JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

محمد كامل خضري يكتب : تجار الأفراح


هم من يسلبونك مالك برضاك فى لحظة سعادة غير عادية تجتاحك فى مناسبة ما مستغلين هذا الشعور النفسى بالفرح فيقتنصون منك مايستطيعون ويخرجون دائما رابحين دون رأس مال يذكر...فمثلا تذهب لحجز قاعة لفرحك مع عروسك...حجز القاعة بالشئ الفلانى وتفاجأ بالأسعار...ونخش فى التفاصيل...كرسى عروسين فرعونى بكذا أوكرسى ملكى بكذا أوكرسى كليوباترا ويوليوس قيصر بكذا...أما كراسى الضيوف بكذا والأكل إجبارى وماعلى سيادتك سوى تختار وتحدد العدد...أما الزفة فهى أشكال وألوان زفة بالسمسية بكذا وزفة بالمزمار بكذا ...أما زفة رقصة التنورة فبكذا... وتتداول الأمر مع العروسة وتختار الأغلى على شان ترضيها وتقولك لأ بلاش خلينا فى الزفة النوبى أرخص شوية ساعتها تحس إنك إخترت العروسة المدبرة لا الزوجة المدمرة...

وتختار الأكل والمشروبات وعدد المعازيم ونوع البوفيه مفتوح ولا مقفول... أطباق ومشروب وساندويتشين ولا علب...والD.G. الإجبارى كلها أسعار مقررة كأنها كتاب منزل...لامساومة مع إنك نفس الإنسان الذى تساوم بائعة الجرجير على سعر حزمته !

والباشا العريس دفع مقدما العربون مع الإقرار بأنه لاحق لك فى إسترداده حال الإلغاء وأن تسديد الباقى قبل الحفل بيومين مع التعهد بدفع مايستجد من مصروفات... ويعطيك الموظف إيصال الحجز ويتحجج بعدم وجود فكة (تاجر فرح)وألف مبروك ياعريس ربنا يتمم بخير  إن شاء الله هتنبسط عندنا ونعملك أحلى شغل وتتنازل عن كسر المية جنيه إكرامية ما أنت لسه دافع آلافات...وهكذا حتى يأتى يوم الفرح ويأتى المأذون ويجلس على يساره أبو العروسة وتجلس أنت على اليمين ويفاجأك حماك بخمس ورقات فولسكاب بهم مفردات القايمة ! وإمضى ياعريس!

وتلاقى نفسك مش عارف تمضى على القسيمة ونسخها والا على القايمة وصفحاتها وتلاقى نفسك متورط ومش قادر تزرجن علشان الليلة تعدى صحيح إتفقتوا على قايمة لكن مش خمس صفحات وش وضهر...وأبو العروسة(تاجر فرح) بناء على تدبير حماتك وتخطيط مسبق إختار حماك اللحظة الحاسمة ساعة أن يخرج المأذون قلمه من جيبه وينزع اللبيسة من قمته ويعتليها مؤخرته(مؤخرة القلم لاالمأذون) ووسط همهمات أبوك وأمك وغمزاتهم  برفض التوقيع...تفضى أمرك لله وتوقع...وخاصة إن العروسة حلوة وماتتعوضش والنية صافية ودافع فى القاعة الشئ الفلانى وتتخيل منظرك قدام المعازيم وخاصة زملاءك ومديرك وتتذكر كل الهدايا اللى قدمتها فى فترة الخطوبة واللى ممكن تخسرها فى لحظة لو عصلجت...وعلشان تعدى الليلة...وقبل مغادرة الكوشة وإنتهاء الحفل ورغم سوء البوفيه وفوضى المدعوين وشغب الأطفال وضجيج الأصوات وصخب الموسيقى وعدم رضا الجميع ...يأتى من يهمس فى أذنك الشاى بتاع الرجالة (تاجر فرح)وألف مبروك...وتميل العروس لتعرف ماذا قال لك فلا سر بينكما ودى أولها ! لتخبرها بما كان وأنك أشرت لوكيلك للتصرف...شئ فى غاية الإحراج للعريس أمام عروسه وأهلها...هكذا دائما يفعلون ليحفزوا العريس على الدفع أو يظهروا شح العريس وأهله أو غناه وكرمه...وتدفع لما هو لو كان فى ظرف عادي لأحتجيت وعلا صوتك فى وجوههم  وقذفت بطعامهم فى الزبالة وسكبت مشروباتهم الملونة على الأرض وكسرت الأكواب ودستها بأقدامك  ولكن من باب الستر وتمرير الليلة بسلام لزمت الصمت...عدى الليلة على خير يارب...

