عبد العظيم حماد يكتب : السعودية وإيران تعليقات أولية


 لا جدال في أن استئناف العلاقات الرسمية بين السعودية وايران التي قطعت عام ٢٠١٦ تطور إيجابي مهم         

وهذه رؤيتي له في نقاط سريعة :

١-هو أولا تصالح المتعبين في اليمن ولبنان أساسا وفي عموم الخليج بعد ذلك  فمثل كثير من الصراعات الساخنة بالوكالة لم يستطع طرف فرض شروطه علي الطرف الآخر    رغم الدماء و الدمار والمليارات المهدرة 

٢-يفترض أن تكون أولي ثماره  انتخاب الرئيس اللبناني الجديد  و تقليص هيمنة حزب الله علي السياسة اللبنانية ولكن دون مساس بقدراته العسكرية. مع عودة الدعم السعودي الخليجي المشروط للبنان 

٣-  علي مدي أطول نسبيا  اتفاق لتقاسم السلطة في اليمن بين حلفاء ايران وحلفاء السعودية تحت رعاية الأمم المتحدة وبمراقبتها وغالبا لن يتم نزع سلاح الحوثيين  ولكنه سيبقي في غمده حتي  يكتمل بناء الثقة بين كل الأطراف 

٣-مؤكد أن خطاب التحريض الإيراني لشيعة الخليج وخاصة شيعة السعودية سيتوقف 

٤-الرعاية الصينية للاتفاق مؤشر جيد علي ديناميكية جديدة لسياسة بكين الخارجية  ومع أنه يغض نسبيا من هيمنة أمريكا لكن بالطبع  فإن ايران خرجت علي الطاعة الأمريكية مبكرا جدا  بل هي القوة الاقليمية المناوئة للنفوذ الأمريكي    والراعي أو الوسيط ينبغي إن يحظي بثقة من يتوسط بينهم  وذا يتوافر للصين وحدها ويتفق مع مصالحها في مشروع الحزام والطريق واحتياجاتها من البترول والغاز 

٥-إذن فهذا ليس تمردا سعوديا علي واشنطن لأن أمريكا تبقي الضامن الحقيقي  لاستقرار دول وعروش دول الخليج كلها 

٦- في هذه النقطة بالذات يتذكر المخضرمون اتفاق طشقند لوقف الحرب الهندية الباكستانية برعاية السوفييت في يناير عام ١٩٦٦  الذي كان بالتأكيد انتصارا دبلوماسيا ومعنويا لموسكو لكنه لم يؤد الي انقلاب التوازنات الاقليمية أو  الدولية 

٧- قد تحسن المصالحة السعودية الإيرانية الحالة في العراق وسوريا لكن سيبقي الصراع في العراق أمريكيا إيرانيا  ويبقي الصراع في سوريا متعدد الأطراف  ايرانيا اسرائيليا وتركيا كرديا وأمريكيا داعشيا  وطبعا أمريكيا روسيا   وقبل كل ذلك وبعده سنيا علويا 

٨- علي مدي أطول نسبيا   سوف تتحسن فرص احياء الاتفاق النووي الدولي مع إيران بما أن الضغوط الخليجية علي واشنطن للتشدد مع طهران في هذا الموضوع سوف تلين بدرجة كبيرة نتيجة لمصالحة الرياض وطهران 

٩- يفترض أن يؤدي احياء الاتفاق النووي مع لجم دور حزب الله   في لبنان إلي  تخفيف الاحتقان مع إسرائيل  كما يفترض أن يؤدي ذلك جنبا الي جنب مع التسوية في اليمن  الي تقليل احتياج السعودية والإمارات إلي التعاون العسكري والأمني مع اسرائيل  

١٠-منطقيا يجب أن ترجئ هذه التطورات قرار التطبيع السعودي مع اسرائيل  الذي يضغط نيتانياهو بشدة من أجل الحصول عليه. وعموما  سيكون خطأ يرقي الي الخطيئة أن تتخذ السعودية قرار التطبيع  لأنه سيكون انقاذا لنينينياهو  وحكومته البشعة من الأزمة الداخلية غير المسبوقة في تاريخ اسرائيل  دون مقابل حقيقي  لمصلحة السلام الشامل في الاقليم 

١١-أيضا من السابق لأوانه ولكنه يبقي احتمالا في الأفق البعيد أن  ينبني علي المصالحة السعودية الإيرانية ونتائجها المتوقعة عاجلا وآجلا  مشروع دولي للسلام والأمن الجماعي في الاقليم   خاصة إذا   تمكن المعتدلون في طهران وتل أبيب من سلطة القرار  وإذا تعاونت واشنطن وبكين (وموسكو فيمابعد ) في بذل الجهد وتقديم الضمانات 

١٢-هنا يأتي دور كل من مصر وتركيا   إذ هما الي جانب السعودية وايران واسرائيل  الإطراف الإقليمية الأهم   وإذا كانت القاهرة قد تخلت أو أبعدت عن أدوار وملفات اقليمية  عديدة من قبل فإنها لا تملك ترف  البقاء بعيد أكثر منذلك كما لا يملك  أحد ابعادها الي مالانهاية خاصة في القضية الفليسطينية 

١٣- الخطوة المهمة والملحة المطلوبة من مصر هي اعادة العلاقات فورا مع إيران والعمل بجدية علي تحسين العلاقات جوهريا مع تركيا. 

#السعودية_إيران

#السعودية

#إيران

تعليقات