JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

د. حسني كحله يكتب : الدولار سوط الاستعباد الأمريكي ( الكوميديا السوداء )


المقال طويل شوية وأخد مني ساعتين شغل، ربما حد يستفيد منه، ويمكن تلخيصه في ١٠ سطور لكن هايكون مبهم

كتبته باللغة العامية مع إني ما باحبش أوي أكتب بيها وحطيت عليه رشة كوميديا لأنه فعلا كوميديا بس كوميديا سودة أمريكا هي اللي ضحكت لوحدها وبقيت العالم بيعيط لحد اللحظة

المقالات السياسية والاقتصادية المكتوبة بلغة المصطلحات والأرقام غالبا مملة وتقيلة، 

نشوفها أحسن بنظام الحكاوي لأنها فعلا قصة حكاية وما نستخدمش فيها مصطلحات ولا أرقام كتير

هو ليه الدولار الأمريكي الدنيا كلها بتجري وراه مع ان عدد دول الأمم المتحدة ١٩٣ دولة ونضيف معاهم فلسطين والهوليسي يبقى دول العالم ١٩٥ وكل دولة لها عملتها، 

اشمعنى أمريكا بالذات ودولارها بنجري وراهم دونا عن جميع العملات؟

 لما تحلل الوضع الاقتصادي والسياسي عالميا بعد الحرب العالمية التانية تجد أمريكا مشغلة سكان العالم كلهم نفر نفر عندها، أنفار وباليومية كمان، طب ليه وازاي الكلام ده حصل؟

من أخطر الأسلحة المعنوية الأمريكية هي صناعة السينما الأمريكية بيبثوا بها الرعب في صدور العالم وبيبعوا لنا الصورة الذهنية ان الأمريكان أبطال الكوكب وحراس الإنسانية والفضيلة ولكن العكس هو الصحيح، 

ومفيش حدث صغير ولا كبير في التاريخ الأمريكي إلا وعملوا عليه بدل الفيلم ١٠ أفلام، 

إلا اتفاقية بريتون وودز، الأمريكان بيطمسوها بكل قوتهم لأنها اتفاقية بلطجة وسرقة بيسرقوا بها كل انسان على ظهر الأرض من بعد الحرب العالمية التانية لحد اللحظة، وانت قاعد بتقرأ القصة دي أمريكا حاطة ايدها في جيبك وبتسرقك الآن

اتفاقية بريتون وودز بالنسبة لأمريكا هي أعظم اتفاقية في التاريخ الأمريكي كله ولو فيه فايدة واحدة لانتصار أمريكا في الحرب العالمية التانيه فهي اتفاقية بريتون وودز، 

وبالنسبة لباقي سكان الأرض مفيش حاجة قدر يعملها الشيطان ويضر بها بني الإنسان (خارج أمريكا) بعد الكفر بالله أكتر من اتفاقية بريتون وودز.

في نهاية الحرب العالمية التانية وتحديدا في  ١٩٤٤ وأمريكا تقريبا حسمت النصر للحلفاء، 

أمريكا انتصرت بالعلم (القنبلة الذرية) أمريكا استثمرت في العلم في معامل الأبحاث ومعامل الجامعات (أمريكا بتجذب كل الكفاءات العلمية من كل الأرض وبتوفر لهم كل سبل البحث وكرامة الحياة) وعايشة على خير استثمارها في العلم وأي خطة تطوير العلم مش أساسها هي خطة للفشل وهاتفضل واقف مكانك، 

لحد سنة ١٩٤٤ كان التعامل بين الدول كان بيتم بمقايضة البضاعة بأوقيات الذهب (الأونصة) وأحيانا بأوقيات الفضة (أوقية الذهب ٣٠ جرام بالضبط ٢٩.٧٥ جرام وأوقية الفضة ١١٩ جرام) 

