معصوم مرزوق يكتب : إيمان هانم


منذ اللقاء الأول قبل سنوات عديدة مضت ، أدركت أنني أقترب من " هانم" أصيلة ، تحملت معي وعثاء السفر عبر فيافي المعمورة ، كانت طاقة هائلة من النشاط تحمل معها إسم المرأة المصرية في كل مكان ، وعندما كنت سفيرا في أوغندا مثلا ، كنت إذا حضرت أي مناسبة يوم خميس ، أجيب تساؤل الجمع عن سبب غيابها بأن " زوجتي في السجن " ، ولم تكن مجرد طرفة ، فهي قد كونت مجموعة من زوجات السفراء لزيارة سجن النساء في كمبالا كل خميس ، كانت تعلمهن الرسم علي البورسلين ، والفخار وأشغال التريكو ، ثم تعد بازار كبير في دار سكن السفير المصري لبيع المنتجات التي صنعتها السجينات ، مع عمل مزاد علي بعض الإنتاج المتميز ، وتضع سعرا معينا تبغي الوصول إليه وإذا لم يتحقق كان دوري هو أن أتقدم للشراء بالسعر الأعلي الذي حددته ..

وفي فنلندا كانت منتظمة في نادي لقراءة الكتب ومناقشتها Book Club ، فضلا عن مجموعة للرسم ..

ورغم المحنة التي أصابت أسرتنا الصغيرة في السنوات الأخيرة ، وخاصة منذ صيف 2018 ، كانت " الهانم " رمزا للصمود ، تقف منذ الصباح الباكر الطابور عند سجن طره كي تقوم بزيارتي وتتعرض لما كان من غير الممكن أن تتخيله ، وتولت بكفاءة إدارة شئون أسرتنا بمعاونة الأميرة الصغيرة .


وكان لما عانته أثر كبير ظهر قبل شهرين حين أصيبت بنزيف في المخ ، أدي إلي تعطل الجانب الأيمن وفقدان للنطق ، ومنذ ذلك الحين تخضع للعلاج بصبر وإرادة وروح عالية .

كانت سجاياها في الخير متعددة ، ولن اذكر منها سوي عطفها الشديد علي الحيوانات ، لدرجة أن عددا كبيرا من القطط التي كانت تقدم لها الطعام والشراب ، لا تزال تروم حديقة المنزل بحثا عنها ، وعندما أفاقت بعد ما حدث كان مصير هذه الكائنات اول ما استفسرت عنه ..

ربما وجدت مساحة أخري لكتابة المزيد ، ولكنني أريد اختتام هذه المقدمة بأن تلميذات لها في مجال الفن أصروا علي أن يتقدموا بإحدي لوحاتها إلي معرض أقيم مؤخرا في دار الأوبرا ، فإذا بها رغم غيابها تفوز بجائزة وشهادة تقدير ، كما نشر خبر عنها .

كلمة المحرر 

كل التحية للسيدة الفاضلة إيمان حسن زوجة المناضل النبيل السفير معصوم مروزق الذي يعلمنا في كل لحظة وكل يوم معني النضال والصمود والصبر ويدفعنا دائما إلى النظر بأمل للغد، ونتمنى الشفاء العاجل للسيدة الصابرة الصامدة زوجة التي قدمت في محنته القدوة لكل الزوجات، السيدة التي تلقت بصبر وإيمان الذي هو اسمها الذي اختاره الله لها لتكون نموذجا للإيمان الحسن، نعم لكل منا نصيب من اسمه فهو معصوم وأن شاء الله مرزوق بمحبة الناس ودعائهم ومكانته بيننا نموذجا فريدا في تاريخ مصر الحالي، وهي إيمان المؤمنة الصابرة صبرا حسن، وكل الدعوات لها بالشفاء العاجل. 


تعليقات