د. يحيى القزاز يكتب : طفح الكيل .. دردشة للرئيس

 

طول عمري باتعامل مع الآنسة منة شلبي على اعتبار إنها بنت مصرية وديعة ومسالمة وبشوشة... وإن الوداعة والسلام والبشاشة بيخفوا ضغوط داخلية وأوجاع ومشاكل وأحمال.. وكمان طول عمري شايف إنها بنت هشة وخفيفة بالمعنى الجمالي، لكن لما الخفة والهشاشة يتقابلوا مع تحمل الضغوط والأوجاع والأحمال، فدي بيسموها الصلابة الداخلية.. الصلابة الروحية يعني.. والصلابة الروحية دي مالهاش دعوة بالانهيارات أو حتى الرغبة أحيانا في الانتحا ر على سبيل المثال... الصلابة الروحية دي بتخلي الست عاملة زي الشمس: بتشع نور وجمال ودفا وقُرْب... وفي الحقيقة، أنا طول عمري برضه شايف منة شلبي ممثلة عابرة، أو بمعنى أدق، بنت بالمواصفات اللي فوق دي وبتحب التمثيل كمان.. أنا عارف إن فيه ناس شايفينها آلهة تمثيل وأسطورة الجيل و"من يسبح ضد التيار معي"... ماعنديش اعتراض، لأن أنا باحب منة شلبي لأسباب كتير، بس مش من بينها التمثيل.. أو برضه بمعنى أدق، باحبها وهي بتجتهد وبتورينا أد إيه هي بتحب التمثيل.. بعد اللي حصل معاها في مطار القاهرة، حتى وإن كان البعض حبوا يستخدموه كميكروباص، إلا إني حبيت منة شلبي جدا، واحترمتها أكتر، ويمكن منة شلبي في المستقبل، لما اتفرج على كل شغلها، تبقى "ممثلتي" المفضلة، أو البنت اللي بتحب التمثيل، وكانت بتمثل.. دا طبعا غير إني إنسانيا باحبها جدا، وباحس إنها قريبة بالمعنى المصري الفطري البسيط.. ههههههه أنا لما شوفت الناس اللي "ظبطوها بالجرم المشهود"، ودققت في صورهم، ضحكت. وبعدين مت من الضحك.. أنا بصيت في وشوشهم وملامحهم، وكريزة الضحك زادت وغطت على الحرب في أوكرانيا.. تسريحة شعرهم غريبة، ونظرات عينيهم مريبة، والابتسامات غامضة، ولابسين انسيالات باين، أو حد ماسك علبة السجاير والولاعة بطريقة بتفكرنا كلنا بنوعية معينة من الناس، وباصص بشكل غريب جدا في الفراغ اللازوردي.. أنا افتكرت الأفراح البلدي والديلرز وبتوع البيرة ولزوم الرقاصة وحاجات كتير تانية.. وفعلا منظرهم كان غريب وملامحهم فكرتني بالأمين "حاتم" الله يرحمه.. فيه قضايا بتتقلب على دماغ البني آدم اللي عايز يعملها، لأنه ممكن يساهم كتير في توسيع مساحة حب الناس واحترامهم لشخص وتقديرهم له.. وممكن برضه لما يحب يروج لشخص، نلاقيه بيساهم في توسيع مساحة كراهية واحتقار الناس له... البني آدم ده غبي وموكوس، وماعندوش لا عقل ولا دم ولا ضمير.. بس الأهم من كل ده، إنه حمار وكل يوم بيزق البلد عشان تطس في أي عمود نور، وبيكرر الموضوع كل يوم ومابيتعلمش أبدا...هههههههه طبعا فيه وجه مرعب للموضوع، وهو حالة التنمر والشر اللي متلبسة الناس، وبتظهر أد إيه إن ٩٠٪ من الشعب المصري كان نفسهم يطلعوا مخبرين أو على الأقل الأمين "حاتم". دول بقى عايزين ينكتب فيهم روايات وملاحم ومعلقات... كائنات جبارة مكونة من الشر الخالص المخلوط بالخبث والتفاهة وقلة الحيلة، ومكونة أيضا من الفشل وعدم التحقق والنهيق..