وكانت كل دولة لها عملتها الداخلية بين مواطنيها ومعظم العملات كان لها مقابل بالدهب فيما يعرف ب (معيار الدهب) وده على أساس الأمر الواقع وكان بقوة القانون في كل دولة وبين الدول

يعني وقت الحرب العالمية الثانية كانت أوقية الدهب = بالمصري ٣ جنيه و٩٠ قرش بالضبط وبالجنيه الاسترليني ٤ جنيه و١٠ قروش وبالدولار ٣٥ دولار أمريكي

بالإضافة لأوقيات الدهب كان التبادل التجاري كان بيتم أحيانا بمعيار الدهب في مقابل العملات وكان من بينها الجنيه المصري يعني لو مصر استوردت شيء من فرنسا مثلا تقدر تدفع بالدهب أو بالجنيه المصري فرنسا تدفع بالدهب أو الفرنك الفرنسي، لكن الأغلب التبادل التجاري كان بيتم بأوقيات الدهب والفضة 

في نهايات الحرب العالمية التانية أمريكا أخدت وصاية على العالم كله مكان أوروبا الجريحة اللي خرجت من الحرب حرفيا جثة شبه ميتة، ودي سنة الحياة المنتصر يتحكم ويحط شروطه

أمريكا اشتغلت العالم كله أحلى اشتغالة في التاريخ واستثمرت انتصارها في الحرب أحلى استثمار، 

أمريكا اقترحت على دول العالم الكبرى بدل ما ندفع تمن بضاعة التجارة بين الدول بالذهب ومخاطر الدفع ومشاكل في الشحن ومعوقات في القبض والتجارة، ايه رأيكم يا عالم أنا عندي فكرة لوز اللوز،

-فكرة ايه، يا أمريكا يا وش السعد يا ست الدنيا كلها يا قمر انتي يا اللي أنقذتي العالم كله من النازية؟

-ايه رأيكم نسهل على بعض في التجارة وبدل ما ندفع لبعض بالدهب نتجنب مخاطره ومعوقاته وندفع تمن البضاعة بالدولار الأمريكي بدل الذهب

-ازاي يعني يا أمريكا؟

-يعني ندفع ثمن البضاعة بينا بالدولار بالتحويل البنكي بين الدول بنظام (الفوركس اللي تطور بعدين لنظام - SWIFT) ونسهل التجارة ما بينا ونزود شغلنا ونقب على وش الدنيا بقى، 

ويكون الدولار الأمريكي فقط هو عملة التبادل التجاري الوحيدة بين الدول وتكون قيمة أوقية الدهب بسعر يومها = ٣٥ دولار يعني تقريبا الدولار= جرام ذهب 

وعشان خاطركم بس وعشان أطمنكم، أمريكا تتعهد أمام الله وأمام العالم كله وهاتحلف بعيالها وبالعيش والملح وبشرفها كمان اللي ما عندهاش أعز منه ان كل الدولارات في العالم كله أمريكا تغطيها بغطائها الذهبي على حسابها، 

أوقية دهب في مقابل كل ٣٥ دولار في أي وقت وفي كل وقت، 

وأمريكا فعلا حلفت بشرفها وبعيالها وبالعيش والملح أي حد عاوز يرجع لأمريكا الدولارات اللي عنده، أمريكا هاتاخدها منه وهاتعطيه قصد كل ٣٥ دولار أوقية ذهب وفوقها بوسة من بقه، 

ووقتها كان عند أمريكا تقريبا ٦٠٠ مليون أوقية دهب يعني ١٨ ألف طن دهب بالصلاة على النبي 

والرقم ده كان بيمثل ٧٥٪ من احتياطي الدهب العالمي وقتها، 

أرض أمريكا غنية جدا جدا في مواردها، انما احنا الشقى عارف اصحابه، الحمد لله،

الأوروبين قالوا والله فكرة جميلة يا أمريكا لأن أوروبا خارجة من الحرب مدمرة بمعنى مدمرة، مفيش فيها شارع واحد سليم وأمريكا أخدت على نفسها إعادة إعمار أوروبا بمشروع (مارشال) اللي هو الجنرال (جورج مارشال) اللي أصبح وزير خارجية أمريكا اللي تبنى خطة إعادة اعمار أوروبا 

عشان كدا الأوروبيين غالبا بيقولوا (YES) لأي قرار أمريكي، وعموما الأوروبيين طول عمرهم ماشيين بمبدأ الجنيه غلب الكارنيه واللي يتجوز أمي أقوله يا عمي

(أرض أوروبا فقيرة في مواردها الداخلية، لكنهم من عصر النهضة نضفوا عقولهم قوي قوي)

السوفيت (روسيا) قالوا الأمريكان نصابين وهايضحكوا على العالم كله 

(روسيا غنية جدا جدا في مواردها وعلميا الاتحاد السوفيتي كان متطور أكتر من أمريكا وسابقها بخطوة، لكن السوفيت ما بيعرفوش يلعبوا اقتصاد ولا بيعرفوا يعملوا سينما ولا بيعرفوا يسوقوا (marketing) لنفسهم زي الأمريكان، تحس السوفيت داخلين على العرب شوية)

والصين بين وبين عاوزة تتاجر وتتبسط بس خايفة تلبس في الحيط

الأمريكان قالوا والله العظيم يا سوفيت احنا عندنا دهب كتير أوي (٦٠٠ مليون أوقية، ١٨ ألف طن يا جدع) وأي كمية دولارات عاوزين تبدلوها من عينيا والله في أي وقت، 

ووعد رجولة وشرف أمريكا كلها وحياة العيش والملح (اللي هو يعني (compliance & ethics) والكلام الفاضي اللي أمريكا بتضحك بيه على الدنيا كلها وهو ما يساويش الحبر اللي اتكتب بيه)، ما هانطبع دولارات إلا ما يكون عندنا مخزون ذهب يغطي قيمتها، يا اخوانا باحلف لكم بشرفي يا ناس، وأعز من الشرف مفيش، (الله يرحمك يا توفيق الدقن) 

والعيش والملح يا سوفيت احنا صادقين وما بنضحكش عليكم، ومشوا الموضوع بقى يا جدعان ده مصلحة العالم كله خلونا نشتغل ونغنغ بقى، 

الأوربيين قالوا للسوفيت خلاص يا جدعان ده أمريكا حلفت بشرفها وبالعيش والملح كمان، والعيش والملح ما بيهونوش إلا على ولاد الحرام

-كلام رجالة؟ 

-كلام رجالة

توكلنا على الله 

واتوقعت اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods Agreement) في ٢٢ يوليو سنة ١٩٤٤ وده أهم يوم في تاريخ أمريكا والعالم كله اقتصاديا، لأن في اليوم ده أمريكا مسكت الكوكب كله من رقبته واستعبدت الدنيا كلها

ووقع على الاتفاقية دي ٤٤ دولة في منطقة بريتون وودز في ولاية  نيوهامبشير الأمريكية 

ونتج عنها اللي ما يتسمى (صندوق النقد الدولي- IMF) اللي أمريكا بتركع بيه أي حد مش على هواها

وفي اليوم المشؤوم ده تم فك ارتباط عملات العالم كله بالذهب وبقى الدولار الأمريكي فقط وبس هو اللي مرتبط بالذهب ٣٥ دولار= أوقية ذهب ٣٠ جرام 

وبقى الدولار اسمه (العملة الصعبة) لأن هو العملة الوحيدة اللي لها قيمة مقابل الذهب (معيار الدهب) ويُستبدل بالذهب وعشان تحصل عليه مفيش قدامك غير طريقين لإما تورد بضاعة أو خدمة لأمريكا أو غيرها وتاخد دولارات أو تدفع لأمريكا دهب وتاخد مكانه دولارات وما ينفعش تورد لأمريكا من عملتك وتاخد دولارات (تورد بضاعة فقط أو دهب) حتى لو معاك دهب مش هاتعرف تتاجر بيه، لازم تحوله لدولار الأول

