وطن على الرصيف .. ينام
وطن ينزف
وقلبى يملئه الوهن
ويسجنه العفن والسهام
قلبى ما زال ينبض
وسط الركام
وطن يصحو
على إعدام
وينام على إعدام
فيا أيها الحالمون
باللون الأخضر
والعيش الأخضر
وبالثلج الذى لم يعد أبيضا
وبالثوب الأبيض
توقفوا لم يعد
سوى لون واحد
وصوت واحد
وحاكم فرد صمد
يا أيها الحالمون
أما أن لكم أن تنفضوا
الغبار عن عقولكم
وترفعوا الرماد عن عيونكم
وأن تسكنوا بيوتا غير بيوتكم
فدياركم مخترقة مختنقة
وأصواتكم واهنة
وحياتكم لن تعد أمنة
أيها الحالمون
بوطن يليق بالإنسان
أمد لكم يدا
وقلبى أفرده سريرا
لغد سوف يأتى
لطفل وطفلة يحلمان معا
على نيل القاهرة
لوردة سوف تنمو هنا ساحرة
وطن على فوهة لبركان ينزف
وأنا أنزف كل يوم دما
لم يعد بمقدورى أن أعيش
ولا أن أحلم لطفلى
ولا لأطفالكم
لم أعد أستطيع
أن أتنفس أو أتكلم
عشت أمارس الكتابة
طيلة عمرى
صرت أمارس
الكأبة فى أخره
كل يوم يمر
يكبلنى أكثر من أمس
ويغرقنى فى لجج لاتنتهى
أنا نبض عصر غبىّ
أتى ليغنى
فاكتشفت أنى
غير قادر على الغناء
وأنى غير قادر على الغرام
وأنى أموت بطيئا
وأنا أرى وطنى يموت
أيها الحالمون
قوموا من الحلم
قبل مجىء يوم القيامة
وسطروا وجعكم
سطروا كل هذى القتامة
واعزفوا لحنا جديدا
وغنوا للسماء
وقبلوا أولادك فى الصباح
وقبلوهم فى المساء
وغنوا كى يعم السلام
وحتى يجىء السلام
غنوا وغنوا وغنوا
وغنوا وغنوا وغنوا
وطن على فوهة
لبركان ينزف
وأنا أغمض عينيّ لأنام
ولا أستطيع أن أنام
لااستطيع أن أنام
لاأستطيع أن أنام