حسن مدبولي يكتب : في ذكرى ثورة القاهرة الثانية مارس 1800 (الأرهاب المسيحي الغربي)


عندما غزا الفرنسيون مصر عام 1798 وكانوا من القوى العظمى  فى ذلك العصر،فوجئوا بمقاومة باسلة من  شعب مصر البسيط رغم عدم امتلاكه مايدافع به عن نفسه، كما فوجئوا بالدور الجهادى العظيم لرجال الأزهر الشريف وتأثيرهم الواسع وتصدرهم  لعمليات المقاومة والاحتجاجات التى عمت البلاد فيما سمى بثورة القاهرة الأولى، والتى قابلها جنود الحملة الفرنسية بالقمع  وصب النيران فوق رؤوس المحتجين، وتدمير مبانى الأزهر وتدنيسه، وإعدام  رجاله وشيوخه وطلابه وقتل الآلاف من المدنيين المتضامنين معهم. 

لكن مع كل ذلك الإرهاب الدموى ، لم تستسلم الغالبية العظمى من المصريين للعدو،فلم يمر عامان وبالتحديد فى 20 مارس عام 1800  حتى عمت البلاد ثورة جديدة أطلق عليها  ثورة القاهرة الثانية.

تجلت  بشكل بارز في مدينة بولاق أبو العلاء، والتى رفض أهلها الممارسات والسياسات الفرنسية ضد المصريين ، وخرجوا فى إحتجاجات عارمة ضد المحتل وأعوانه،  مؤكدين بأنهم سينتقمون لما حدث للأزهر وعلمائه.

وتطورت الأمور لإستخدام العنف ردا على عنف المحتل، كما نظم  بعض وجهاء المدينة عمليات كر وفر  ضد معسكرات العدو الفرنسى،و حثوا العامة على مطاردة جنوده  فى الطرقات،وهو ما أنزل خسائر بشرية كبيرة بين جنود الحملة.

 فلم يجد الغزاة بد من محاصرة  المدينة من كل إتجاه، وصوبوا نحوها طلقات المدفعيةالثقيلة،و إستخدموا كافة أنواع الأسلحة بلا رحمة.

 ورغم عدم تكافؤ القوى لم يرهب الاهالى الموقف، و ردوا على المدفعية المتطورة ببنادقهم ومدافعهم البدائية، فإستمر العدو الفرنسى وحلفائه فى قصفهم ،كما استخدم سلاح التجويع بتدمير مخازن السلع والغلال،ومنع دخول أية بضائع إلى المدينة، وأستمرت تلك الممارسات الإجرامية حتى صارت منطقة بولاق أبو العلاء حطاما و أطلالا، وطال الدمار كل شيئ، بعدها قام جنود الغزو  بتسليم المدينة لعصابات من المجرمين المحليين الخونة الذين مارسوا عمليات النهب و السلب ،والقتل والاغتصاب، حتى سالت انهار  الدم فى الشوارع ؟

كما حوكم من بقى حيا من المقاومين والثوار  بتهمة الإرهاب والاجرام  ومقاومة السلطات، وتم اعدامهم!؟

ولكن لم يمر وقت كبير على تلك الأحداث حتى قام الشهيد سليمان الحلبى بإغتيال قائد الحملة الفرنسية الجنرال كليبر،بل انتهى الأمر كله،وهرول الفرنسيون إلى الرحيل عن مصر بعد عدة أشهر فقط من ثورة القاهرة الثانية، وتحديدا فى عام 1801.

تعليقات