JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

شريف حلمي يكتب : السودان إلى أين؟


 تسارع وتيرة المعارك في السودان بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، وارتفاع أعداد الضحايا تتضح تفاصيل المشهد بدقة أكبر. 

تابعنا منذ الإطاحة بحكم عمر البشير عقب انتفاضة شعبية عام 2019 دعم ثلاث قوى (للثورة الشعبية) الجيش، وقوات الدعم السريع، والحركة المدنية، وما تبع ذلك من تجاذبات سياسية بينهم لتعارض المصالح. 

باختصار (مخل) الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، غايته حفظ مكتسباته التاريخية، وإقصاء قوات الدعم السريع ذات النفوذ الكبير بقيادة محمد حمدان حميدتي من المشهد عبر دمجها في الجيش، وهو الأمر المرفوض بالنسبة لحميدتي الطامع في حكم السودان، والمدعوم من أطراف إقليمية مثل الإمارات ودولية مثل روسيا.

أما القوى المدنية المطالبة بوضع جدول زمني لتحييد العسكريين  عن الحكم؛ لا تكاد تبرح مكانها لعوامل عدة أهمها خداع العسكريين، وغياب الدعم السياسي الخارجي وضعف تلك القوى وتشرزمها. 

قبل الطلقة الأولى التي خرجت صبيحة أمس..

منذ أسابيع قيل أن حميدتي اشترى 15 فدانا قريبة من مطار مروي، وهي واحدة من 7 محليات تشكل ولاية شمال السودان وعاصمتها دلقو، وأن البرهان اعترض على هذا التعاقد، فيما اعتبر سودانيون أن هذا الاعتراض تقف وراءه مصر، ورأت أنه تدخل غير مقبول. 

بمتابعة بسيطة تكتشف تململا شعبيا سودانيا في الفترة الأخيرة من تواجد قوات مصرية شمال السودان، حتى أن البعض وصف البرهان بالمتعاون على أرضه، مذكرينه بحلايب وشلاتين التي طالما دغدغ بها الرئيس السابق عمر البشير عواطف شعبه.

ربما في ذلك تفسيرا لما قامت به قوات حميدتي من تصوير جنودنا بالشكل الذي رأيناه؛ وعلى خطى معلمه البشير يحاول حمدان كسب تعاطف قطاع من السودانيين معه،  وإيصال رسالة مفادها أن ما خربه البرهان أصلحه حميدتي الوطني! 

السودانيين أو بعضهم على الأقل يخشى من استخدام مصر أراضيها في مهاجمة إثيوبيا بضرب سد النهضة، وإيقاع الضرر المادي والسياسي عليهم؛ هكذا يظنون.

الوجه المعلن للخلاف..

وإن كان في الحقيقة أكثر تعقيدا وتشابكا على المستوى الدولي- هو رفض قوات الدعم السريع الانضواء تحت راية الجيش السوداني، واتهام الطرفين لبعضهم بالتعاون مع الكيزان (الإسلاميين) وإقامة شبكة مصالح مع قوى دولية وإقليمية، والتهرب من التوقيع على اتفاقية الإطار الوطني. 

الآن..

تدخل السودان مرحلة احتراب أهلي ربما تطول للأسف، وحتما ستلقي بظلالها على مصر المهددة في ثروتها المائية القادمة من الجنوب، أمام نظام  عالمي يعجز عن إدانة أي طرف حتى الآن.

 لكن يبقى الأمل معقود على الناس في السودان على إدراك نتيجة اقتتالهم في دارفور وكردفان وجنوب السودان، وما خلفه من ضحايا تجاوز عددهم أكثر من  300 ألف إنسان بحسب بعض التقديرات.

الرهان أن يتمسك السودانيين بوحدتهم وبسلمية وأهداف انتفاضتهم وحقهم في الحياة، وحقهم في أن يكون لهم جيش وطني مهني لا ينتمي لجماعة أو عرق أو قبيلة بل للسودان الجامع؛ وفي الحقيقة أعانكم الله على ذلك، ونحن في مصر لا نتمنى لكم إلا الخير وحسن الجوار. 

أما ما تقوم به ميليشيا الجنجويد من تعريض المدنيين للخطر، وإجبارهم على ترك منازلهم للتحصن بها من طائرات الجيش، هو أمر ليس بجديد، وللحديث بقية عن تكوين (الجن جويد) وجرائمها قريبا إن شاءالله..

#السودان

NameE-MailNachricht