JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

علي أبو هميلة يكتب : إن نصر الله قريب


لما كانت ليلة اليوم ال 360 بعد الطوفان، وبينما تعربد طائرات الكيان الصهيوني في سموات الأمة العربية بلا رداع لها وتضرب في غزة وجنوب لبنان ودمشق غشت على قلوب العرب والمصريين سحابة سوداء، وراح الهم والحزن واليأس يملأ العقول والقلوب توجهت قلوب المؤمنين بالحق والعدل والأيمان إلى السماء ترجو وتدعو الله أن يخفف من وطأة ضربات الكيان اللقيط، كانت قلة قليلة في أرجاء الوطن تؤمن "أن بعد العسر يسر" وأن نصر الله قادم لا ريب فيه، هؤلاء الذين يؤمنون أن الرسالة الحق في دينهم وعقيدتهم، لم يكن هذا اليقين والإيمان إلا ثقة في عدل الله، وراحت قلة قليلة في أرجاء الأمة تردد بلا شك ولا وجل "ألا إن نصر الله قريب"

أسبوع الآلام في بيروت 

كان الأسبوع الأخير من سبتمبر/ أيلول  ويظل أسمه في عقل أهل العرب وفلسطين أيلول الأسود فقد حمل لأبناء الأمة الكثير من الأيام السوداء ففي الذاكرة تلك المذابح التي شهدتها المخيمات الفلسطينية بالاردن في أيلول 1970 التي انتهت بالقمة العربية في القاهرة التي شهد يومها الأخير رحيل جمال عبد الناصر الذي خرجت الأمة العربية وبعض الشعوب الإسلامية في جنازة له لم يشهد التاريخ لها مثيلا، ولم تبقى بقعة في أمة العرب لم يخرج أهلها فيها جنازة ناصر. 

جاء الاسبوع الأخير من سبتمبرن ايلول 2024 ليحمل نفس الحزن والهم بضربات متتالية من الكيان الصهيوني داخل الأراضي اللبنانية في سبع ضربات حربية وتفجيرات على الأرض استشهد فيها ما لا يقل عن 1000 من اللبنانين المدنيين والمنتمين لحركة المقاومة الإسلامية في لبنان، وشهدت ليلة 28 منه التحاق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بكتيبة شهداء لبنان والأمة العربية، وكان ذات ليلة اليوم الذي رحل فيه ناصر منذ 54 عاما فصار يوما حزينا دمج الحاضر بالماضي. 

توالت الأحداث عاصفة ليعلن الكيان الصهيون اللقيط استعداده للدخول البري لجنوب لبنان مستغلا حالة التخبط كما تصور للمقاومة الإسلامية وحزب الله عقب أغتيالات طالت ما يوصف بالصف الأول والثاني من قياداته وعلى رأسها السيد حسن نصر الله، لحظة دائما ما ينتهزها أفراد العصابة الصهيونية، تصور الجيش الصهيوني أنه ذاهب إلى نزهة في جنوب لبنان متمنيا أن يحقق هدف نتنياهو في الذهاب بعيدا عن عجزه وهزيمته في غزة على يد أبطال المقاومة هناك، تصور نتنياهو ورفاقه أنه سيفرون من هزيمة على مدار عام كامل، وعجزه عن تحقيق أي إنجاز في غزة الصغيرة الباسلة بالدخول إلى الجنوب اللبناني والهروب إلى الأمام. 

ليلة العربدة 

تقدمت كتائب متعددة من جيش الدفاع باتجاه الحدود اللبنانية الفلسطينية يتقدمهم القوات الخاصة الإسرائيلية أو ما يطلقون عليها قوات النخبة(الكوماندوز) في الجيوش، وسبق الاقتراب من القرى الجنوبية في لبنان طلعات للطيران الصهيوني يمهد الأرض للدخول، وكما يقولون في الاستراتيجيات العسكرية الطائرات لا تصنع الانتصار فأي خسائر يسببها الطيران ما دام لا يعادلها استقرار على الأرض لا انتصار.

هكذا كان الطيران الحربي الصهيوني يمهد للدخول بمزيد من الطلعات الجوية، وكان الغرور أو التهور قد بلغ مبلغه لدي نتنياهو ورفاقه فأطلقوا طيرانهم نحو اليمن، ونحو دمشق وفي دمشق استهدفوا أحد قادة كتائب القسام في سوريا، واستشهد أربعة جراء القصف الصهيوني لعدد من المباني في دمشق، وذهب الطيران الصهيوني إلى اليمن عابرا مجالات الجو العربية ليضرب عددا من الأهداف في اليمن. 

بدا المشهد وكأن إسرائيل تقول لا سقف لنا، لن يوقفنا أحد، فقد حيد الكيان كل الجيوش العربية جانبا، وطبع مع أغلب الانظمة العربية التي صارت تساعده في القضاء على المقاومة بدلا من الوقوف ضده، أحس نتنياهو بالغرور والكبرياء وهو يعلن أنه سوف يضرب أي مكان يكون خطرا على المحتل، أي مكان في العالم، هكذا قال ومعه عديد من القيادات الصهاينة ووسائل إعلامه، وساعد في ذلك وسائل إعلام عربية! 

أكثر من سبع ساعات وكل الأخبار القادمة عبر وسائل الإعلام وتصريحات المتحدث العسكري الإسرائيلي، وقادة جيش الدفاع ووزيره يبثون الرعب في القلوب عن دخول القوات البرية إلى قرى لبنان، وهدم أنفاق داخل الأراضي اللبنانية، احتلال قرى، هكذا صارت المدفعية الإعلامية الصهيونية هي السلاح الثاني وتلك اصبحت عادة صهيونية في الأشهر القليلة الماضية، وأمام تلك الآلة الأخطر في هذا الزمان تسربت تلال اليأس في القلوب التي باتت لا تملك سوى الدعاء "يارب سلم" لقد بلغت القلوب الحناجر.

ثم بدأت الأمور تتضخ خاصة بعد أجماع شهود العيان أن شيئا لم يحدث في موضوع الاجتياح البرى، وقد حاولت القوات الخاصة (الكوماندوز) الدخول وتصدت لها صواريخ حزب الله، وصدر بيان الحزب ليؤكد أنه لم تطأ أقدام أي جندي صهيوني أرض لبنان، وأكدت قوات اليونيفل ذلك، ثم خرج جالانت وزير دفاع الكيان ليعلن عن مداهمات في الجنوب خلال الشهر الماضي، وأن العملية في لبنان عملية محدوده ضد بنية تحتية لحزب الله، والآن في ليل الثاني من أكتوبر شهرنا الذي يحبنا ونحبه لا يزال سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم في الضاحية وجنوب لبنان. 

أكتوبر اليوم ال 368 

أذا كان السادس من أكتوبر / تشرين الأول 1973 هو يومنا المشهود، وطوفان الأقصى هو اليوم السابع من هذا الشهر فإن أمس كان اليوم الثامن بعد ثلاثمائة يوما منه بدأت في يوم الطوفان، لا مبالغة عنترية في الحسبة فكل أيام طوفان الأقصى في غزة والضفة الغربية وكل أرض فلسطين على مدار 360 يوما هي أيام أكتوبرية بأمتياز، صمود جبار من كل أبناء فلسطين، وخاصة في غزة، نجاجات لم تتحقق في تاريخ الأمة العربية في العصر الحديث، هدم للأفكار الرئيسية التي بني عليها هذا الكيان في الأمن والاستقرار لمستوطنيه، صمود لم يحدث لمدينة ولا دولة في العصر الحديث، عاما من المقاومة وتكبيد العدو الخسائر جعلته عاما من يوم الطوفان الأكتوبري. 

بدأ اليوم الأول بعد 360 يوما من الصمود والبطولات بكمائن عدة من أبطال المقاومة في فلسطين منها كمين خان يونس الذي تم تدمير عدة مركبات وأليات ودبابات ميركافا، وسقوط أفرادها في الكمين المحكم بين قتيل وجريح، وقبله كانت كتائب القسام تنشر فيديو كتائب النصر، بدأ اليوم بألاخبار السعيدة القادمة من غزة، وتوالت الاخبار التي ثبتت اليقين لدى المؤمنين بالحق الفلسطيني والعربي التي أكدت أن النصر قادم. 

انطلقت الصواريخ من جنوب لبنان، العراق، واليمن لتضرب في أماكن متعدد داخل فلسطين المحتلة، المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب أهدافا عسكريا في الأرض المحتلة، صواريخ حزب الله تمشط الشمال الفلسطيني والحدود اللبنانية وتصل إلى أعماق الأراضي المحتلة، صواريخ المقاومة في اليمن تضرب في إيلات لتتضافر الصواريخ للمقاومة من كل محور المقاومة في يوم تاريخي واستثنائي كما قال أبو عبيدة في تغريدته التي جاءت لنا كجرعة ماء في الصحراء فقد اشتقنا إلى صوت أبو عبيدة. 

الحرب الشاملة قادمة 

وفي الثامنة من مساء الليلة الأكتوبرية الجميلة تأتينا الصواريخ الباليستية الأيرانية لتزغرد في سماء فلسطين لتزغرد القلوب في كل الشوارع العربية وخاصة في أرض فلسطين، 250 صاروخا للجمهورية الإسلامية تضرب في كل أنحاء الأرض المحتلة، ويتراقص معها كل أبناء فلسطين، وحتى في مصر كان الشعب المصري يزغرد في الشوارع وتحت المنازل، فكل صاروخ يصل إلى الكيان الصهيوني فرحة لأمتنا العربية والأسلامية. 

حاولت الولايات المتحدة التخفيف من حدة الضربة الإيرانية في محاولة لتجنب تصعيدا إسرائيليا نشوب حرب إقليمية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشهر واحد، وبعد ساعات من اختبائه تحت الأرض يخرج نتنياهو يعلن فشل الضربة الإيرانية ويتوعد بالرد وهو ما سيحدث في يقيني.

 نتنياهو يمضي إلى حتفه سواء بالدخول إلى الجنوب اللبناني، أو بالرد على إيران لتوسيع الصراع إلى إقليمي وربما حرب عالمية ثالثة متوقعة في أدبيات الأمريكان والصهاينة، تلك الخطوات التي رغم كثرة الآلام الناتجة عنها ستكون نهاية الكيان اللقيط، فهل نذهب إلى حرب إقليمية شاملة يقيني أنها قادمة لا محالة، ويظل يقيننا أن نصر الله آت وقريب، وأنه لجهاد نصر أو استشهاد وليكن يقين المؤمنين كما قال السيد نصر الله "نحن أذ حاربنا ننتصر، وإذا استشهدنا انتصرنا" 

كلمات افتتاحية 

المقاومة، فلسطين، غزة، لبنان، إيران، نصر الله، 

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة