كارم يحيى يكتب : نفرح مع خالد وأمامنا الأصعب


يفرح ويأمل اليوم كل محبوسي الصحفيين وراء الأسوار  ومعهم معتقلي وسجناء الرأي في مصر بخالد البلشي نقيبا للصحفيين 

أفرح أنا مع كل من عاشوا تجربة الحبس الظالم منذ 2013 وخرجوا حزانى وقد فقدوا أعمالهم ومن صحتهم وكسر الظلم وتواطؤ النقباء و مجالسهم  قلوب البنات و الأبناء والزوجات والأمهات والاباء، يفرح كل من توقف عن العمل والنشر في مهنة روحها الحرية ونقابتها التي لا تساوي شيئا بدون الاستقلالية.

يفرح اليوم كل شاب في المهنة دفعته عصابة الفاشية الرثة في الدولة والصحافة للاكتئاب والعزلة والتفكير في الهجرة أو الانتحار ..أو البحث  عبثا وفي يأس عن أي عمل آخر لايسمن ولايغني من جوع ..ولا يشرف حملة القلم.

يفرح اليوم عجائز الصحفيين مثلي الذين أهينوا وحوصروا وابتأسوا لكل تدهور للأسوأ في الصحافة المصرية وسلبهم أعضاء نادي رؤساء مجالس إدارة وتحرير عهد الفاشية الرثة حقوقهم المعنوية والمالية التي لم تعد تضمن لا علاجا ولا دواء مع بلوغ الستين.

يفرح اليوم كل قلم قصفوه ومنعوه من النشر وشطبوا عليه في صحيفة أفنى فيها بكده وتعبه وجهاده ودموعه معظم سنوات العمر.

يفرح اليوم كل صحفي أجبروه على الهجرة والغربة ويظل خائفا من العودة للوطن والأهل ..ولو لزيارة الأحباب. وكل من شطبوا عضويته أو في كانوا في سبيلهم لشطبها.

 يفرح اليوم من يعلم ويعي ويأمل من مواطني مصر في صحافة حرة مهنية وغير مختنقة أو محجوبة أو محكوم عليها بالموت وفي صحفيين منحازين للناس وليسوا خدما السلطة ومنافقين للسلطان وليسوا من قتلة الحقائق و حجاب المعلومات والاراء . 

يفرح اليوم اكلي سندوتشات الفول والطعمية والهواء والحصرم أمام اكلي وجبات كباب أبو شقرة في يوم انتخابات الصحفيين أمس وكما قال الصديق زميل عشرات السنين بالأهرام الأستاذ محمد حربي.

يفرح الصحفيون القادمون منهكين في الميكروباصات والمترو وعلى أقدامهم وبأحذيتهم المعفرة بتراب الطرق المتواضعة تواضع ما تبقى ستر مقابل راكبي أحدث سيارات الميري ورجال الأعمال.

يفرح كل من كتب كلمة حرة ومع الناس ولأجلهم أولا ولو نشرها على جدران الخوف والصمت.

يفرح أخواتنا واخوتنا موظفو النقابة المظلومين المضطهدين من غير أهل الحظوة المميزين بالمكافآت الثمينة  لخدماتهم الخاصة غير القانونية وغير النقابية ولنفاقهم النقباء والاعضاء منافقي السلطة السياسية الأمنية المعتدين علي حقوق زملائهم.

تفرح اليوم سلالم نقابة الصحفيين ومعها هواء شارع عبد الخالق ثروت الذي بدأ الليلة الماضية يتنفس بعد طول اختناق.

يفرح كل هؤلاء وغيرهم مع الحرية وأنصارها مع ماتبقى عندي وأمثالي من عمر وصحة وأمل.

شكرا خالد البلشي وكل من معه في حملته الانتخابية ولكل من عمل وكتب .

شكرا لكل من انحاز أمام الصندوق للضمير حتى لو حرص على أخذ الصور مع رموز الفاشية الرثة في الصحافة اليوم والازدحام حولهم..شكرا لثورة الضمائر وما تخفى الصدور .

لكل ما سبق والكثير معه ستكون مهمة خالد البلشي ومن معه في المجلس صعبة صعبة صعبة وبحجم كل هذا الغضب والامل.

  لاتتركوه وحده ولاتتركوهم وحدهم . وتعودوا الي بيوتكم ومعازلكم وخوفكم ويأسكم..من اليوم كونوا معهم مناقشين وناصحين وداعمين وناقدين ومقومين ومصححين ومقاومين،  وعاملين من أجل غد نأمله بالعرق والكفاح والإخلاص للحرية والمهنية وللناس أفضل أن شاء الله للصحافة وللشعب وللوطن .

الحرية لكل زميلاتنا وزملائنا وكافة معتقلي وسجناء الرأي في مصر والعالم العربي المنكوب بطول الاستبداد والفساد والتخلف واليأس من التغيير،الحرية للصحافة المصرية والحقوق المواطنين في صحافة منهم ولهم أولا وأخيرا.

المجد لشهداء ومعتقلي الصحافة المصرية وللقابضين على جمر الكلمة، المجد لشهداء ثورة يناير وكل  معتقلي وسجناء قمعها ومن كل الاتجاهات ودون تمييز، المصريون وصحفيوهم يستحقون الأفضل، يستحقونالحرية،الحياة.

#نقابة_الصحفيين

#خالد_البلشي

تعليقات