يا سيدي الفرعون..
شعبك ضائع في الليل
يخشى أن ينام
في الجوع لا أحد ينام
في الخوف لا أحد ينام
في الحزن لا أحد ينام
من لم يمت في السجن قهراً
مات في صخب الزحام
حتى الصغار تشردّوا بين الأزقة
يبحثون عن الطعام
من لم يمت بالجوع منهم..
مات في بؤس الفطام
وتسير كالطاووس.. والسفهاء حولك
يلعقون حذاءك المعجون
من نبض الجماجم والعظام .
أجهضت آخر ما تبقى من ليالي الحلم
من زمن البراءة بيننا
لكنه زمن الخضوع.. وسطوة الطغيان..
والجلاد يرتع خلفنا
فلكم حلمنا أن نرى
وطناً عزيزاً آمناً
ولكم حلمنا أن نرى
شعباً نقياً.. مؤمناً
وطناً ترهّل خلف قافلة الزمان..
يسير مكتئباً حزيناً.. واهناً
يا أيها الفرعون فارحل عن مدينتنا
كفاك الآن طغياناً وظلماً بينا
افتح لنا الأبواب..
واتركنا لحال سبيلنا .
ما عدت أملك غير فقري مسكناً
ما عدت أعرف غير حزني موطناً
فلقد نسيت طوال عهدك من أنا
ارحل وخلفك لعنة التاريخ..