يؤمن الرئيس الأمريكي ان القوة هي الوسيلة التي سيغيربها العالم فيصبح هذا العالم على قياس هذا التفكير ولإيمانه أن الولايات المتحدة تمتلك هذه القوة منفردة فقد بدأ قبل ولايته ومع أيامة الأولى في فترته الثانية في تمرير هذا التصور المبني على القوة ولا شيء غيرها، وتكشف أن ما يؤمن به ليس وليد اليوم، وفي تصريحات منسوبة له كشف عن خطط منذ أكثر من 400 عاما٦ للوصول إلى هذه المرحلة التي تسيطر بها أمريكا على العالم وتحويل الأيمان الديني بكل دياناته في العالم سوء اليهودية، المسيحية، والإسلام إلى مجرد كهنوت يؤمن به عدد قليل من العالم ربما ينقرضون مع السيطرة كما حدث مع مخلوقات ومفاهيم، وترامب يتميز بصراحته التي تصل حد الوقاحة في تعبيره عن أفكاره التي قد تتناقض مع بعض تصرفاته وإدارته.
ترتيب المنطقة العربية
يعلن ترامب أنه يريد نهاية للحرب في العالم وفي نفس الوقت يدعم الكيان الصهيوني بكل ما يجعله يمحي غزة بسكانها من على وجه الأرض، دفعات جديدة من احدث الإسلحة والمقذوفات والقنابل المدمرة يمد بها جيش الاحتلال، يبدو أنه يرى أن نهاية الحرب في الشرق الأوسط تعني إبادة الطرف المواجه، ويعني الفلسطنيين فلا يجب أن يبقى فلسطيني يقاوم كي تنتهي الحرب.
لا يكتفي بذلك فها هي طائرات الولايات المتحدة وبريطانيا تواصل هجماتها وتدميرها لليمن، ويهدد بل يؤكد عزمه السيطرة على الملاحة وحركتها في البحر الأحمر وبالتالي المتوسط وهذا بالخلاص من الحوثيين في اليمن، ومن الأفضل لترامب أن يكون ذلك بسلاح أمريكي تم شراءه بأموال عربية، وإثارة ما يدعم الحرب بين دول الخليج السعودية والإمارات تحديدا مع إيران وشراء أسلحة لمواجهة الحوثيين واليمن بديلا عن طائرات وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية وإذا جاءت فليدفع العرب تكلفتها.
ترامب يرى أن العرب وسكان الجزيرة لديهم أموال كثيرة لا تحصى ولا مانع أن تستولى عليها فهي حقه بفعل القوة، وإذا كان قد وعد منذ نصف قرن أنه سيحصل على 25% من تلك الثروة إذا وصل لحكم أمريكا، الآن تتغير المعادلة لنحصل علي الثروة كاملة، ونترك لهم ما يقيم الحياة والأفضل لهؤلاء ومن يتبقى منهم ويؤمنون بالأديان والعقائد إلا يكونوا أحياء، وفي الوسط يمرر ترامب مشروع الديانة الإبراهيمية ويعلن عن انضمام دول في المنطقة قريبا، وفي الثروة تعلن الدول العربية الثرية عن استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة فيطلب ترامب مضاعفاتها، ولما لا وقد قال في ولايته الأولى أنه لو تخلى عنهم ستسقط عروشهم ولا يهم بأي وسيلة تسقط سواء شعبية أو بفعل فاعل حركته القوة الأمريكية الترامبية.
عالم جديد يرسمه ترامب
لا يريد الكابوي الأمريكي الجديد حروب في العالم ويشير إلى قوة محور المقاومة الذي أصابه الكثير من الخسائرالعام الماضي والآن يرى أن أيران هي الداعم الأكبر للحوثيين لذا علينا أن نعمل أكثر عليها بعد أبعاد حزب الله، وسقوط النظام السوري، لذا لا يترك ترامب وإدارته إيران في سكونها (قد يكون مؤقتا) فيلاعبها بالجيران وبالتهديد.
هذا طبيعي مادامت تهدد كيان امريكا الصهيوني في فلسطين، ويظل مشروع الصراع السني الشيعي نقطة محورية في الصراع والواقع أن استمرار هذا الصراع حتى الآن خبية إسلامية ضخمة في ظل إبادة غزة عن بكرة إبيها التي تتم على مدار الساعة، لكنها قوة ترامب التي يعتمد على في تدمير العالم الذي يقف أمامه والسيطرة على الضعفاء.
