يبدو أن سلطنة عمان - و إلى حد ما دولة الأمارات - أدركت حقيقة الموقف فعملت بما أشرت إليه في منشور الأمس بأنه كان يجب على مصر أن تمثل بمستوى أقل من رئيس الجمهورية في مؤتمر قمة جدة بقيادة أو رئاسة بايدن ، فلم يحضر سلطان عمان تلك القمة ومثل عُمان نائب رئيس الوزراء سلطنة عمان للشؤون الخارجية .
و أكثر من ذلك أن كل من عمان ودولة الإمارات لم يشاركا في الكلمة الافتتاحية - والتى أندفع إليها البعض وفرح بها السيسي - لأنهما يعلمان أن أيران صديق تاريخي بل ودولة شقيق أيضا وليست عدو ، ولا يعقل أن يتحالف شقيق مع عدو - والذي هو دولة الكيان - لمحاربة أو حتى مقطاعة صديق وشقيق أخر ، والذي هو إيران ..!
وهذا يبين لنا نقطة رئيسية أفتقدناها دهورا في مصر حقيقة ، أو على الأقل أستخففنا بها ، و أنه مثلا مهما قيل عن دولة الإمارات ، وتحالفاتها مع دولة الكيان على حساب قضية العرب المركزية في فلسطين ، إلا أن هذا لم يثنيها عن اتخاذ موقف واضح وغير معادي لإيران ، وحتى السعودية دعت للحوار معها من خلال كلمة ابن سلمان ؛ وهذا يعني إدراك هذه الدول انه في اللحظات المفصلية الحاسمة في تاريخ الدول و الأمم ، يجب أن تكون المواقف واضحة وحاسمة ، وليست قابلة لأي تأويل غير ما قررته بوضوح تام غير قابل للمساومة ؛ هذه الدول أو تلك .
و ما لفت نظري أيضا كلمة السيسي : " يجب القضاء على التنظبمات الإرهابية أو المتطرفة التي تحظى برعاية خارجية "، ويعني أنت جندت كل موارد الدولة وطاقتها و حتى أبواقك الإعلامية لمحاربة الأرهاب على مدى 8 سنوات - وهي فترة حكمك كلها ، والتي انتهت الآن بموجب الدستور في يونيو الماضي ، ما يعني انك صرت رئيس غير شرعي - وفشلت ، و فيما فشلت فيه أيضا من سياسات أخرى ، في القضاء على هذا الإرهاب المزعوم ؛ فمن يجب أن نحاسب هنا - وكما حاسبنا عن إهدار المال العام و مدخرات المصريين في قناة السويس الجديدة . ؟!
ثم أن كل رؤساء الدول تحدثوا عن مشاكل حقيقية تواجه شعوبهم كأسعار الطاقة و أزمة الغذاء ، و تفاقم الفقر ، ومن هم حتى دون خط الفقر ، و أنت لسه بتتكلم عن الإرهاب ..؟!
تعليقات
إرسال تعليق
أترك تعليق