حمدي عبد العزيز يكتب : بين قوسين


لم
 اكن يوماً مؤيداً للخط السياسي والإيديولوچى لمنظمة حماس ، بل أننى لااخفى أننى من ألد خصوم تيارات وقوى الإسلام السياسى وكل قوى اليمين الدينى بكافة أشكالها وأيا كانت مرجعياتها المذهبية والدينية ، وكل الأفكار المؤسسة على أساس دينى أو طائفى أو عرقى ومن ثم تنظيماتها وحركاتها السياسية المنبثقة عنها ..

ولكننى انطلاقاً من دعمى لأى ضربة توجه المشروع الصهيونى باعتباره مشروعاً استيطانيا استعماريا مؤسس على أفكار مغرقة فى التطرف الدينى لدرجة ادعاء قومية اليهود وترتيب حقوق الاستيطان والاحتلال على أساس هذه الأفكار التى تشكل خليطا من العنصرية والفاشية الاستعمارية ، ولأننى أرى فى ذلك المشروع الصهيونى الخطر الرئيس على كل شعوب المنطقة العربية ، ومن منطلق أننى ادعم نضال الشعب الفلسطينى من أجل استعادة وطنه وحقوقه المسلوبة ، ومن ثم ادعم مقاومته التى ينظمها بأى شكل من الأشكال ووفقاً لظروفه ومعطياته هو بغض النظر عما قد نراه أو نفضله نحن من أشكال وطرق واستراتيجيات مقاومة لكون الشعب الفلسطينى فى النهاية هو صاحب الحق الحصرى فى افراز مقاومته وتحديد أشكالها واستراتيجياتها السياسية والقتالية  .. انطلاقاً من كل ماسبق فإننى دعمت وأيدت المقاومة الفلسطينية وانا على كامل الدراية بأن حماس هى الفصيل الغالب والحاكم لهذه المقاومة ، ومن هذا المنطلق وقفت داعماً للمقاومة الفلسطينية كجزء من دعمى للشعب الفلسطينى منذ اليوم الأول من السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ، مؤجلاً كافة الأسئلة التى تتعلق بطبيعة اختيار توقيت خوض المعركة ، وطبيعة استراتيجياتها وتكتيكاتها السياسية والعسكرية والحسابات التى قامت على أساسها .

، وكان هذا هو نفس موقفى من حزب الله اللبنانى مع بعض الفروق التى تقف إلى جوار حزب الله اللبناني باعتبار أنه قد قام بتعميق أفكاره الوطنية وطبيعة موقعه من التناقضات التى تحكم المنطقة والعالم فى وثيقته التى أصدرها عام ٢٠٠٩  ..

وهذا الموقف الداعم للمقاومة منذ اليوم الأول من بدء المعارك قد اقتضى منذ البداية وحتى تاريخه ترحيل كافة التناقضات الإيدولوچية والسياسية إلى نقاط غير رئيسية فى جدول الأعمال وكذلك تأجيل كافة التحفظات المتعلقة بمابنيت عليه حسابات المعارك وتوقيتاتها وربما بعض الأساليب التى مورست  فيها إلى مابعد أن تضع المعارك أوزارها ، ووقتها يأتى وقت تقييم مدى صحة أوخطأ الحسابات التى بنيت عليها معركة السابع من أكتوبر ٢٠٢٣والأخطاء التى يمكن أن تكون قد ارتكبت فيها ، ومن ثم يحين وقت المحاسبات والتحاكم والمحاكمات  

وإلى أن يأت ذلك الحين ..

لازلت داعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته ولو كانت على رأسها حماس ، وارفض تماماً المحاولات الإقليمية والدولية لإزاحتها وتهجير قاداتها إلى خارج فلسطين المحتلة ، ذلك لأن صاحب الحق الحصرى فى تنحية حماس أو استبدالها أو تثبيتها والوقوف خلفها هو الشعب الفلسطيني وفقاً لظروفه الوطنية وبكامل إرادته وبالطرق والأشكال التى يحددها لذلك وفقاً لمعطياته هو لامعطيات القوى الدولية والإقليمية التى يجرى لعابها الآن لالتهام أكبر جزء فى كعكة إعمار غزة

تعليقات