مجدي أبو السعود يكتب : حوار بين كلب وصاحبه

حوار بين كلب وصاحبه !!شاهدت وقائع حوار مدهش بين كلب وصاحبه صباح اليوم؛ ففيما كنت جالسا أحتسي الشاي على مقعد في الساحة الخارجية للمقهى الذي اعتدت الجلوس عليه، توقف كلب داكن السواد أمام المقهى، ولأنني أخشى الكلاب فقد قررت مغادرة المقهى، ولكنني عدلت عن قراري حين وجدت الكلب واقفا بهدوء يطلق نباحا خفيضا ويهز ذيله ويخفض رأسه وكأنه ينادي على أحد داخل المقهى، بعدها بلحظات خرج رجل نحيل القامة أدركت أنه صاحبه ويعمل بالمقهى، يعد المشروبات للزبائن، صاح الرجل معاتبا الكلب بصوت حمل مزيجا من الزجر والحنان قائلا: كنت فين من ساعتين بعد ماوصلتني القهوة؟! مارجعتش البيت ليه ؟! إنت فاكر إن أنا هنا مش عارف عنك كل حاجة حتى وإنت بعيد عني؟! رحت فين ؟! تقدر تقل لي رحت فين؟! واصل الرجل تساؤلاته مرارا وتكرارا وكأن الكلب سينطق ويجيبه! وقد أدركت من ملامح الكلب أنه على وشك أن يرد على صاحبه فقد شرع برأسه نحوه مطلقا نباحا واهنا أشبه بالأنين وكأنه يطلب العفو والسماح من صاحبه ويدور حوله ويدس رأسه بين ساقي الرجل ويخرج بجسمه ثم يعاود الدوران حوله وهو يهز ذيله يميناً ويسارا ويخفض رأسه، فيما كان صاحبه لايزال مصرا على معرفة أين ذهب الكلب خلال هاتين الساعتين؟! ولما أدرك الكلب إصرار الرجل على الإجابة لجأ إلى حيلة أخرى لاستعطافه والعفو عنه دون أن يخبره أين ذهب، فقد جلس على مؤخرته وشرع برأسه نحو الرجل مادا ساقه اليمنى نحوه، وقد ظننت لجهلي بطقوس التعامل مع الكلاب أنه يريد أن يسلم عليه قبل أن أسمع رد الرجل النحيل قائلا: لا مش هضربك، بس لازم أعرف رحت فين !! ولما تأزم الموقف ووجدتها كبرت في دماغ الرجل تدخلت للصلح بين الرجل وكلبه قائلا : خلاص بقى ياعم، هو اعتذر لك وانتهى الموضوع هتصغر إنت دماغك قدامه ؟! واستجاب الرجل لتدخلي للصلح بينه وبين كلبه مبتسما قائلا: هو عايش معانا على الحلوة والمرة ومبيخبيش عني حاجة، وفيما شردت أنا في تفهم هذه العلاقة دخل الرجل إلى المقهى وعاد بقطعة خبز وأدخلها في فم الكلب وهو يمسح بيده شعر الكلب ويربت على رأسه بحنان بالغ، فيما كان الكلب يهز ذيله يمنة ويسرة ويلقم بسعادة بالغة قطعة الخبز وكأنها قطعة لحم فقد أيقن أن صاحبه قد عفا عنه، بعدها سار بهدوء بجوار الرصيف متخذا طريقه نحو بيت صاحبه.

تعليقات