فأنت لم تر كم كانز إستهلك ضيوفك؟! 

أو كم زجاجة مياه معدنية وضعت على الموائد وهل نفذوا مافى العقد كما ينبغي أم قرطسوك ويبدو إنك إتقرطست ؟! 

صحيح أن وكيلك شاف الكميات عندما أدخلوه فى المطبخ لكن لم يقف على أيديهم ساعة التوزيع فهل نزلت القاعة كلها أم إختلسوا بعضها وعادت لمخازنهم !

وخاصة أنت ووكيلك مشغولان بالترحيب بالضيوف وأنت بالتصوير والإبتسام ومسك يد العروس كأنك خايف لتروح مع أهلها بعد الفرح أو كأنك مش هتشوفها تانى! ومشغول بالإستراحة بين الرقصة والرقصة وتجفيف عرقك...يا باشا ال 200اللى فى العقد خلصوا ننزل كمان 100وألا إيه رأيك؟!(تجار فرح )...ماشى وبالأسعار السياحية مع أن الكشك خارج القاعة يبيعها بربع التمن لكن ممنوع حسب العقد

ولكن فى النهاية توقع أو من ينوبك على الفاتورة

 ...عدى ياليلة...ناهيك عن الضيوف اللى جابوا عيالهم وعيال أخواتهم (تجار فرح )وكل دول مش معمول حسابهم ولكن لابأس...عدى ياليلة...وتعدى الليلة . 

 تجار الفرح ليسوا هم من كانوا فى القاعة لقد كانوا حولك من أول اليوم ... بائع الورد(تاجر فرح) زين لك سيارة الزفاف ورتب لك باقة ورد لتهديها لعروسك أو البوكيه الذى  تزين به كوشة فرحك وتسأل بتاع الورد كام الحساب ؟!

وتدفع ولا تساوم حينها كثيرا بل وتدفع إكراميات لإن إتنين تلاتة عمالين يقصوا فى الشرايط ويشدوها ويلزقوها ...ولا تسأل هل السبب فى السعر العالى هو غلاء شرائط الزينة الملونة أو سعر الزهور وتتساءل طيب هى الواحدة تطلع بكام ؟!  يمكن رشة معطر الجو برائحة الياسمين هى السبب فى رفع التكلفة  ! ده حتى الخلفية من فروع وأوراق شجر الفيكس المرطرط فى الشوارع ده من كتره بقى شعار الدولة المصرية بجانب تحيا مصر...تجده فى مطروح كما فى أسوان دون مراعاة للبيئة والمناخ كأننا فى كوريا الشمالية !

ومقرر علينا فى كل شوارع عاصمة المحروسة إستغناء عن أشجار أخرى كانت زمان تراعى التنوع البيئى والجمالى من أشجار الكافور والجميز وكل أنواع الأشجار المورفة المختلف ألوانها نكاية فى العصر الملكى !

نوع آخر من تجار الفرح عندما تشترى شيكولاتة كى تهديها لمن تحب من محل مشهور (تاجر فرح)حاجة كدة تشرف وتدفع الشئ الفلانى وبقشيش للى بيلف   وكأنك إشتريت شيكولاتة سويسرية مع إن المحل هو اللى عملها وبيد مصرية وكلنا عارفين الشغل المصرى ! ولزق عليها اللوجو بتاع المحل اللى صاحبه تاجر بجلابية وعمة لكن إسم المحل فرنساوي ...تتكوم علب الشيكولاتة عند العريس أو المريض مع بوكيهات الورد المدفوع فيهم الشئ الفلانى...الورد إلى القمامة ويهدى من أكوام الشيكولاتة إلى العمال والممرضين والزوار عايز يخلص منها...والذين بدورهم يهدونها إذا لم يتذوقوها إلى عامل الأسانسير ورجل الأمن عند المغادرة...وأما إذا تذوقوها فهى شوكولاتة لاتذوب فى الفم كالشيكولاتة العادية ولكن شيئا ما منها يبقى ولايذوب...تتفله فى منديلك وتحاول ألا تفكر فيما قد يكون !  

