأيدي والعصي، والشتم الطائفي واستخدام مفردة “خنازير” بشكل متكرر وجماعي، وإجبار الأهالي على العواء مثل "الكلاب".
عمليات نهب..
أخذت عمليات النهب، الجمعة والسبت، شكلين الأول عبر عناصر تفتش المنازل حيث يقومون بجمع كل ما أمكن من أشياء ثمينة وأخذها. في حين يخرج بعضهم من البيوت دون أن يأخذوا أي شيء.
النوع الثاني، متمثل بمدنيين يحتمون بالفصائل العسكرية نفذوا عمليات سرقة للمحال التجارية بشكل واسع في جبلة وبانياس واللاذقية، وعبر أهالي عن مخاوفهم من خطف جثث أبنائهم المنتشرة في الشوارع بعد رصدهم قيام مجموعات مسلحة بجمع الجثامين كانت منتشرة بحي الجبيبات الغربية.
هروب الأهالي..
إلى المناطق الزراعية في ريف الساحل وما زالوا موجودين فيها، كما لجأ أهالي “العسيلية والرميلية وحميميم” في ريف جبلة إلى قاعدة حميميم الروسية العسكرية لحمايتهم من المجازر وبعد طول انتظار سمح لهم بالدخول وباتوا ليلتهم في المطار.
مناشدات..
واسعة من الأهالي بتدخل منظمات دولية لمعالجة المصابين المحاصرين في بيوتهم، وجمع الجثامين وحمايتها، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة بعد تدهور الوضع الإنساني بسبب عمليات السرقة، وغياب أفران الخبز.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق