بعد حرب ضروس فتكت بمئات الآلاف من شباب روسيا وأوكرانيا ، وأحرقت فيها مليارات من الدولارات ، منها ما ارسلته أمريكا وأوروبا إلي المحرقة ...
المعلم طرالمبو ، ومعه السفاح بوتين ، قد يصطحبان الكوميديان زيلينسكي إلي الرياض وراء مصنع الكراسي .
نوع جديد من الدبلوماسية ، فلسفتها "صب الدولار علي النار تبقي رماد " ، وحبذا لو كان الدولار له نكهة البترول الشرق أوسطي.
وبعيداً عن الجانب الفكاهي في الموضوع ، فلابد من التسليم بمجموعة حقائق جادة ، منها :
أن طرالمبو السمسار والبلياتشو وزعيم المافيا الصهيوني ، يمكنه فعلاً أن يكون "عراب" سلام , بشكل لا يبتعد كثيرا عن أسلوب عقد سلام بين أسر المافيا ، والذي نقله اشهر افلام مارلون براندو علي ثلاثة أجزاء تحت أسم " العراب ". Godfather .
أن زيلينسكي كانت لديه فرص افضل للتوصل لصفقة عام 2023 ، ولكنه استمتع بعروضه التمثيلية في عواصم العالم ينتزع تصفيق وآهات الغرب " نصير الأحرار " ، وفي النهاية يقبل بصفقة أقل بعد تدمير بلاده وفناء الآلاف من شبابها.
أن الزيارة المباركة لطرالمبو للأراضي المقدسة ، لن يقل سعرها بالفعل عن تريليون دولار بدل انتقال له يتسلمه عدا ونقدا بعد أن يرقص رقصة العرضة بالسيف مع باقي الضيوف ، وكذلك حفنة مليارات في حجر زيلينسكي ، وربما مثلها أو أكثر لبوتين فضلا وكرما من المضيف ، لزوم إعادة بناء ما تحطم في روسيا .
هناك احتمال أيضا أن يعود طرالمبو ، وفي جيبه مخطوطة الإتفاق الإبراهيمي موقعة بالأحرف الأولي ، وربما حملها معه كي يحج في القدس بالمرة ، ويوقع نسختها الصهيونية .
الحقائق السابقة لا تخفي عن الموضوع وجهه الإنساني الذي لا يمكن أن نغفله ، فلا شك أن وقف نزيف الدم يمثل هدفاً نبيلاً لا جدال فيه ، ولكن ذلك يثير بعض التساؤلات أيضاً ، منها :
أن غزة التي ذبحت من الوريد إلي الوريد بسكين صهيونية صدأة ، تقع علي مرمي حجر من أرض الحجاز ، فهل ينتهز المضيف أي فسحة أثناء المؤتمر العالمي ، كي ينتزع من المعلم طرالمبو مجرد تأكيد بأن إدارته سوف تحترم ما سبق أن التزمت به إدارات أمريكية سابقة بشأن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف ؟ ، حتي ولو اضيف لبدل السفر المقرر عدة مليارات جهود إضافية.
أو هل يمكن أن يصرح المعلم طرالمبو بعد أن تدوخه القهوة الغامقة بالهيل ، أنه يرفض فكرة الترانسفير ، ويطالب صبيه النتن ياهو بإحترام الإتفاق الذي سبق أن وافق عليه بوساطة أمريكا نفسها ومعها مصر وقطر ؟.
هل هناك احتمال أن يوافق بعض قادة العرب علي دعوة لحضور الفرح ، دون أن تكون بطاقة الدعوة محددا فيها أجندة مرضية تتيح القبول ؟.. وهل يمكن أن تمتد الدعوة لتسع أيضا مجرم الحرب المطلوب للعدالة الدولية ، بحيث تكون زيادة " الخير " خيرين ؟.
أياً ما كانت الحقائق والتساؤلات ما خفي منه وما علم ، وكيفما استقر الأمر في النهاية ، وسواء حضر المعلم طرالمبو فعلا أم رجع في كلامه كعادته واختار مكان اللقاء في القدس مثلا ، مجاملة لزيلنسكي الذي أعلن غير مرة إعجابه بإسرائيل ، وأنه ليس يهوديا فقط ، وإنما صهيوني متعصب ..فلا شك أن للعرب أن يفخروا بإختيار إحدي حواضرهم كي تكون محلاً لمثل هذه المبادرة الهامة .
وأخيراً وليس آخراً ، سيكون علي بوتين أن يبذل جهداً تفاوضياً غير عادي ، وهو يجلس بين صهاينة.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق