يبدو ان هناك اتفاقا ضمنيا بين المعارضة والسلطة على المد للرئيس الحالى بنكهة انتخابات شرعية فى 2024. معارضة لم تتوحد بمرشح واحد قوى فى مواجهة رئيس ذى سلطة قوية، كما حدث فى الانتخابات التركية الاخيرة، المهم هو خلق كتلة معارضة قوية حقيقية تخوض معركة الانتخابات الرئاسية بغض النظر عن الفوز والخسارة، إن خسرت تصنع سياجا لجنوح السلطة وتحاسبها، نوع من الرقابة الشعبية الشرعية أقوى من برلمان غالبيته من الموالاة. دور لا يقل أهمية عن الفوز والحكم بل يكافئه، ويمنح الحاكم شرعية حقيقية. المعارضة هى من تمنح شرعية الديمقراطية، وتؤسس لتبادل سلمى للسلطة.
تسابق مرشحون من بعض الأحزاب المعارضة فى حب السلطة لمنافستها فى الانتخابات القادمة لرسم لوحة "خلق معارضة جديدة" فى سماء الوطن، كلوحة مايكل أنجلو "خلق آدم" على سقف "كنيسة سيستينا بالفاتيكان. ومعارضة أخرى غير قادرة على التواجد فى اللوحة الجديدة، ولا قادرة على مواجهة ومنافسة السلطة ومحبيها. تبحث عن ضمانات مستحيلة. موقف يراه البعض فيها ك"الكعبة" يطوفون حولها، ويراه آخرون كأحواض "منى" يرمونها بالجمرات. وضع صعب لا تحسد عليه. الضمانات هى حقوق تنتزع ولا تستجدى من مغتصبيها. من لايصنع ضماناته بنفسه لا يستطيع ممارسة حريته ولا يحمى حقوقه. لم يمنح حاكم ضمانات لمعارضة مفتتة تزاحمه فى ملكه.
حزم البعض امرهم، واعلنوا ترشحهم بأسماء احزابهم لرئاسة الحمهورية فى 2024. ههذا حقهم، ونحن كشعب المفترض لنا حق الانتخاب واختيار مانريد بشروط. لن نطلب منهم برنامجا فبرنامج المحبة فى منافسة السلطة يكفى وزيادة. ولن نتحدث عن الغاء اتفاقيات استسلام باطلة، محل تغيرها تغيير موازين القوى وليس الشعارات. الاتفاقيات وان طالت لاتدوم إلا بقبول الضعيف لها.
نريد من كل مرشح -بوضوح لا لبث فيه- إعلان موقفه أولا من حقوق المثليين، خاصة بعد فضيحة اكتشاف كتب تعليمية فى مكتبة مصرية تروج للشذوذ على أنه حق من حقوق الإنسان، وهو ضد حقوق الإنسان الطبيعية. إنه صناعة سيئة موجهة من الغرب لتخريب وتدمير الأمم صحيا وعلميا واقتصادية.. من ساءت صحته ضعف عقله وخارت قوته، وصار عالة مؤذية غير منتجة.
ثانيا: الموقف من التطبيع مع العدو الصهيونى. ثالثا: الموقف من القضية الفلسطينية. رابعا: الموقف من العروبة والأمة العربية التى اكد الدستور أن مصر حزء منها، وهى حقيقة فى اللغة والثقافة العربيتان، والتاريخ والحغرافيا والأديان، اوروبا ذات العرقيات العديدة صنعت اتحادا اوروبيا يحميها ويدافع عن مصالحها. خامسا: الموقف من السياسة الاقتصادية واستقلال الدولة، فبعض المدعويين بالمفكرين ينظرون للخنوع وللدولة التابعة كسبيل للعيش الآمن ورخاء العبيد. بعدها نتكلم عن الموقف من التعليم والصحة ومؤسسات الدولة، وان كان هذا أولا.
تستطيع السلطة ان تراجع نفسها فى تلك الازمة المهلكة، وتصلح من الداخل باعتبارها السلطة المركزية القادرة المهيمنة على الدولة بجذورها العميقة، أن تسمح بهامش ديمقراطى حقيقى يقود إلى تغيير ديمقراطى بطيء آمن، تتخلى فيه عن زوائد دودية قبل انفجارها فى جوفها، فيقضى عليها، لكنها للاسف لاتريد، إن فعلت فهى اول المستفيدين لخلق نظام ديمقراطى حقيقى، وإن ركب العناد خلايا رأسها ستكون أول الخاسرين. لن نعود لضرب الأمثلة، لكن دوام الحال من المحال، ومن لم يأته قضاء ربه على فراشه، جاءه فى نحره وسط رهطه، او بإبعاده على ايادى حماته، اقرب المقربين له فى السلطة،
وأنا أختم لا أعرف لماذا تذكرت نهاية الخديوى إسماعيل مؤسس القاهرة الخديوية التى حازت يوما أنظف مدينة فى العالم؟! التغيير سنة الحياة، وقادم لا محالة وإن تأخر. اللهم احمى مصر شعبا وارضا.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق