JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

محمد كمال يكتب : حكايات المنفى -1- العودة.. حلم .. أم حقيقة ؟

أجلس في شقتي المتواضعة في مدينة غربتي، التي احتضنتني يوم قذقتني الكراهية والانتقام إلى خارج رحم امي للمرة الأولي، لست مولودا يفرح له الاهل، ولكنني مطرود يبكي وراءه جزء من أهله، وآخرون يقولون " يستاهل ما هو خاين لبلده وللزعيم اللي انقذنا من الضياع " 

اجلس اتحسس اخبار بلدي، أتابع مهام وظيفتي وفجأة جاءت البشرى والخبر المنتظر من خلال بوست لصديق على الفيسبوك " مصر رجعت، ارجعوا يا أولادها" تدمع عيناي بلا بكاء، أصرخ، أضحك، ارقص للمرة الأولي في حياتي. 

أتنقل بين القنوات التلفزيونية، والمواقع الاخبارية، اتنقل بين تويتر وفيسبوك لا اجد سوي هذه الجملة دون تفصيلات عن كيف عادت، المهم أنها عادت.

يقطع رقصي وشرودي رنين هاتفي 

آلو ... يا محمد ارجع يا صاحبي فورا، خلاص الغمة انزاحت، ارجع يا محمد وحشتنا 

وتليفون آخر من صديقي ورفيق الرحلة 

هنعمل ايه يا كمال ؟!؟!

قولتله نرجع فورا 

ثم تليفون آخر من رقم غريب 

آلو 

الاستاذ محمد 

نعم

انا ........ سكرتير في السفارة المصرية 

اهلا بحضرتك ( هذا هو التواصل الاول بيني وبين السفارة منذ وصولي " 

حضرتك لو حابب ترجع مصر تعالي هنستخرج لك وثيقة سفر معها شهادة تفيد بانك غير مطلوب في اية قضايا 

حضرتك انا عندي حكم بالسجن المؤبد 

صدر عفو يا افندم بحق جميع من صدرت لهم أحكام

" اثناء المكالمة أشاهد فيديو لخروج أحبابنا واصدقائنا من السجون المختلفة " 

ايوة يا افندم انا شايف حاليا الناس بتخرج 

منتظرين حضرتك بكرة في السفارة في اي وقت 

ينفع بدري واكون في مصر بكره ؟!!

طبعا. تنور بلدك 

انقضت ساعات الليل بين تليفونات وتطمينات واستعدادات. يكاد قلبي يتوقف عن النبض ويخرج من بين ضلوعي ..... الملم أشيائي .... ارتب حقائبي 

اصلي الفجر واهبط الي الشارع مستوقفا سيارة تاكسي 

فين 

المقبرة 

وصلت للمقبرة حيث يرقد اصحابي، ازورهم واحد واحد وابشرهم واعدهم اني ساعود لهم ثانية 

اذهب للسفارة .... يقابلونا بالأحضان ... اتسلم شهادة براءاتي " وفي الأساس لم ارتكب جرما " واتسلم معها وثيقة سفري. 

استقل تاكسي للمطار رفقة رفيق الرحلة، عايز افتح عيني الاقيني في مطار القاهرة. 

تعلن المضيفة عن اقتراب الهبوط في مطار القاهرة ابكي، اصرخ، اضحك " طبق كشري من المشاعر المتضاربة" 

أهبط الي المطار، يرتجف قلبي " هل هذا حلم ، ام مكيدة، هل ساخرج من المطار لبيتي ام إلى غياهب السجن ثم القبر "

أفيق علي صوت ضابط يبدو رتبته كبيرة قائلا " أهلا بكم في بلدكم وربنا يعوضكم خير 

. اتفضلوا خلصنا كل الاجراءات وننتظركم لاستكمال باقي أوراقكم الثبوتية"

تقع عيناي علي ملك ..... وما أدراك من ملك .... انها زهرتي الصغري التي تركتها وعمرها لم يتعد ١٥ يوما ها هي في حضني تعتصرني بذراعيها الرقيقيين تمسح دموعا منهالة على وجهي .... تضع قبلتها مكان الدموع...... تجري مي 'ابنتي الوسطي تحتضنني قائلة " انسي تخرج من البيت تاني يا حبيبي " لتأتي زهرتي الاولي منه بكل حبها وعاطفتها تقبل راسي وترتمي بين أحضاني. 

لاستقيم واقفا لأستقبل بكل العرفان والحب والتقدير صاحبة الفضل على، زوجتي اقبل يدها وراسها وهي كذلك. نستدير لاستقلال تاكسي عائدين لبيتنا. 

في هذه اللحظة أجدني مستيقظا، اتلفت حولي باحثا عن اسرتي والسيارة التي كنا نستقلها عائدين للبيت، لاجد نفسي في سريري، في شقتي المتواضعة، في مدينة منفاي. اضع وجهي بين يدي أخفي دموعا انهمرت لاني اكتشفت ان كل هذا لم سكن سوي حلم لم ارد الاستيقاظ منه. 

NomE-mailMessage