JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

تقادم الخطيب : أضحك من قلبك (المشير ياسر جلال)


في الحقيقة أنا لست مغرما بالجلوس أمام التلفاز أو بالأحري لست شخصا تلفزيونيا، خاصة في رمضان، لكن هذه المرة قررت أن أتابع مسلسل الاختيار للأسباب التالية: 

1-بغض النظر عن المأساة الممزوجة بالكوميديا الصاخبة في المشهد، وبغض النظر عن موقفنا من النظام أو من جماعة الإخوان فإن ما يتم عرضه يعطيك صورة عن كيف كان يفكر الطرفان، وكيف أن كليهما لم يكن همه تحقيق التحول الديمقراطي، أو مساعدة المسار الديمقراطي الوليد حينها، بل كانت المعركة بين الطرفين تدور حول مساحات السيطرة، خاصة السيطرة علي الأجهزة الأمنية.

2- الروايات والتسريبات التي تعرض (لو افترضنا صحتها واستبعاد فرضية التلاعب بها)، تجعل من مبدأ التربص هو الأساس الذي يحكم حراس الدولة، أو الدولة العميقة متمثلة في الجيش والأجهزة الأمنية، ويطرح سؤالا حول ولاء تلك الأجهزة، هل هو للدولة أم للنظام (أي نظام) سواء القديم أو المنتخب ديمقراطيا؟ وهل لو كان هناك رئيس آخر غير مرسي رحمه الله، لا ينتمي إلي تنظيم مثل تنظيم الإخوان كانت الدولة العميقة ستتعامل معه بنفس الطريقة؟ 

3- هل وجود رئيس مدني حينها من غير جماعة الإخوان كان سيخدم المسار الديمقراطي الوليد، بمعني هل اختيار أحمد شفيق حينها كان هو الحل الأفضل، لكن قوي الثورة لم تكن تنتبه لهذا في وقته؟ وهل وجود جماعة الإخوان في السلطة سهل الانقضاض علي مكتسبات الانتفاضة الثورية؟

4-هناك بعض الأحداث عاصرتها من موقعي الذي كنت أشغله في الجمعية الوطنية للتغيير في تلك الفترة (كمسئول لملف الاتصال السياسي). ولذا لدي رواية تتقاطع مع الرواية التي ترويها الدولة هذه المرة، وهو الوجه الآخر للرواية التي لدي وعاصرتها وهناك شهود أحياء عليها. 

5- قربي من المشهد في تلك الفترة جعلني أعرف بعض الأشياء التي لم يكن يعرفها الكثيرون، وهي أشياء عرفتها من احتكاكي المباشر حينها بنائب الرئيس (أو من كان متحدثا باسم جبهة الإنقاذ وهو د. البرادعي)، علي أنني لم أكن عضوا في الجبهة، لكن كما أشرت قربي من المشهد بحكم موقعي في الجمعية الوطنية سمح لي بذلك، وجزء من الأشياء التي قد وردت في الحلقتين اللتين قد شاهدتهما بالفعل كان لدي معلومات عنهم، وبالتالي وضع الروايةالتي لدي في سياق رواية الدولة يكشف لدي بعض الأمور التي لم تكن لتتكشف.

6- بغض النظر عن موقفنا من النظام وتشككنا الدائم في روايته، لكن لأول مرة تروي الدولة روايتها بهذه الصورة، وهو شيء مهم لأنه يكشف لنا كيف تفكر تلك الدولة، كما أن تلك الرواية تستمد أهميتها حينما يتم وضعها بالتوازي مع روايات الآخرين، لذا أدعو كل من كان قريبا من المشهد في تلك الفترة أن يدون روايته حتي نستطيع أن نقارن الروايات ببعضها البعض وتكتمل لدينا الصورة، وحينها نستطيع كشف مدي قوة أو ضعف وتزييف رواية الدولة. 

7- الرواية تعطيك صورة واضحة أيضا عن تعاون عدد من قيادات الجماعة مع الأجهزة الأمنية وأن التناقض بين الطرفين ظهر عند تضارب المصالح بينهما (وهذه مسألة لم أستمدها من رواية النظام بل من وقائع عاصرتها سواء في الجمعية الوطنية أو حركة 9 مارس حول علاقة الجماعة بالأجهزة الأمنية).

8- رجاء شاهد وراقب واقرأ المشهد بعيدا عن تحيزاتك وعاطفتك، ستجد أن المسألة كانت ولازالت معركة بين طرفين وهي مستمرة منذ عقود، وكلاهما غير معني بما يفكر فيه أي منّا في قضايا مثل الحرية والديمقراطية، فالجيش لا تعنيه مسألة الديمقراطية وهي مسألة موجودة فيه منذ الضباط الأحرار الذين كان همهم الأساسي هو جلاء الاحتلال عن مصر وكانوا لا يؤمنون بالديمقراطية لأنها لن تساهم في عملية جلاء الاحتلال (راجع العديد من مذكرات الضباط الأحرار وستفهم هذه النقطة بصورة أكثر وضوحا)، ومن هنا نفهم استمرارية هذا النسق أو التفكير داخل المؤسسة. 

9-في المقابل فإن جماعة مثل جماعة الإخوان غير ديمقراطية في بنيتها لن تكون معنية في ممارسة الديمقراطية من الأساس، إلي جانب سيطرة الفكر السلفي علي عدد من قيادتها، وهو ما رصده حسام تمام رحمه الله في دراسته حول تسلف الجماعة . 

الق تحيزاتك خلف ظهرك واقرأ بعين الناقد المتبصر واضحك من قلبك وأنت تشاهد الفريق المشير ياسر جلال.


NomE-mailMessage