معصوم مرزوق يكتب : اليوم التالي للعرب


المؤتمر الصحفي بحضور نتنياهو والصهيوني وزير خارجية أمريكا اليوم 16 فبراير 2025 ، يؤكد ما ذهبنا إليه من محاولات التملص من الإتفاق الأخير  .

أظن أنه دور " الوسطاء " للخروج علناً ، وفضح عدم إحترام الإتفاق 

ومن ناحية أخري ، سوف تكون رسالة قوية من العالم العربي إذا تم الإعلان بشكل واضح أن العواصم العربية ذات الصلة لا ترحب بإستقبال أي مسؤول أمريكي للتفاوض بعد تكرار عدم إحترام الإتفاقات ، وحتي تعلن أمريكا بوضوح:

أسقاط مقترح التهجير نهائياً.

الإلتزام بكل الإتفاقات التي ضمنتها الإدارات الأمريكية المختلفة ، منذ إطار كامب ديفيد 1978 إلي إتفاق المراحل الأخير مع المقاومة الفلسطينية .

 وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة والمعدات والذخائر ، تطبيقا للقانون الأمريكي نفسه الذي يحظر عليها استخدام تلك المواد العسكرية في العدوان .

أن ترامب السمسار والمقامر لا يفهم سوي لغة القوة ، ولا بد من توظيف المتاح منها في عملية التفاوض ، ولا يقدح في ذلك ما يبدو من ضعف موقف العالم العربي ، لأن عناصر القوة الشاملة تتجاوز مجرد القوة العسكرية المجردة .

العرب يمتلكون من عناصر القوة :

 الموقع الجيوبوليتيكي الحيوي ،( اليمن وحدها تمكنت من إزعاج أساطيل الغرب في منطقة باب المندب وبحر العرب ).

إعادة تنشيط مكتب المقاطعة العربية الذي كان له تأثير هائل ، ووضع قوائم بشركات وسلع أمريكية تسهم في المجهود العسكري الإسرائيلي .

 تجميد أو إنهاء كل علاقات بين الدول العربية وإسرائيل ، وحرمانها من المزايا التي اكتسبتها في الفترة السابقة مثل حقوق عبور من الأجواء العربية .

 الإعلان الواضح عن مسؤولية إسرائيل عن تفاقم الأوضاع في المنطقة ، بما سوف يؤدي إلي تصاعد التحركات المضادة والمقاومة بين الشعوب العربية والإسلامية ، بما يخرج عن سيطرة أي حكومة في المنطقة. 

الإعلان الواضح بلا أي لبس في حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال بكل الوسائل بما في ذلك المقاومة المسلحة ، ومشروعية دعم هذه المقاومة من كل الدول المحبة للسلام .

 مطالبة الشعب الإسرائيلي أن يتخلص من نظام الأبارتايد الحاكم ، الذي لا يهدد الفلسطينيين وحدهم وإنما يهدد الإسرائيليين بشكل متزايد مع مرور الوقت .

مطالبة الدول العربية التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية ، بضرورة التفاوض لإنهاء هذه القواعد ، مع العمل لإعداد نظام أمني فاعل في الإقليم يحفظ الأمن الأقليمي لكل الأطراف .

 تطوير العلاقات الإقتصادية والعسكرية مع مجموعة البريكس ، مع النظر في الإعتراف بدولة كوريا الشمالية ، وتكثيف التعاون الفني معها ، مع الحفاظ علي إستمرار العلاقات مع كوريا الجنوبية .

 متابعة الدعاوي المنظورة امام محكمة العدل الدولية ، والمحكمة الجنائية الدولية ، والمطالبة بإلتزام الدول بمقررات تلك الهيئات التي توصلت إليها البشرية عبر طريق دموي طويل ، من أجل حماية السلام والأمن من خلال صيانة قواعد العدل والإنصاف .

 إعادة طرح القرار السابق للأمم المتحدة بإعتبار الصهيونية شكل من أشكال التفرقة العنصرية .

 وقد تبدو القائمة السابقة مفرطة التفاؤل والمثالية ، ولكن ذلك ليس مشكلتها ، لأن السؤال هو هل هي عادلة ومؤثرة وممكنة ؟... ولولا خشية إطالة هذا المقال - الذي طال بالفعل - لأوضحت تفصيلا مدي عدالة وتأثير عناصر تلك القائمة ، وإمكانيات تطبيقها ، كلها أو بعضها ، وعلي الفور أو تدريجيا .

الصراع العربي / الصهيوني لن يكسب بالضربة القاضية ، وإنما بالنقاط ...والنصر مضمون لأن الحق في جانبنا .

تعليقات