محمد كامل خضري يكتب : الصندوق


بعد ثورة 23يوليو "المباركة" وقرارات التأميم نزلت اللجان ومعها كشوف المصادرة للأراضي والقصور والمباني والمقتنيات والمجوهرات فإغتنى من إغتنى ممن كانوا أعضاء فى هذه اللجان بفضل "حصانتهم" و"فصاحتهم" فدونوا مافى الكشوف مادونوه ودفنوا فى الجيوب ماإستثمنوه.

مر الزمان فإذا شئ من هذا القبيل يُعاد فبعد ثورة يونيو"المباركة" أنشأوا كيانا مشابها لمصادرة كل أرض فضاء فى كل المحافظات وضمها إلى الصندوق إياه وبصفتى عضوا فى نادى الشمس كان للنادى أرض "أرض نادى الجياد" حاول البعض أيام مبارك إنتزاعها من الأعضاء وسلخها من النادى فدافع عنها الملاح رئيس النادى الأسبق ورفع قضايا وكسبها وأصبحت الملكية مستقرة.
لكن جاء من فى لحظات إستولى عليها بصفته السيادية لعمل منشآت تجارية وإستثمارية لحساب الصندوق السرى إياه "إجراءات الصندوق وقراراته وسريته محصنة ضد أحكام القضاء"وحصر النادى فى منشآته القديمة وقتل أى فرصة له فى التوسع لقبول مزيدا من الأعضاء وإضافة مزيد من الأنشطة الرياضية والثقافية والإجتماعية لخدمة سكان مصر الجديدة وشرق القاهرة.

تقبل الأعضاء الأمر تقبل القدر والقضاء ولزموا الصمت والحذر، ومنذ أيام كنت بصحبة أهل خير فى زيارة لمريضات مستشفى الجزام بأبو زعبل وهى مسستشفى تزيد مساحتها على مساحة مستشفى الدمرداش(12فدان عبارة عن ثلاث مبانى واحد للرجال وآخر للنساء والثالث للإدارة ومزرعة ملحقة 120 فدان ) وإذا هم منزعجون لأن جهة سيادية بعثت لهم بلجان فقاست الأطوال والأضلاع والأوتار تمهيدا لإستلام المستشفى وقالوا لهم قريبا سيتم الإخلاء إلى مكان غير معلوم.

قلت لهم لاتسيئوا الظن وأحسنوه فربما بنوا لكم غرفا أفضل ومستشفى إستثماري للإنفاق على علاجكم بأرباحه أو منتجعا سياحيا وسط مزارع التين الشوكى بعد إزالة مقابل الزبالة ومصانع تدوير البلاستيك التى يعمل بها أسر المرضى باليومية للإنفاق على ذويهم ! 

نظر إلى البعض منهم ممن أبقى لهم المرض فى عيونهم بقية من نظر فى عجب، وهز الرأس الباقى منهم ممن أظلم دنياه المرض ولوح بيداه التى إختفت أصابعها وضمرت أكفها.

وإنطلق لسانهم أنه لولا صدقات المحسنين لمتنا جوعا فلم يعد الحال كما كان الحال فهو يسير من سئ إلى أسوأ وكما البعرة تدل على البعير فإن النذر تدل على النذير.

لم أستطع ساعتها أن أنطق أو أن أتفذلك وأبرر فإلتزمت الصمت عل الله يحدث أمرا ويخيب ظنا فى قادم الأيام ...وتذكرت ساعتها ثلاثة ملايين من العجائز والمرضى الروس الذين بعث بهم ستالين إلى سيبيريا للعمل هناك...بعد أن أصبحوا عبئا على دولته دون شفقة أو رأفة أو مراعاة لإنسانية وبالطبع لم نسمع لأولئك السيبيريون بعد ذلك

تعليقات