د. يحيى القزاز يكتب : آن وقت الرحيل.. الآن وليس غدا


صبرنا، وصدقنا وعود الرئيس بأننا "هنشوف مصر حاجة تانية خالص". كنا حسنى النية، وتوقعنا خيرا، بعد ان طلب فترة سماح ستة اشهر ثم سنتين، وتسامحنا ومددنا الخيط على استقامته لمدة عشر سنوات، ووجدنا أنفسنا فى نهاية المطاف بلا قيمة لنا ولا للجنية المصرى.. غرق الجنيه، وكلما حاولوا انقاذه أغرقوه بجهالة أكثر، فذاب فى مياه بحر التضخم، وبدأ مرحلة الاحتضار، وإحلاله بالدولار. 

منذ يومين سمعنا أن بيع السيارات فى مصر بدأ فى بعض التوكيلات بالدولار. بداية تتطلب وقفة جادة، مهما كان الفعل محدودا، ولايجب ان تمر مرور الكرام. الموضوع لايخص السيارات فقط على أنها رفاهية، فيقولون لنا باستخفاف مقيت مايرتفع سعره لاتشتروه.

 الأمر يخص كل مستلزمات الاستيراد من الخارج. وقد نصل لما وصلت إليه دولة لبنان لاقدر الله. عملة الدولة هى شرفها، وقوتها التى لاتقل عن قوة القوات المسلحة. انهيارها يعنى انهيار الدولة، وسقوط السلطة وضعف القوات المسلحة. 

من اهم اسباب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبى هو الحفاظ على عملتها "الاسترلينى" لأنه رمز من رموزها العتيقة، ولا ترى له ميزة أن يذوب فى اليورو الحديث 

نحن امام وضع خطير لا يجوز الصمت عليه مع سلطة بائسة، لاتعرف الإدارة العلمية، فحق عليها الرحيل انقاذا للدولة، وانقاذا لنفسها قبل غيرها.

 بداية التعامل بالدولار، وإن كان فى أضيق الحدود، هو البداية الحقيقية لانهيار الدولة على منحنى اللاعودة. سلطة فاشلة آن وقت رحيلها.. الآن وليس غدا. 

#مدتين_كفاية

#المقاومةهيالحل

تعليقات

إرسال تعليق

أترك تعليق