JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Home

د. يحيى القزاز يكتب : التطبيع مع سيناء أمر ضرورى


في الثالث من يونيه 2023 استفز جنود العدو الصهيوني المجند محمد صلاح ابن قرية العمار على الحدود المصرية في سيناء مع فلسطين المحتلة. غلى الدم في عروقه. تذكر ما قرأه عن اعتداء الصهاينة على أطفال أبرياء ب"مدرسة بحر البقر" بمحافظة الشرقية بمصر في ابريل 1970، ومقتل 30 طفلا غير المصابين. قرأ عن تاريخ مليء بالبطولات الفردية: سعد حلاوة بلدياته (من القليوبية) أول شهيد ضد التطبيع مع العدو الصهيوني 1980، محمود نور الدين وصحبه نظمى وحمادة وسيد (1983-1987)، وسليمان خاطر 1985، وأيمن حسن 1990، وأبى أن يمر عقدان من الألفية الثالثة بالقرن الثالث الميلادى بلا حراك يدل على كراهية العرب للعدو المحتل فلسطين والجولان، وكل يوم يرى فلسطين أمامه معذبة، وهو واقف على الحدود، يستبيح العدو الصهيوني مقدساتها؛ أرضها وشعبها، شيوخا ونساء ورجالا وأطفالا. قرر الثأر حتى لا ينسوا أن العرب عدوهم اللدود، وحتى لا يظنوا أن الدنيا دانت لهم بالسيادة والاستقرار والأمان، وانتهى العرب خانعين –لاقدر الله- تحت أقدامهم ، مهما طبعت الحكومات العربية. أراد أن يرسل لهم رسالة تكدر عليهم صفوهم في يوم فرحهم، باحتفالهم الدورى بانتصارهم في الخامس من يونيه 1967 من كل عام على العرب في مصر وسوريا والأردن. انطلق يهرول لا إراديا، أردى ثلاثة قتلى، فنال الشهادة. نكل العدو بجسمه الطاهر، شوهوه وغيبوا ملامحه إلا ملمح واحد يطالع الرائى بتحد صارخ: أنا عربى ثأرى في جوفى أخبئه ولا أنساه وإن طال الزمن أورثه لأحفادى.. أنا مصرى. كتب اسمه بحروف من نور في سجل الخالدين العرب الأحرار. لم يُسمح بإقامة عزاء للشهيد البطل بمصر، وقدمت السلطة العزاء للحكومة الصهيونية في مقتل الجنود الثلاثة. وإلى هنا يتوقف الكلام لأنه لا كلام يجيد التعبير عن تلك المأساة!

تلك كانت الأولى على أرض سيناء أما الثانية في الآلام –في نفس الفترة- فهى مشاهدة تجمعات من أهالى العريش بسيناء في فيديوهات "السوشيال ميديا"، يعترضون الجرافات وينامون تحت جنازيرها كى لا تتقدم وتهدم منازلهم بحماية من قوات الأمن. هذا المنظر لم نره إلا في فلسطين المحتلة من قِبَل جرافات قوات الاحتلال الصهيونية. الأهالى يتساءلون عن سبب لسوء هذه المعاملة ويستعجبون!! منهم من جاء من الوادى من المنصورة ليعمر في سيناء ويحدث تنمية وإذا به يكتشف "أنها تنمية مزعومة" على حد قوله. وللأسف نسمع في الفيديوهات من يذكر أن تعاملات الصهاينة وقت الاحتلال لسيناء كانت أفضل من الوضع الحالى. لمصلحة من يتم إساءة تعامل سيناء أرضا وسكانا؟!! هذه طريقة تؤدى لعزل سيناء عن مصر وارتمائها في حضن من يعاملهم أفضل، والعدو الصهيوني جاهز لذلك ومنتظر. فهل هذا هو الهدف المرتجى؟!!

أهالى سيناء يعانون دائما من سوء معاملة كل النظم الحاكمة وان تفاوتت. لم يفرطوا في أرضهم ولا في وطنهم مصر. وكانوا دوما حراس البوابة الشرقية لمصر وحماة الوطن، بعد احتلال سيناء في 5 يونيه 1967، أراد الصهاينة عزل سيناء عن مصر برضا أهلها. اجتمع ديان وزير حرب الكيان الصهيوني بالشيخ سالم الهرش وبعض من كبار المشايخ. أغدق عليهم الهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة انفصال سيناء وتحويلها إلى دولة مستقلة. أعلنوا موافقتهم المبدئية على المقترح. طالبوا بمهلة للحصول على إجماع بقية شيوخ القبائل. في 31 أكتوبر عام 1968 أعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة مستقلة، وحشد ديان كل وسائل الإعلام العالمية في مؤتمر بمدينة الحسنة بشمال سيناء لإذاعة نبأ استقلال سيناء، أي فصلها والاستيلاء عليها بخديعة أهلها. اتفق مشايخ سيناء على مجاراته وأن يلقى الشيخ سالم الهرش بيان استقلال دولة سيناء (ويقال انهم وعدوه أن يكون ملكا). وقف الشيخ سالم الهرش وآذان العالم كلها معلقة بما يقول، وإذا به يثبت ويؤكد تبعية سيناء لمصر في مؤتمر الحسنة، مما تسبب في صدمة شديدة وفشل المساعي الصهيونية. اتفق المشايخ على خديعة الصهاينة وفضحهم أمام العالم. لم يفكروا فيما لحق بهم من أذى بعد ذلك.. وهو كبير. هرب الشيخ سالم الهرش للقاهرة متخفيا. منحه الزعيم عبدالناصر نوط الامتياز. وظلت المخابرات راعية لسيناء وأهلها. كان لهم دورا محوريا عظيما في المحافظة على مصر بدون ضياع حبة رمل منها، وساهموا في حرب أكتوبر بلا مقابل بل هم من دفعوا من دمائهم وأبنائهم.

وبعد كل هذا يكون جزاء أهلها الطرد والتشريد وهدم منازلهم وتجريف زراعتهم. أضعف الإيمان كعضو أصيل وهام فى الدولة المصرية، أن يتم التطبيع معها، أو ليست هي أفضل من الكيان الصهيونى الذى تطبع الحكومات العربية معه، وتشترى خاطره ورضاه، بكل غال ونفيس لدرجة الاستغناء عن الكرامة. سيناء تنفصل تكتونيا (جيولوجيا) وتتزحزح عن مصر، أتمنى ألا يصحبه انفصال جغرافى عن مصر. قد تكون المرة الأولى التي تتوافق قوى الطبيعة التكتونية وقوى الشر البشرية في زحزحة سيناء وفصلها عن مصر.

سيناء وفلسطين هما شيئا واحدا في حماية مصر من الصهاينة. اشعر بمرارة وأنا أطالب بالتطبيع مع جزء عزيز من الوطن. فلنحافظ على سيناء، نقدرها حق قدرها  وننزلها وأهلها افضل منزلة ومعهم فلسطين والفلسطينين.

#المقاومةهىالحل

author-img

أخبار التاسعه

Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage