نبيل مراد يكتب : الديمقراطية ليست انتخابات !!

 الديموقراطية ليست انتخابات..

يعتبر الكثيرين أن نزاهة و شفافية الانتخابات هي وسيلة و غاية الديموقراطية و هذا تصور محدود و قاصر لأنه لا يتفق مع  تعريف الديموقراطية و مضمونها و قيمها. الديموقراطية هي منظومة حكم و اتخاذ قرار و لها اربع مراحل يجب المرور خلالها جميعا بالترتيب و بقدر ضمان جودة الأداء في جميع المراحل يمكن الحصول علي نتائجها و ثمارها.

المرحلة الاولي: الرصد و التحليل و التحديد : تهتم هذه المرحلة برصد المتغيرات و المستجدات و الأخطار و التحديات الداخلية و الخارجية و التي تؤثر علي الوطن أو المجتمع وصولا الي الفرد و من قم يتم تحليلها للتعرف علي ماهيتها و أسبابها و تقييم اثارها و تبعاتها و تحديد أولوياتها و اهميتها ليتم تناولها  بالبحث و الدراسة المفصلة.

المرحلة الثانية: البحث و الدراسة : يعمل فريق عمل من جميع التخصصات و المتخصصين في مجال المسائل ذات الأولوية محل البحث، بهدف اقتراح بدائل السياسات و الاستراتيجيات و البرامج الكفيلة بحل المشاكل و مواجهة التبعات المتعلقة بها لمنع تأثيراتها السلبية علي أمن و استقرار الوطن و مصالح المواطنين. 

المرحلة الثالثة: مرحلة التقييم و الاختبار : يتولي فريق من الحكماء و الاستشاريين و الخبراء و ممثلين عن المجتمع المدني و نواب مؤهلين عن الشعب بتقييم البدائل المطروحة و اختيار افضل البدائل المتاحة و التي توفر كل منها حلول جذرية و مستدامة و لكن بطرق أو برامج او فترات زمنية او تكاليف مختلفة.

المرحلة الرابعة: القرار: تطرح البدائل المختارة علي الشعب (الديموقراطية المباشرة) أو نوابه (الديموقراطية النيابية) ليتم اختيار البديل الأفضل الذي يحقق طموحات المواطنين و يعلمون تبعاته و تكلفته و مستعدون لتحملها. طبقا لنتائج التصويت الشعبي من خلال انتخابات حرة و نزيهة يتم اختيار الفريق (الحزب) الذي قدم البرنامج الحاصل علي أغلبية الأصوات بتشكيل الحكومة التي تتولي تنفيذ إرادة الشعب. يتولي نواب الشعب اعتماد التشكيل الحكومي و برنامجها الزمني لتنفيذ ما تعدت به و الموافقة علي الموازنة العامة التي تحقق هذا البرنامج من خلال مراحل منظومة الديموقراطية يتحقق التالي:

١. الحكمة و الرشد في تحديد الأولويات.

٢. حلول علمية و عملية و جذرية ذات جودة عالية 

٣. اختيار افضل البدائل المدروسة لعرضها علي الشعب

٤. عندما يختار الشعب بحرية و نزاهة ما يريد ينتمي إليه و يتبناه و يدعمه

٥. ضمان استمرارية مراقبة أداء الحكومة للتأكد من اتخاذها المسار السليم لتحقيق أهداف البرنامج الذي اختاره الشعب بإرادته الحرة و منع انحرافات الحكومة عن المسار أو المسيرة نحو الهدف

٦. لنواب الشعب حق سحب الثقة من الحكومة اذا تقاعست عن تحقيق أهداف البرنامج و نتائجهل ذا تذكر دائما اخي المواطن أن الديموقراطية منهج حياة و منظومة حكم و اتخاذ قرار يساهم في مراحلها الأربعة منظمات المجتمع المدني و في مقدمتها الأحزاب السياسية و تكتمل عندما يختار الشعب بإرادته الحرة ما يحمي مصالحة و يحقق طموحاته اي ممارسة لا تمر بهذه المراحل الاربعة لا تعد ديموقراطية حقيقية.

تعليقات