وهناك تجارة الكوافيرات (تاجرات فرح)التى تظل العروسة محتجزة لديهم كأنهم سيفككونها ويعيدون تركيبها من جديد ...كنت أسأل النقاش عندما كان يعمل عندى لماذا غبت بالأمس وأول أمس يقول لى علشان الحيطة تعضم !...يبدو أنهم هكذا يفعلون!

وعند إستلام العروسة مبروك يا عريس من عاملات المحل  البقشيش بتاعنا فين ؟!(تاجرات فرح)...

 ياسادة تجارة الفرح تجارة رابحة لكنها طفيلية تستغل لحظات ضعفنا لحظات سعادتنا ...تجارة يمكن إختصارها أوالإستغناء عنها أو تحاشى تجارها ...

وفى زمن الكورونا سقط كل هذا الوهم وأكتشفنا أنه يمكن الزواج حتى بدون ماناس كتير تعرف  حتى من يعرف من الأهل والأصدقاء نطلب منه عدم الحضور وله كل العذر والعاقبة عندهم فى المسرات ونكتفى بأخوة العروسين والمأذون...وألف مبروك...نفدتم بجلدكم من تجار الأفراح ياعرسان هذه الأيام...الذين يستغلون الحلم الجميل فى القضاء على تحويشة العمر وترك ميزانية البيت الجديد خاوية على عروشها...تجار الفرح أمثلتهم كثيرة فهناك من يستغل الحالة النفسية الرائعة لك أثناء وصولك من السفر سعيدا بالعودة لأرض الوطن ولقاء الأحباب فى المطار عامل النظافة يدفع لك عربة شنطك بضع خطوات للأمام مطالبا إياك بحلاوة الوصول مع بوكيه تهانى لفظة من عينة حمدالله على سلامتك ياباشا نورت مصر ناظرا لحركة يديك وهل تتجه إلى جيبك أم ستهرش بها رأسك ...

تمورجيات مستشفيات الولادة حالة أخرى مبروك ولى العهد...مبروك عروسة ماشاء الله جميلة زى القمر الخالق الناطق  مامتها مع إن المولودة أصلا ناقصها شنب وتبقى شبهى...وساعة خروج المدام من المستشفى وأنت تجرجرها حاملا مولودك الجديد ينضم لتجار الفرح عاملات الدور والأسانسير ورجل الأمن على البوابة...وتكمل بسايس العربيات الذى يفرض إتاوة على من يركن فى الشارع...ومن كتر ماتعود على هذا المنظر من رواد المستشفى سواء مريض شفى أو مولود جديد يخرج بصحبة والديه...ألف مبروك ربنا يتمم لك الشفا أو حمدا لله على سلامة المدام ومبروك المولود الجديد يتربى فى عزو يا باشا...ويفتح باب السيارة حتى تدخل المدام فى الكرسى الخلفى وتاخد راحتها ثم يفتح لك بابك بعد أن أعطيت زوجتك المولود...وساعدك فى وضع متاعك فى شنطة السيارة لتدخل وتضع يدك فيما تقع عليه عينك مما خرج من محفظتك وتشكره...تاجر فرح بإمتياز ...وفراش المدرسة يطاردك ألف مبروك يابيه عايزين حلاوة النجاح بتاعت البيه الصغير عقبال ماتشوفه دكتور وتفرح بيه...والواد فى KG2 ...نجاح إيه بس ده !

دائما كنت أفطن إليهم  ولذا أخرج من المدرسة أو الكلية بعد قراءة النتيجة من الكشف مكشرا حتى أفلت من الحلاوة وياريتهم واحد دول كتير بس تحط إيدك فى جيبك يظهروا كأنهم فى حالة كمون وشموا ريحة الفلوس ...أو البوسطجى الذى يطرق عليك الباب يهنأك لأن في يده خطاب جائزة من البنك أو تلغراف تهنئة بالزفاف...الحلاوة يابيه...ناس مابتعملش حاجة غير إنها تستغل حالتك النفسية الوقتية لإبتزازك ...قد يراضيهم البعض بنية الصدقة ...لكن فى الغالب هم ممن لايقعون تحت هؤلاء الصنف من الناس الذين يستحقون فالذى يضع سيجارة بين شفتيه ويحمل تليفونا له سعر ويشحن باقة فالأولى أن يشحن بطنه وبطون صغاره ...شكرا كورونا فبسببك تجار الفرح فى أجازة وبدونهم تتم الأفراح ولكن يبدو أنهم عادوا من جديد والسيجارة المارلبورو فى طرف الفم تدخن إنتظارا لحريق فى محفظتك !

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة