تذكرتى رايح جي
لكنى مش قلقان
تذكرتى رايح جى
البعد عنك خوف
وانا على الرجوع ملهوف
لكن ها اعود ازاى
ومكانى كله ضيوف
ياقلبى ياموجوع
يا اهه حاضنه دموع
حب البلد بيعيش
لما يموت الجوع
ياحضن بيساعنى
واحتجت له وباعنى
كلنا نعيش تلك الحالة من الإغتراب داخل أو خارج البلد ، بل معاناة من في الداخل أكثر لوعة وحسرة على الحالة التي وصلنا إليها ، فمصرنا لم تعد مصرنا بل أصبحت مصرهم هم ، يقطعون في أواصرها كيفما يشاؤون ، ووقتما يشاؤون ، ونحن نقف كالمذهولين أو المخبوطين على رؤوسهم ضربة قوية أفقدتهم الوعي ، بالله يا مصر أخبريني كيف فرطنا نحن فيكي ، كيف مكناهم منكٍ ، كيف سلمناكٍ لهم ، كيف آمنا عليكٍ حفنة من اللصوص العملاء ، معدومي الضمير ، محدودي الثقافة ؟
نعم يا بلادنا العزيزة نعلم أنكٍ كنتٍ عبر التاريخ ( بعد حقبة الفراعنة ) منهوبة ومستباحة ، لدرجة أن العبد المٌشترى من سوق العبيد تمكن من حكمكٍ والسيطرة على مقاليد أموركٍ ، نعم نعلم ذلك جيدّا ، لكن حتى هؤلاء العبيد المناكيد لم يفرطوا فيكٍ كل هذا التفريط ، وكانوا حريصون كل الحرص أن تكوني دولة قوية ، فإمكانياتك وخيراتك الكثيرة وعطاؤك الوفير يساعد أي حاكم حتى لو كان عبدًا مملوكًا بأقل مجهود أن ينهض بكي وبأهلك الطيبين ، والذين ليس لهم أطماع في الحكم أو السلطة ، طالما أن أقواتهم وأرزاقهم من خير بلدهم محفوظ ومؤمن ، وكأن لسان حالهم يقول للحاكم أي حاكم : عيش واتركنا نعيش ، إحتكر كما تريد وأستولى كما تريد لكن في النهاية سيكفينا خير بلدنا فهي للجميع ، ولا تنسى أيها الحاكم : لا تبيع شيء مما إستوليت عليه أو نهبته ، فإنك زائل وذاهب ، وتبقى بلادنا لأولادنا من بعدك وبعدنا ، قل لي أيها الحاكم المسكين ، ماذا أخذ البطالمة أو الرومان أو حتى العرب أو الأيوبيون أو الفاطميون أو المماليك أو العثمانلية أو حتى العلوية ( أسرة محمد علي ) ماذا أخذ كل هؤلاء معهم لما رحلوا ، ذهبوا جميعٌا وتركوا لنا بلادنا سالمة غير منقوصة شبرٌا واحدًا ،.
أما وقد نقصت بلادنا جزيرتين ، ونقص قوت أبنائنا ، وضاقت علينا أرزاقنا ، وتداعت علينا الأمم ، واستولى على شركاتنا العريقة الحفاة العراة ، الذين كنا نطعمهم ونكسوهم بالأمس القريب ، أما وقد تركتمونا نواجه وحش الغلاء ونحن عٌزل لا نملك أي سلاح ولا حتى قرار ، أما وقد تركونا لجشع الجشعين ، أما وقد كمموا أفواهنا حتى لا نصرخ ولا نستغيث حتى إلى الله وأغلقوا المساجد ، أما وقد أشاعوا الخوف والفوضى ، وأهملوا كل الحقوق ، وصار كل تركيزهم على بناء القصور والمخابئ الآمنة المحصنة .
أما وقد أهانوا بلادنا أشد أهانة واعترفوا بألسنتهم ، وتسولوا بوجه مكشوف على بلاد خيرها يكفي حتى المقرضين .
قد سقطت ولايتهم ، قد سقطت ولايتهم ، قد سقطت ولايتهم .
والآن الآن يا أبناء الوطن إنقذوا الوطن ، فسوف تسألون لماذا لم تزودوا عن الوطن وتركتوه لهؤلاء المعتهوين المتأخرين ذهنيا ويدعون الحكمة ( ففهمناها سليمان ) _ ياخي أحة _ نحن نعفيك ونعزلك حتى لو كنت سليمان نفسه ، فسليمان لم يترك شعبه يجوع ، سليمان لم يجهل شعبه ويشحت عليهم ، سليمان كان رجل ، سليمان كان حكيم ، سليمان كان عادلًا ، سليمان لم يفرط في حدود مملكته .
إن كنت سليمان فنحن قوم موسى ، نتمرد عليك، لا أدري لماذا تنتقون من الدين وتقتبسون منه ما يتماشا ويوافق هواكم فقط وتتركون العدل والرحمة ؟
الدين برئ منكم ، الوطن برئ منكم ، والكرة الآن في ملعب الشعب ، وسوف يحقق هدفه إن آجلًا أو عاجلًا
لكني مش قلقان .
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق