JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

نصر القفاص يكتب : هوامش على دفتر السفلة والسفهاء!!


حكاية "خابور استراتيجى"!! 8

يلفت نظرى "خابور استراتيجى" يشار إليه على أنه "دكتور" دون أن يحمل هذه الدرجة العلمية.. يقال عنه أنه "إعلامى" لمجرد أنه حقق فشلا ذريعا فى كل "إطلالاته" على الشاشات.. حمل درجة "الوزير" دون أن يكون عضوا بمجلس الوزراء.. وضع نفسه فى بداية مشواره "الاستراتيجى" فى خندق اليسار عندما انضم إلى "حزب التجمع" وراح يتقرب لجماعة "الإخوان" باعتباره "عازف فى الظاهرة الإسلامية" أملا فى الفوز بثقة تياراتها.. فشل رهانه عندما سقط فى انتخابات البرلمان.. ثم سقط كمرشح ادعى أنه معارض, لمنصب نقيب الصحفيين.. وسقط بعدها النظام فى 25 يناير 2011!!

تصدر "الخابور الاستراتيجى" الساحة بعد دور فاعل فى كواليس 30 يونيو 2013, مع عدد من الخوابير الاستراتيجية, وعرفت كافة تفاصيله من اللواء "محمد العصار" وقت أن كان وزيرا للإنتاج الحربى..لا يهم أنه فاز بعد ذلك بمنصب "النقيب" فالمهم أنه سجل فشلا ذريعا فى موقعه كالعادة.. وحقق فشلا أكبر فى منصبه كوزير.. هنا حصل على الشهادة العليا, التى تؤهله لتولى إدارة "الحوار الوطنى" الذى انطلق قبل سنوات, ومازال يجرى.. رغم أن "النيل" لم يعد يجرى بفعل "سد النهضة" الإثيوبى!!

عرفت "الخابور الاستراتيجى" فى بداية مشواره.. كما عرفت معظم الذين يمارسون مهنة "البغبغان الاستراتيجى" وفصيل منهم يمارس وظيفة "المحللاتى" طمعا فى علاقة قوية مع البنوك!! وهؤلاء ستجدهم بارعون فى التقرب للسلطة وخدمتها.. مبدعون فى خدمة "رجال المال" فى نفس الوقت, ومن أى جنسية!!

يشغلنا هؤلاء كما يشغلنا الذباب.. يغيب عن ذاكرتنا "زهير الشايب" أحد أهم مبدعى هذا الجيل نفسه.. ويكفى أن أذكر موسوعة "وصف مصر" التى عكف على ترجمتها بجهد شخصى وصبر ينافس "أيوب" فى زمانه.. فقد كان "زهير الشايب" يفيض موهبة.. هادرا فى إبداعه.. دفع ثمن ذلك فادحا, لأنه رحل فى عز شبابه تاركا أربع زهرات هم أولاده.. وعلى طريق الصبر والعلم, يواصلون مشواره الإبداعى فى صمت.. وبما أننا نبحث عن "الوعى" فيجب أن نذكر "زهير الشايب" الذى حصل على "جائزة الدولة التشجيعية" فى الترجمة.. وحصل على "وسام العلوم والفنون" من الطبقة الأولى.. وجاء فى براءة حصوله على "الوسام" لحميد صفاته وجليل خدماته بالترجمة إلى اللغة العربية لموسوعة "وصف مصر" فى صمت وبعيدا عن الأضواء!!

لا تندهش.. بل اصرخ من أعماق القلب.. إبكى بدمع ساخن, عندما أخبرك أنه حصل على "جائزة الدولة التشجيعية" و"وسام الجمهورية" بعد أيام قليلة من فصله من عمله فى مجلة "أكتوبر".. ويذكر للسيدة "جيهان السادات" تدخلها, ليتم نقله إلى "الأخبار" وهناك واجه تربص "موسى صبرى" إكراما لصديقه "أنيس منصور" الذى فصل هذا المبدع.. ولما ضاقت عليه مصر بما رحبت, سافر إلى "سلطنة عمان" للمشاركة فى إصدار مجلة جديدة.. إعتقد أن صاحب الرأى يجب أن يكون صادقا, فدخل فى نقاش مع "عبد العزيز الرواس" وزير الإعلام – آنذاك – حول مسألة مهنية.. إنفعل صاحب الأمر والنهى فى بلاده, وأصدر قرارا بترحيله خلال 24 ساعة مع أسرته التى كانت برفقته فى مشوار عذاب لمجرد أنه موهوب ومبدع.. عاد "زهير الشايب" حزينا.. لم يتحمل قلبه كل هذه الضغوط.. مات "زهير الشايب" وعاش "الخابور الاستراتيجى" مع كل "الخوابير" التى تباهى الأمم بمكانة مصر هذه الأيام!!

