قالت عقلة الإصبع: «مهلًا، الجو بارد بالخارج الآن؛ يوجد ثلوج وصقيع. فلتبقَ في فراشك الدافئ، وأنا سأعتني بك.». اغمض عينه، وحين أفاق، وجد نفسه فى غرفة ضيقة، محكمة الإغلاق، قليلة التهوية، بعيدة عن الناس. سأل. اخبروه أن عقلة الأصبع قررت أن تحميه من تقلبات الجو، ومن شرور نفسه، وتؤهله لحياة افضل. وضعته فى مكان آمن، لايدخله الهواء حتى لا يصاب بالتلوث.
حمد الله وشكره. هتف بصوت مرتعش : تعيش عقلة الأصبع حامية الإنسان من نفسه. شهق شهقتين، ثم استدار، وفى الثالثة استراح. امتطت عقلة الاصبع البراق تستكشف الأرض من السماء تقدم تقريرها لله فى علاه لتنال رضاه. تستعرض إنجازاتها الماضية والقادمة فى لوح الغيب. ضربت بجناحيها الأرض، فاهتزت تساءل الناس عن السؤال المحرم: متى تحين الساعة وتمطر السماء؟ انطفأت الأنوار إلا شمعة ظلت تحترق وتضيء.
هب الناس إلى الحريق لإطفائه، جحافل تمنع، وأعداد غفيرة تدفع، تحاول الوصول للضوء. صوت يشرخ الظلام إنها عقدة الأصبع يارجال، عقدة أم عقلة؟! من انت؟! فمن انت؟ تعالت الصيحات فى قلب المدينة. لمحوا جسما صغيرا، بالكاد تراه، محمولا على رأس رجل وحيد.. توقفوا ليتأكدوا. ناداهم: أنا الإله فاخرسوا يارعاع قبل ان تحل عليكم اللعنة، وأطبق عليكم الأرض والسماء. تراجع البعض خيفة من عقاب الله. هبت ثلة مزقت السكون، ومزقت الأكذوبة. انقضى الليل، فاستيقظت المدينة على....
من حكايات هاانس اندرسون الخيالية- مؤسسة هنداوى.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق