مع الإدانة الكاملة للعدوان الصهيوني على إيران ينبغي أن نتوقف عند تهافت هذا الرد كما جرى فعلا قياسا بما روج له قادة الكيان، فالرد القوي الواسع المدمر المفحم الذي ينهي البرنامج النووي الإيراني ويضرب منشآت الطاقة والقدرات الاقتصادية ويستهدف رؤس النظام تقلص الي استهداف عدة مواقع عسكرية مهما كان حجم الاضرار التي لحقت بها فإنها لا تنفي حقيقة ان جبل التهديدات الصهيونية تمخض فولد فأراً.
ما الذي أكره الكيان بطبيعته العدوانية على هذا الرد المتهافت؟ اولا فاعلية الردع الإيراني كما ثبت أول أكتوبر في الوعد الصادق 2 حيث تمكنت الصواريخ الباليستية الإيرانية الذكية من إصابة أهدافها بدقة في عمق الكيان.
ثانيا الارادة الأمريكية التي تتجنب التورط في حرب اقليمية مفتوحة تعرضها لكلفة باهظة وتهدد مصالحها وحلفائها ولهذا فرضت على الكيان طبيعة الأهداف واقتصارها على مواقع عسكرية دون النووية او النفطية.
إن هذا إثبات جديد لحقيقة أن واشنطن قادرة اذا أرادت أن تفرض قرارها على تل أبيب،
فالكيان الصهيوني منذ إنشائه وحتى زواله بإذن الله هو قاعدة متقدمة للاستعمار يعيش على دعمه ويؤدي وظيفته ككلب حراسة للمصالح الاستعمارية ، ويمكن للكلب الصهيوني أن ينبح عاليا كما يشاء لكنه لا يستطيع أن يعض إلا بإذن سيده الأمريكي.
وهو ما يعيد طرح السؤال : إذا كانت الإدارة الأمريكية قادرة على لجم الكيان الصهيوني فلماذا تتواصل حرب الإبادة على غزة الباسلة ولبنان المقاوم؟ ولماذا تحاصر جباليا وبيت لاهيا وتباد بالنار والجوع والعطش؟ ولماذا ترتكب جريمة تصفية مستشفى كمال عدوان المبنى والمرضى والأطباء والممرضات؟ لماذا يستعر هذا الجحيم على مرأى ومسمع عالم أعمى أبكم وما من غيث ولا مغيث؟
والإجابة، فضلا عن خذلان الأنظمة الحاكمة في معظم الأمة العربية والعالم الإسلامي، هو ان الإدارة الأمريكية توافق على هذه الجرائم وتشارك في ارتكابها وتطلق العنان لكلبها الصهيوني ، ولو أرادت أن تلجمه لفعلت كما رأينا في رده المتهافت على إيران منذ ساعات .