حدث ذلك وقت أن سقطت مصر فى طريق "إنفتاح السداح مداح" ولم يسقط إسم "زهير الشايب" لأنه ترك للأجيال كنزا يحمل عنوان "وصف مصر".. وترك لأولاده "جائزة الدولة" و"وسام الجمهورية".. وترك لزوجته مسئولية رعاية أربعة أطفال.. تولت تربيتهم فأحسنت, لتقدم لنا "منى زهير الشايب" التى أكملت عمل والدها ومعها "أمل زهير الشايب".. وعلى الطريق نفسه يمشى شقيقاهما "طارق زهير الشايب" و"ياسر زهير الشايب".. ورغم هذه المسيرة الرائعة للسيدة "عفت شريف" زوجة المبدع الكبير.. لم نسمع عن تكريمها كما سمعنا وشاهدنا, تكريم "فيفى عبده" و"جيهان نصر" و"إلهام شاهين" فى زمن السلام!!

عاش "زهير الشايب" وبقى كل "خابور استراتيجى" يدمر وعى الأمة!!

راح زمن السلام – الاستسلام – يلفظ أنفاسه, بعد أن هبت عاصفة "طوفان الأقصى" لتكشف حجم الجرائم التى يرتكبها "خوابير الاستراتيجية" ومساحة الأرض البور التى خلفها كل "دبلوماسى بالبنديرة".. وكلهم وصلوا للقمة على جثث الموهوبين والمبدعين.. فليس غريبا أن يعيش – بعد رحيله – زعيما حقيقيا, استحق أن نشير إليه بأنه "سيد شرفاء المقاومة" على أرض لبنان.. كما غاب "إسماعيل هنية" على أرض إيران.. إضافة إلى المئات من الذين وهبوا أنفسهم لأوطانهم, كما فعل "عبد المنعم رياض" بعد شهور من نكسة – هزيمة – 1967.. وقبلهم جميعا كان قد سقط "حمزة" عم الرسول فى موقعة "أحد" لكى تعلو راية الإسلام.

يحدثونك عن "الوعى" على طريقة "الخابور الاستراتيجى".. ويزعجهم أن تذكرهم بما فعل "زهير الشايب" والثمن الذى دفعه.. جعلوا كلمة "الوعى" مرادفة للنفاق, وتجويد السفالة!! فهم يعتقدون أن "صناعة الوعى" مجرد مشروع استثمارى – استحمارى – يدر عائد.. يستحقه الذين يختالون – يحتالون – علينا, بأنهم من "خوابير الاستراتيجية" وكل منهم له "حكاية" فى ذاكرتى لأنى عرفتهم عن قرب.. راقبت مشوارهم ومسيرتهم.. أدهشونى بقدرتهم الفائقة على الاستمتاع مع كل "عابر سرير" كعنوان شديد الإبداع للموهوبة "أحلام مستغانمى" فى روايتها التى حملت هذا العنوان!!

علمتنى تجربتى أن "الوعى" يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ.. يترعرع فى أرض "علم الاجتماع" وينمو على "جغرافيا" لكى يشرحه "المنطق" وتحدثنا عنه "الفلسفة".. وكلها علوم مطلوب "شطبها".. فقد أصبح الوزير المسئول عن "التربية والتعليم" لا يحمل مؤهلا.. وأصبح "بلطجى" مسئولا أمنيا.. وصار الذى أذل رجال الجيش والشرطة "صوتا وصورة" كبيرا للمستثمرين, يوفر فرص العمل للوزراء السابقين!!

لا تقل مات "زهير الشايب" ولو عاش "الخابور الاستراتيجى"!!

قل مات "زمن الاستسلام" وعاش أبطال "طوفان الأقصى"!!

NomE-mailMessage