تحاول قوة الولايات المتحدة أن تمدد قراراتها وأحكامها على العالم بدا من دول الجوار الأمريكي كندا، المكسيك، كوبا، إلى التحالف الأوروبي بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، ثم روسيا وأوكرانيا فيحاول إيقاف الحرب بينهما ويقرر يجب أن تنتهي هذا الحرب وتوقيع هدنة الغرض منها الحصول على ثروات أوكرانيا أو تقاسمها مع صديقه بوتين.
تلك الصداقة التي يدعيها الطرفان محل دهشة يبقى أن تكشفها الأيام لنا، لكن الهدف لإدارة ترامب إعلان سيطرة أمريكا على العالم كما إعلن في مؤتمر مؤخرا في البيت الأبيض وإعلان ما أسماه وزير التجارة الأمريكي يوم تحرير الولايات المتحدة، ولا يتم هذا التحرير سوى بمحاصرة الصين وبلاد النمور الأسيوية، فتوقعات الأمريكيون أن حربهم القادمة طرفها الثاني الصين وجوارها، فهل يكون روسيا بوتين أحد أسلحة قوة ترامب؟ ربما.
الإيمان في مواجهة القوة
رغم سرد ترامب التاريخ الذي تبناه منذ عام 1700 ميلادية حتى الآن للسيطرة على العالم، ورغم تعاظم القوة الأمريكية الصهيونية التي يتباهي بها وسيطرة الدولار على العالم وما تم فرضه من خلال الثقافة والإعلام على مفاهيم دول العالم وعقائدها، ورغم أن التاريخ سلاسل زمنية طويلة من صراع القوة الطاغية مع الفئات الأقل عددا وقوة وتلك قصة التاريخ من شرق العالم إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه.
إلا ان مواقع هذه القوة تغيرت على مدار التاريخ، من الشرق المغولي، التتري، إلى الشرق الإسلامي، ثم المسيحي الغربي (إنجلترا وفرنسا مثالا) إلى الغروب الأوروبي وعالم صراع القطبين، ثم محاولات تعدد القوى، ونهاية بالقطب الأمريكي الواحد، ولأن غرور القوة المتناهي لدي ترامب الذي يتعامل مع العالم كما كان يتعامل في صالات القمار في أمريكا، أو شركاته فهو لا يرى (رغم ما يدعيه أنهم درسوا كل شيء) ولم يتذكر أو يلاحظ أن هذه القوى تلاشت ووصلت القوة إليه.
ترامب مثله كأصحاب القوة في كل زمان من فرعون إلى التتار والمغول ا إلى أمبرطوريات أوروبا المسيحية، إلى عصر الصناعة وسيادة فرنسا وإنجلترا على العالم، هؤلاء لم يفكروا برهة أن ما يمتلكونه اليوم قد ينتهي، وأن دولا وممالك أخرى تقوم لتحل محلهم، وأن القوة تنتقل من مكان إلى أخر.
لذا لا يرى ترامب غير قوته قوة السلاح والصناعة والسيطرة الفكرية والاقتصادية التي وصلت قمتها كما يقول بعد 400 عاما من التخطيط، ترامب وهو يحاول إخفاء العقيدة والأديان لا يرى أن الإيمان بهذه الأديان هو طرف المعادلة الثاني الذي سيواجه قوته المدمرة لأرض العرب والمسلمين في فلسطين، لبنان، اليمن، العراق، سوريا، أو إيران، ثم تأتي مصر، وإفريقيا الغنية، وأتصور في مرحلة قادمة ستنال باكستان، أندونسيا، ماليزيا نصيبها إلا إذا غابت العقيدة وهذا فعليا مستحيل رغم المحاولات.
الإيمان والعقيدة التي يحيطها العلم والتطور هي أسلحة المواجهة مع قوة ترامب والصهيونية لذا يظل تساءل العالم كله عن سر صمود شعب غزة في ظل التدمير القائم، المحرقة المشتعلة، إعدامات الأحياء من الأطفال والنساء والعجائز، المطاردات للناجين من القتل والنار.
يتساءل بعض الذين نظن أنهم منا (ليسوا) لماذا لا يذهبون إلى مناطق أخرى أكثر أمانا ومستقبلا، لماذا يموت أهل فلسطين بالآلاف وأسر كاملة تدفن تحت التراب، لما غامر قيادات حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، كيف يواجهون هذه القوة الترامبية الصهيونية العالمية بكافة وسائلها التدميرية، أنه الإيمان القادر على هزيمة القوى المماثلة للقوة الترامبية، حين يظن ترامب أنه قد حكم العالم سيجيء وعد الله، وعد المؤمنين، حينها سيرى ترامب ومن خطط له أربع قرون شق البحر ليغرق فيه.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق