علي محمد علي يكتب : مؤامرة يناير وثورة 30 يونيو!!


الطبيب : يا إبني الله يهديك ، الله يكرمك ، أنا رجل كبير وأتحايل على الموت ببعض الأدوية ، وأستئصلت مرارتي منذ أعوام كثيرة لا أذكرها ، فحينما أسألك سؤالًا ؛ إعطني إجابة محددة ، واضحة ، غير مبهمة ، فليس لدي وقت للتحليل أو الاستنتاج ، إنني في مهمة معك محددة ، طلبت مني الحكومة بصفتي طبيب نفسي عجوز وقديم إختبار قواك العقلية ، ولا يهمني معرفة السبب ، ليس مهم عندي إن كنت تدعي الجنون كي تهرب من جناية إرتكبتها ، أم مصيبة إقترفتها ، أيًا كان ما فعلت ، إعلم أنه بناءً على تقريري سيتحدد مصيرك ، وأعلم أنني أتحرى الحقيقة ، وطوال سنين عملي لم إقصر عن عمد ولم إخطأ التقدير إلا نادرًا ، أما أنت فيبدو عليك الاتزان النفسي ، وملامحك المصرية الخالصة تدل على ذكاء فطري قد خلقك الله به ، وكما قلت لك آنفًا ، أنا لا أحكم بالمظهر وإن كان يمثل أحد القرائن التي لا ترقى إلى عظمة الدليل القاطع ، 

حينما أسألك يا ولدي ما هذا ؟ لا تقل لي إنه أبيض وليس بطويل ولا قصير ، فأنا يا إبن المجنونة - ماتجننش أمي - لم أسألك عن صفاته ، ولا تقل لي إن خطه جميل ولون كتابته أزرق ، فأنا يا إبن الدايخة لم أسألك عن وظيفته ، أنا يا ولدي أسألك عن ماهيته ، أتفهمني ؟ أريد منك إجابة على قدر السؤال .

المريض : أيها الطبيب العجوز المخضرم إني أفهمك جيدًا لكن يا عزيزي دعني أستعرض لك بعض الأسئلة وبعض إجاباتها الخطأ لكنها شائعة فاكتسبت شرعية زائفة ، 

السؤال الأول : هل ثورة ٢٥ يناير ثورة حقيقية ؟ الإجابة : لا دي مؤامرة خارجية وإللي إتعمل فيها مش هايتكرر تاني أبدّا .

السؤال الثاني : هل ٣٠ يونيه ثورة حقيقية أم إنقلاب ؟ 

الإجابة : إنها ثورة شعبية قام بها الشعب العظيم بتدعيم من الجيش العظيم من أجل الحفاظ على مقدرات البلد العظيم .

السؤال الذي يليه : وهل حافظت على مقدرات البلد العظيم ؟ 

الإجابة الزائفة : أنظر إلى الطرق وإلى الكباري وإلى النهضة والرخاء الذي يعيش وينعم فيها الشعب العظيم .

السؤال التالي : ما هو دور الجيش الحقيقي ؟ 

الإجابة الزائفة : تأمين متطلبات الشعب لمواجهة جشع التجار والمستثمرين وله في تحقيق ذلك السيطرة و انتزاع ملكية الأرض والبحر والجو ، فهو مسئول عن نقص الجمبري في السوق المصري ومن ثم تأمينه ، وليس الجمبري فقط ، وإنما الجمبري والبطاطس والبطيخ والفراخ والأسماك واللحوم والبصل والثوم ، حتى " الكلت " إللي حضرتك لابسه من صنع الجيش ، إن جيشنا هو درع الإمان وتأمين النواقص .

السؤال الذي يليه : إذا فهو يوزع تلك النواقص مجانًا على جموع الشعب ، أليس كذلك ؟ 

الإجابة المزيفة : هو يوزع طبعًا بعض الكراتين في مواسم الانتخابات ومولد النبي ، لكن يبيع باقي الأيام منتجاته بأقل قليلًا من سعر السوق ، وهذا لا يعني أنه تاجر لا سمح الله ولكنه يفعل ذلك مضطرًا من أجل رعاية الشعب وتأمين نواقصه فقط لا غير 

السؤال الذي يليه : ولكن دور الجيش في كل الدول هو حماية الحدود وعدم التدخل في الحياة المدنية إطلاقًا بتاتًا إلا في حالات الكوارث الطبيعية ، وليس دوره منافسة وإحتكار السلع والخدمات ، فلا توجد منافسة أساسًا هنا ، فقد قالها صراحة فضيلة الشيخ : نجيب ساويرس ، منافسة الجيش غير عادلة فهو لا يدفع ضرائب ولا كهرباء ولا ماء ولا حتى عمالة ، أليس كذلك ؟ 

الإجابة المزيفة : أنت بتضرب في الجيش يبقى بتضرب في مصر 

توضيح من المريض : لا يا جماعة مصر مالها ومال إللي إحنا بنقوله ، الجيش ما هو إلا مؤسسة واحدة من مئات مؤسسات الدولة ، ثم من أطلق عليه مؤسسة سيادية ، مؤسسة التعليم في نظري أسيد منه . 

السؤال التالي : ماهي وظيفة رئيس الجمهورية التي حددها الدستور ؟ 

الإجابة الزائفة : الرئيس هو كل شيء هو مصر . 

السؤال الذي يليه : هذا الرئيس هل رعى مصالح الشعب وحمى أراضي الوطن كما أقسم ؟ 

الإجابة الحقيقية : لا فقد ضاعف الديون عشرات المرات ، وإستولى على الاحتياطي النقدي ولا أحد يعلم أين ذهب ، وعوم الجنيه بدل المرة ١٥ وسجن كل من عارضه وعزل من أيده ، وباع الأرض ، وفرط في الماء ، وترك شعبه فريسة الغلاء ، بلا أي حماية أو غطاء , والأخطر أنه رخص مصر وجعلها هينة مهانة خارجيًا وداخليًا ، إنه كابوس لا نعلم متى نستفيق منه . 

الإجابة المزيفة : أنت كده بتخبط في مصر - يا أخي يلعن أبو مصر _ إن كان هذا مفهومك ومعرفتك بها ، لو إن أبوك يبني لكم منزلًا جديدا واتزنق مرة ولم يشتري لكم " لحمة " هل نغضب منه ونثور عليه ؟ 

أولًا هو ليس أبي ، ثانيًا بقه " هو أبويه ولا مصر " أنا إحترت معاكم وفيكم ، إنه موظف لدى الدولة مثلي تمامًا قبل أن أعزل من وظيفتي بفضل توجيهات سعادته 

المريض : سيدي الطبيب كما ترى تداخلت الإجابات في الأسئلة ولا أحد عاقل يستطيع التمييز بين المزيف والحقيقي ، فهل ساعدتني ؟ 

الطبيب المخضرم : يكتب في تقريره وهو يبكي بحرقة " إن هذا المريض مجنون برخصة مني شخصيًا "

تعليقات