نعم اعرف أن الصندوق ليس هو العملية الديمقراطية برمتها ولكنه أهم آلية من آليات الديمقراطية وعبر التاريخ كان للصندوق (الصندوق الحقيقي الشفاف ) كلمته الفصل في تحديد المزاج العام واطروحات المستقبل للأمم، وعبر التاريخ أيضا كان وسيظل وسيبقي الصندوق هو بعبع وراعب كل ديكتاتور.
عبر تاريخنا لم نجرب الصندوق الا مرات قليلة قبل يوليو بعقدين أو ثلاثة، بعد يوليو، وجرب في يناير، وحتي وأن كانت نتائجه ليست وفق هوي الكثير، إلا أن كلمته كانت اوضح وأوقع من خيباته التي كانت تحدث قبل يناير ونكائسه بعد ذلك،
أحساس طاغي بالدونية والهشاشة والشفقة علي نفسي وجيلي الذي لم يتذوق حلاوة وجود صندوق شفاف وحقيقي إلا مرة واحدة في حياتي بعد يناير، ومرات في انتخابات اتحاد الطلبة أيام الجامعة وقد كانت أكثر شفافية من انتخابات مجالس الشعب والشوري والشيوخ.
للصندوق الشفاف مقالب سقط فيها أكثر الناس وثوقا في الفوز ... الصندوق اسقط تشرشيل بطل إنجلترا في الحرب العالمية الثانية وقعده في البيت، الصندوق قهر بيونشيه وقد كان يعتقد أنه محبوب الجماهير، الصندوق قال كلمته بعد انتخابات 30 يونيه وأحرج الجميع عندما عزف الشعب المصري عن النزول واحرج المرشحان الاثنان وتم مد يومان وطبخت العملية برمتها وشال الليلة احد المرشحان وقد كان اشتراكه انتحار سياسي له، الصندوق، إن فاز أردوغان في الجولة القادمة إلا أن الصندوق سيحجمه وسيجبره أن يعيد حسباته بخصوص حجمه الشخصي في الشارع التركي وحجم حزبه، وسيرفع من أسهم المعارضة التركية
آليه الصندوق تستخدم في كل دول العالم إلا الشرق الموبوء بالألهة الذين يحكموننا، فهم الذين يعرفون كل شئ اقتصاد، زراعةّ، صناعة، دين، وثقافة، ألهة بلي بهم الشرق و أحيانا يتنازلون قليلا ويقذفوا لنا بعد فتات الصناديق في نقابة أو رابطة أو اتحاد.
اللهم ارزقنا في 2024 بصندوق بشري، لايحدث الأله ولا يحدثه الأله ولا يأتيه الوحي يبشره بأنه ففهمنها سليمان، نريده من العشرة المبشرين بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والوطنية والإنسانية، الصندوق هو هادم الأصنام.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق