فى يوم من أيام السادات من ضمن الفرقعات الإعلامية التى تصدرت الصحف أيامها وأولها أهرام الجمعة... "الثورة الإدارية" لنسف الروتين الحكومى أو هكذا قيل...ومنذ أيام طلبت منى مصلحة الضرائب إستمارة 2 تأمينات بصفتى صاحب عمل"لماذا لاتطلبها الضرائب مباشرة عن طريق السيستم الحكومى وخاصة أنها بيانات موجودة ولم يتم تغييرها ولكنها جزر منعزلة...ولو إستعلام أمنى يتكشف عنك فى ثوانى ويطلع ملفك من ساعة ماإتولدت لغاية آخر مخالفة مرور ؟!
ذهبت لمكتب التأمينات"عمارة 5 أدوار" وطلعت الدور الخامس "حظى كدة" سألت عن الأستاذة خديجة "واسطتى" قالوا لى أجازة الأسبوع ده وأعطونى إستمارة وطلبوا منى ملأها وبما أنها تحتاج لتفاصيل بيانات العاملين ولابد من مراجعتها "موجودة على السيستم عندهم" وهى عبارة عند أسماء العاملين فى المنشأة وبياناتهم الشخصية...غادرت إلى البيت وراجعت البيانات وكتبتها وتانى يوم طلعت الدور الخامس لكنى فوجئت بأن الموظف قال لى فين الختم...لازم ختم المنشأة ؟
غادرت وأنا شاحن بطارية الصبر كلما تعاملت مع مصلحة حكومية ...وتالت يوم قلت أستريح وآخد أجازة النهاردة ...وفى اليوم الرابع ذهبت ومعى الختم دون أن أختم الأوراق ومن مكتب لمكتب ومن موظف غياب لموظف يحل محله فى التوقيع، خمس توقيعات قالوا لى إنزل صور الاستمارة وتعالى.
نزلت وقلت أروح وأرجع بكرة والا بلاش لأحسن ألاقى بكرة فرضوا رسوم والا نقلوا المكاتب للدور السادس...صورت الإستمارة فى مكنة تصوير فى مدخل العمارة المقابلة وأحسن مافى الموضوع إن الست العجوزة صاحبة المكنة أصرت أن آخد الجنيه الباقى وأبت أن أتنازل عنه لصالحها
المهم قلت أنفعها كما وأشترى ظرفين بلاستيك وقد كان وأنا ماشى تركت لها الجنيه على مكنة التصوير وأنا بأبتسم ولسان حالها يقول برضو...بعض الفقراء تحسبهم أغنياء من التعفف وبعض الأغنياء تحسبهم فقراء من التقشف !
طلعت مرة تانية للدور الخامس فأخدوا الأصل وختموا لى الصورة بختم التأمينات، وكأنى ثعلب متربص بفريسته وساعة إستلامى الصورة وتأكدت أن كل شئ تمام وقبل أن أغادر قلت لهم فى خطبة عنترية فى بضع الموظفين الحاضرين...أنا أشتكيكم إلى أنفسكم وإلى الله لقد طلبتم ختم المنشأة أول أمس واليوم لم يسألني أحد عنه ليه بتعملوا فى الناس كدة ...ووسط إحنا آسفين ياحاج ...معلهش يادكتور ...خرجت ومما هون علىَّ المشهد صعود شاب رجله مقطوعة على السلام وهو يشحر وصوت عكازه يرن على درجات السلم الرخامية فى مكتب تأمينات المرج وعزبة النخل توقفت على بسطة السلم لأفسح له الطريق حتى وصل...أيوه هو ده الدور الخامس...بلد شعارات صحيح !
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق