JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

محمد عبد القدوس يكتب : فشل ذريع للعرب ونجاح باهر للأوروبيين


يوم ٢٢ فبراير من الأيام الخالدة في تاريخنا !

أراهن أن الغالبية العظمى من الناس لا تعرف الحدث العظيم الذي جرى يومها ، وللأسف كل شيء في مصر ينسى ولو بعد حين !

المناسبة هي الوحدة بين "مصر وسوريا" يوم ٢٢ فبراير من عام ١٩٥٨ !!

وأظن أن البعض سيقول ساخراً : "ياه أنت لسة فاكر" !! 

ويدخل في دنيا العجائب أنه في هذا التوقيت تقريباً كانت بداية الوحدة الأوروبية التي بدأت بالسوق الأوروبية المشتركة ثم الإتحاد الأوروبي ، وقد نجح نجاحاً كبيراً ويضم حالياً عشرات من الدول الأوروبية وأصبح قوة عظمى يحسب لها ألف حساب !

بينما فشل العرب فشلاً ذريعاً في تحقيق وحدتهم ، وكله كلام في كلام وأمجاد يا عرب أمجاد !!

بل ان هناك قطاع واسع من المصريين يرفض أن يكون لهم أي إنتماء بالعرب قائلين : كفانا ما جرى لنا بسببهم .. مش عايزين وحدة ولا يحزنون !!

"الفراعنة" لا صلة لهم بأهل العروبة !!

هذا ما أراه يدخل في دنيا العجائب لأن الدول الأوروبية الداخلة في الإتحاد الأوروبي صلتهم ضعيفة ببعضهم ، بل وتحاربوا طويلاً وكانت هناك معارك دامية بينهم ومع ذلك سعوا للوحدة لأنهم يعلمون أنه لا مكان في عالم الكبار إلا للقوى العظمى فقط !!

وكل دولة وحدها لا تساوي شيئاً !!

وإذا سألتني وما أسباب الخيبة العربية والنجاح الأوروبي ، 

قلت لك : أسباب النجاح ترجع إلى دولة المؤسسات ، بينما الفشل مرجعه إلى حكم الفرد وبالروح والدم نفديك يا ريس ، والزعيم الملهم الذي تراه أقوى من كل مؤسسات الدولة بل هي تابعة له !!

وهو البلاء الذي مازالت معظم البلدان العربية تعاني منه حتى هذه اللحظة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر بتعبير "صوت العرب" أيام زمان !!

في أوروبا كانت بداية وحدتهم على نار هادئة وبدأت بست دول فقط ، ووضعت شروط صارمة للإنضمام إليهم من أهمها أنه على الدولة المترشحة للعضوية أن تتمتع بمؤسسات مستقلة تضمن الديمقراطية ، وتحترم حقوق الإنسان ، ووجود نظام إقتصادي فعال يعتمد على إقتصاد السوق ، ثم تطورت رويداً رويداً ، وكل خطوة نحو الوحدة مدروسة جيداً ودون عجالة  !!

قارن هذا الأسلوب الأوروبي الراقي في التعامل مع ما جرى في الوحدة العربية ، وكانت دوماً من فوق وتعتمد على حكم الزعيم الملهم ، وكل شيء نحو الوحدة المنشودة يتم بسرعة أو "بلهوجة" بالتعبير المصري وبطريقة مركزية !!

ولذلك كان لها أن تفشل على طول الخط !!

الإستثناء الوحيد رأيناه في عام ١٩٧١م عندما إجتمعت "دويلات" الخليج وكل منها لا يزيد على حي من أحياء القاهرة !! وقررت الوحدة فيما بينها بطريقة متحضرة ، ونشأ عن ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت قوة في عالمنا العربي يحسب لها حسابها !! 

ولم تتكرر هذه التجربة الناجحة من جديد .. عجائب !!


NomE-mailMessage