JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

محمد سيف الدولة يكتب : لجان شعبية للدفاع عن المسجد الأقصى


هذه دعوة الى الشروع فورا فى تأسيس أكبر عدد من اللجان الشعبية فى كافة الأقطار العربية والاسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى ضد الاعتداءات الصهيونية الجارية على قدم وساق لاقتسامه زمنيا مع المسلمين، تمهيدا للاستيلاء عليه تماما وهدمه وبناء الهيكل اليهودى المزعوم فوق أنقاضه.

ان كثافة وتصاعد وعنف الاعتداءات الأخيرة من قوات الاحتلال على المسجد والمصلين، تنذر بأن هناك قرارا صهيونيا جماعيا قد صدر بالفعل للاسراع بتنفيذ هذا المخطط.

التقسيم الزمانى يكاد أن يصبح أمرا واقعا بالفعل على الأرض، حتى لو كان لا يزال يتم بقوة السلاح، فالاقتحامات اصبحت يومية.

تاريخ العدو معنا ليس سوى سلسلة من النجاحات المستمرة والدؤوبة فى تغيير الأوضاع على الأرض فى اتجاه الاستيلاء وابتلاع وهضم كل فلسطين.

فمن المطالبة بموطئ قدم فقط 1922 اطلقوا عليه وطنا قوميا، الى المطالبة بدولة لليهود على 55% من أرض فلسطين عام 1947، الى دولة على 78% 1948، الى كل فلسطين 1967 مع وعود بالانسحاب الى حدود 4 يونيو، الى رفض الانسحاب وضم واستيطان مزيدا من اراضى الضفة كل يوم وهكذا.

فاذا كان هناك من لا يزال يستبعد امكانية ضياع المسجد الاقصى وتهويده وسقوطه الكامل فى براثن الصهاينة فهو واهم.

حيث أن كل المؤشرات والظواهر والمستجدات تفيد بانسحاب النظام العربى الرسمى بكل دوله ودويلاته من أى مواجهة أو تصدى لاسرائيل بما فى ذلك معركة الدفاع عن المسجد الاقصى، اما بسبب الخوف او التبعية أو التواطؤ.

فان البديل الوحيد اليوم هو تصدى الشعوب العربية وقواها الوطنية والسياسية للقيام بهذا الدور والاشتباك بقوة فى هذه المعركة المصيرية. خاصة وهى صاحبة تراث وتجارب وخبرات طويلة وناجحة فى الدفاع عن فلسطين عبر حملات ولجان الدعم والاغاثة والمقاطعة ومناهضة الصهيونية والتطبيع وغيرها.

 ففى مصر على سبيل المثال استطاعت القوى السياسة ايام انتفاضة الاقصى عام 2000 ان تؤسس لجان شعبية لدعم الانتفاضة فى كل ربوع مصر، ضمت عشرات الالاف من المصريين من البسطاء، وجمعت ملايين الجنيهات من التبرعات وارسلت مئات القوافل الاغاثية للارض المحتلة عبر معبرى رفح وكفر سالم.

فى ثورة يناير تمكن الثوار من اغلاق سفارة (اسرائيل) وتخفيف الحصار على غزة، وارسال عشرات الوفود للتضامن مع الفلسطينيين تحت القصف الاسرائيلى عام 2012.

مثل ذلك وأكثر حدث في الاردن ولبنان واقطار عربية اخرى لا تجمعها مع فلسطين حدود مشتركة.

ان هناك حالة غضب مستعر على امتداد الأمة، ولكنه غضب عفوى وعشوائى ولحظى ومتقطع، يحتاج الى تنظيم وتأطير وتشبيك وتوجيه وتصعيد.

لن يكون مقبولا على أى وجه التهرب من هذه المسئولية الوطنية والقومية والعقائدية بذريعة انغماس كل شعب في مشاكله وهمومه الخاصة والمعقدة؛ فمعركة المسجد الاقصى في هذه المرحلة وفى كل مرحلة لها اولوية قصوى على ما عداها من قضايا، كما انها من زاوية أخرى لا تنفصل أبدا عن كل مشاكلنا وقضايانا المزمنة على امتداد الوطن العربى، فكل أحوالنا مرتبطة ارتباطا موضوعيا لا انفصال فيه.

كما ان التذرع بالاستبداد والقبضة البوليسية الباطشة التى تفرضها انظمة الحكم على شعوبها وحركات المعارضة فيها، ليس سببا مقبولا هو الاخر، لتبرير السلبية والصمت والتخلى عن اهالينا المرابطين فى القدس وفلسطين، الذين يقفون وحدهم بصدورهم العارية للدفاع عن اوطاننا ومقدساتنا "المشتركة" فى مواجهة ماكينات القتل والاجرام والاستعباد الصهيونية.

ليسأل كل منا نفسه، بماذا سيبرر يوم الحساب هروبه من المعركة وعزوفه عن الدفاع الديار وعن المسجد الاقصى وأكنافه؟

 هل سيجيب بانه كان يخاف على نفسه من بطش الحاكم المستبد، فآثر السلامة حتى لو كان ثمنها هو ضياع الارض والعرض والمقدسات!

حتى اولئك الذين لا يؤمنون باليوم الآخر والمقدسات الدينية والدوافع العقائدية، هل يقبلون ان تسجل اسماءهم فى التاريخ بأنهم الجيل الذي خاف وجبن عن مواجهة الاحتلال، فأضاع الارض والاوطان؟

هناك معركة فاصلة وحامية الوطيس مستعرة الآن دفاعا عن فلسطين والقدس وكل الأمة من بوابة الدفاع عن المسجد الأقصى، فلنسارع بالانضمام الى صفوفها.






NameE-MailNachricht