أما باقي عملات الكوكب يا ولداه اتفك ارتباطها بالدهب وبقت مجرد حبر على ورق وما تنفعش إلا داخل دولتها فقط أما خارج دولتها مالهاش قيمة وليس لها مقابل دهبي والعالم كله كله لبس أحلى حيطة،

التجارة زادت والتحويلات البنكية بقت سهلة زبادي في الخلاط وأمريكا اتنغنغت، وكان فعلا أي حد بيرجع لأمريكا ٣٥ دولار أمريكا كانت بتعطيه أوقية ذهب وفوقها بوسة من بقه 

والدنيا كلها متطمنة ان أمريكا ما بتطبعش دولارات إلا ما تكون زودت الاحتياطي الدهبي بتاعها ما يعادل أوقية دهب لكل طباعة ٣٥ دولار

بعد تقريبا ٣٠ سنة وتحديدا في سنة ١٩٧٠ وأمريكا في عز حرب فيتنام والمقاومة الفيتنامية حرفيا مركعة الجيش الأمريكي علي رُكبه

رئيس البنك المركزي الفرنسي (بيرنارد كلابيير) والدول المحترمة زي فرنسا وغيرها بتعطي المناصب لأصحاب الكفاءات اللي يبنوا دول ويطلعوها لفوق مش اللي يغرقوها في الوحل وأكبر إنجازاتهم يشتغلوا سمسرة على شعوبهم!

المهم (بيرنارد كلابيير) لاحظ ان أمريكا سافة التراب في حرب فيتنام وصحافتهم بتقول عندهم بطالة ٦٪ ، طيب ازاي الاقتصاد الأمريكي ماشي ١٠٠ فل و١٤ وأمريكا بتشتري أي بضاعة وأي أسلحة أو مواد خام عاوزاها بأي كمية دولارات، والدولارات دي المفروض متغطية بالدهب وأي دولة تطلب دولارات من أمريكا، أمريكا تعطيها دولارات، 

طيب ازاي الأمور متزبطة دولارات لكن على أرض الواقع الدنيا زفت وقطران على دماغ الأمريكان بسبب حرب فيتنام؟

يا مصيبة تكون أمريكا بتطبع دولارات من غير ما يكون عندها غطاء دهبي يكفيها أوقية دهب لكل ٣٥ دولار زي ما اتفقنا في اتفاقية بريتون وودز.

الفرنسيين قعدوا يفتشوا شوية ورا الأمريكان وفرنسا قفشت أمريكا فعلا بتطبع دولارات من غير غطاء ذهب، 

يا نهار أسود، 

يومها الرئيس الفرنسي (جورج بومبيدو) بقى يجري في الإليزيه ويلطم على وشه زي الاهبل

يعني الورق اللي عند أمريكا بتقسمه نصين نص تعمله ورق تواليت وورق كراسات والنص التاني تطبعه دولارات بالضبط كدا، مفيش فرق في التكلفة على أمريكا بين ورق التواليت وورق الدولارات غير الحبر اللى على الدولار والتلميع يعني الورقة اللي قيمتها ١٠٠ دولار بدل ما تساوي ١٠٠ جرام ذهب بقت قيمتها الحقيقية تساوي منديل واحد في علبة مناديل، 

فرنسا رقعت بالصوت إلحقونا يا أوروبا إلحقونا يا سوفيت إلحقونا يا صين أمريكا لبستنا كلنا أسود وبتعطينا ورق مقابل بضاعة والورق ده مش متغطي بالذهب يعني أمريكا كسرت اتفاقية بريتون وودز وماعندهاش دهب تغطي بيه الدولارات اللي معانا، يعني الدولارات اللي عندنا شوية ورق عليه حبر

العالم كله بيضرب على دماغه ويعيط، يا خراب بيتك يا قرمط 

-صحيح الكلام ده يا أمريكا؟

-آه صحيح يا صين صحيح يا سوفيت صحيح يا أوروبا واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط

السوفيت (الروس): مش قلنا لكم الأمريكان دول شوية نصابين وما سمعتوش كلامنا البسوا بقى

-ده انتي نهار أبوكي أسود يا أمريكا، يا شيخة ده انتي حلفتي بشرفك وبالعيش والملح وبعيالك كمان حرام عليكي يا مفترية

-آه ما أنا نسيت أقولكم، 

الرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) ورئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (آرثر بيرنر) ووزير الخزانة الأمريكية (جون كونالي) مع (١٢) مستشار من البيت الأبيض عملوا اجتماع سري في كامب ديفيد يوم ١٣ أغسطس ١٩٧١ عشان يحطوا الخطة اللي هايواجهوا بيها العالم بعد ما فرنسا قفشتهم، 

بس عشان الحلفان والحرمانية قبل اجتماعهم ده راحوا الكنيسة واعترفوا وقسيس أمريكا غفر لهم وسامحهم

-طيب، على فكرة يا أمريكا اعترافكم في الكنيسة ده مش نافع

-مالكش دعوة (بصوت المعلم/ جابر الشرقاوي عم أشقية مصر)

-طيب واتفاقية بريتون وودز؟

-فيه ايه يا جدعان مش قلنا لكم خلاص بح

-ده انت بجحة ونهارك مش هايعدي يا أمريكا

-اه بجحة وإذا كان عاجبكم، وأنا ديكتاتور المنطقة واصحي يا منطقة

-طيب يا أمريكا يا بنت الناس الطيبين، زي ما دخلنا مع بعض بالمعروف نخرج من بعض بالمعروف وما نفرجش علينا خلق الله في الكواكب التانية، انتي تاخدي دولاراتك اللي عندنا وتعطينا مقابلها دهب زي ما اتفقنا في اتفاقية بريتون وودز، أوقية دهب لكل ٣٥ دولار وكل واحد فينا يروح لحاله ونرجع نتاجر مع بعض بضاعة بدهب

-انتم بتحلموا كان على عيني والله يا جماعة، ما عنديش دهب خالص، ده أنا حتى امبارح بعت حلق الحاجة أم نيكسون

-يا أمريكا عيب عليكي ده انتي حالفة بشرفك وبالعيش والملح وحياة عيالك يا شيخة ده انتي قلتي عندك جبال دهب، ال ٦٠٠ مليون أوقية راحوا فين؟

-يا جماعة ما عنديش دهب خالص والله، هو أنا هاستغلاه عليكم؟

-يا أمريكا عيب عليكي، ده احنا بينا اتفاقية بريتون وودز، انتم ركبتوا الكوكب كله الزوحليقة

-يا ناس وشرفي والعيش والملح ما عندي دهب خالص يعني أكذب يا جدعان، ده حتى الكذب خيبة

-يا دي المصيبة السودة، يعني الدولارات اللي عندنا دي ورق كراسات؟

-آه ورق كراسات

أوروبا قاعدة تلطم على وشها لما قطعت خدودها والصين شامطة دماغها بتربيعة سودة وبترقع بالصوت والسوفيت (روسيا) شغالين سب ولعن في الأمريكان

جت أمريكا بعد ما طلعت لسانها للعالم كله قالت لهم بصوا يا رجالة أنا عندي الحل وايه فكرة لوز اللوز

احنا نخلي الدولار اللي عندي واللي عندكم بنفس قيمة الدهب اللي احنا متفقين عليها (٣٥ دولار لكل أوقية دهب) من غير التزام أمريكا بالغطاء الذهبي وبكدا الدولارات اللي عندكم محتفظة بقيمتها تقدروا تشتروا بيها أي بضاعة بنفس قيمتها

بس إوعى أي بني آدم منكم يجيب لي دولارات ويقول لي عاوز دهب مكانها، وشرف أمي الغالية هانفخه

-آآآه، وانتي يا أمريكا يا شريفة يا بنت الشريفة هاتقعدي تطبعي دولارات وتشتري بها بضاعة؟

-يا رجالة عيب عليكم، دولارات ايه اللي هاطبعها؟ أنا باتعب وباشقى يا عال 

-ايه رأيكم يا فرنسا يا أوروبا، ايه يا صين إيه يا سوفيت قلتم ايه؟ 

-خلاص يا معلم ما باليد حيلة وأمرنا لله، ما احنا لبسنا خل

-اتفقنا؟ 

-واحنا قدامنا حاجة غير نعم وحاضر؟ بس بالله عليكي يا أمريكا ما تطبعي دولارات كتير

-يا رجالة عيب عليكم، هو أنا برضه هاقل بأصلي؟ ده شرفي يا ناس، شرف أمريكا كله اللي ماعنديش غيره

-وحياة العيش والملح يا أمريكا؟ 

-يا ناس عيب، باحلف لكم بشرفي وبالعيش والملح وحياة عيالي كمان، حد عنده أغلى من ضناه يا ناس؟ والعيش والملح بيهون غير على ولاد الحرام؟ 

ودي كانت (صدمة نيكسون ٣ أغسطس ١٩٧١) (NIXON SHOCK) على اسم الرئيس الأمريكي وقتها (ريتشارد نيكسون) اللي ضحك بيها على العالم كله كله بالكمال والتمام

وأصدر الرئيس الأمريكي نيكسون الأمر التنفيذي رقم (١١٦١٥) بتعليق اتفاقية بريتون وودز في ٣ أغسطس ١٩٧١وفك ارتباط الدولار الأمريكي بالغطاء الذهبي 

ومن فجره كمان فرض ١٠٪ رسوم على الاستيراد 

يعني مش بس خد العالم كله على قفاه، ده خلى الدنيا كلها تزحف على وشها وتجري وراه عشان يعطيهم دولارات عشان يتاجروا بيها، يعني هاتورد بضاعة بقيمة ١٠٠٠ دولا ر هاطبع لك ٩٠٠ وإذا كان عاجبك

وفي اليوم ده الرئيس نيكسون قال للصحافة الأمريكية بالنص 

 ((يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها ويجب أن يلعبوها كما وضعناها)) 

يعني العالم كله ما هو إلا لعبة في ايد أمريكا، والأمريكان عايشين متنغنغين على قفا العالم كله

بس يا سيدي ومن ٧٠ سنة وأمريكا بتبلطج على العالم كله، بدل ما كانت البضاعة بتتباع بالدهب بقت بتتباع بالدولار الأمريكي اللي هو أصلا واقف على أمريكا ورق وعليه حبر أخضر 

وأمريكا تطبع ورق كراسات أو ورق تواليت وتسميه دولارات وتاخد من العالم كله بضاعة في مقابل ورق التواليت بتاعها اللي اسمه دولار، 

الفُجر الشديد أوي أوي لو دولة مفيش عندها بضاعة تبيعها لأي حد مقابل دولارات وعاوزة دولارات من أمريكا، أمريكا تعطيها دولارات بس تاخد منها دهب أوقية دهب لكل ٣٥ دولار (طابعا السعر بيزيد كل يوم) وإذا كان عاجبك، 

الدنيا دي مش للطيبين والله، الدنيا غالبا اللي بيعيشها هم الوحوش إنما الطيبين في الآخرة ربنا يتم عليهم نعمته

حقيقة الدول ما خسرتش كتير طالما هاقدر أشتري بالدولار اللي عندي بضاعة تانية بنفس القيمة من أمريكا نفسها أو من أي دولة تانية، 

فمنطقيا كدولة ما خسرتش، 

بس أمريكا بقت تحقق مكاسب فوق الخيال وفوق الأحلام بطريقة ما خطرتش على بال إبليس يوم ما رفض يسجد لآدم،

انت بعت لأمريكا كيس قطن أنت كلفته ٥٠ دولار (تقاوي وزراعة وري وجمع وأنفار وتعب) وأمريكا اشترته منك ودفعت لك فيه ١٠٠ دولار عشان انت تكسب ٥٠ دولار

ال ١٠٠ دولار اللي أمريكا دفعتهم لك كلفوها أد إيه؟

تكلفة ورقة الدولار: ورق وطباعة وتلميع ومكن ومرتبات وكله شاكب راكب لحد ما الورقة تخرج من المكنة بتلمع مزهزهة الورقة الواحدة بتتكلف سنت واحد، 

يعني الورقة ١٠٠ دولار قيمة تكلفتها أصلا على أمريكا سنت واحد فقط لا غير

يعني ١٠ آلاف دولار بيكلفوا أمريكا دولار واحد 

أمريكا لو أخدت منك ١٠٠ كيس قطن انت مكلفهم ٥٠٠٠ دولار أمريكا أعطتك ١٠٠٠٠ دولار أمريكا مكلفاهم ورق وطباعة (دولار واحد)

يعني (١٠٠٠٠ دولار تصدير منك (تكلفة+ مكسب) = دولار واحد تكلفة استيراد على أمريكا)

العالم كله يشقى يزرع ويصنع ويصدر شقاه لأمريكا وأمريكا تطبع دولارات تشتري بيها 

(وأمريكا تضحك على العالم كله بشوية تبرعات ومعونات هنا وهناك وهي أصلا راكبة على اكتافهم وهي أصلا بتساعدهم بفلوسهم وتعبهم وشقاهم)، وأنا ديكتاتور المنطقة

ويقولك ازاي أمريكا تصرف على أبحاث الفضاء ١٠٠٠ مليار دولار؟، 

هي بتصرف من جيب أبوها؟ ما هو كله من تعبكم وشقاكم، 

تنغنغ شعبها ويطوروا أبحاثهم وأسلحتهم بفلوسنا ويتحكموا بها فينا، واحنا اللي متعلقين في الساقية وأمريكا ماسكة الكرباك (الدولار) وحريصين كل الحرص ماحدش يقرب من مستواهم واللي يقرب من الدولار بيفتح قبره

وللحق الأمريكان مش غشم، بيطبعوا بحساب عشان ما بيغرقوش السوق بالدولار ويستمر الدولار عملة قوية وشاحح ويستمر العالم كله يبحث عنه بإبرة، 

بيطبعوا بس لما كل الحيل والمكر والجباية من الدول الأخرى تخلص ويتزنقوا، وطالما عجز الميزانية تحت نص الاحتياطي الفيدرالي أنا تمام وزي الفل، ما هو مش معقول نصف المودعين هايسحبوا فلوسهم مع بعض

أمريكا أعطتك ١٠٠٠٠ دولار مقابل ١٠٠ كيس قطن تقوم تصنعهم ملابس وتبعهم لك تاني ب ٢٠٠ ألف دولار وتاخد منك عملتها أضعاف وترجع تبيعها لك تاني وهكذا، 

أمريكا تخليك تجري على وشك تلم عملتها من العالم كله عشان ترجعها لها وتبيع لك المواد الخام بتاعتك بعد تصنيعها بأضعاف أضعاف قيمتها

ودي يا سيدي اللعبة اللي معيشة الأمريكان ملوك من بعد الحرب العالمية التانية وهي دي أرض الأحلام وكله من عرق وتعب العالم كله، 

وده شغل الحكومات اللي تعرف تعيش شعبها مش اللي تخليه يكح تراب وتشتغل عليه سمسار عملة.

يعني الأمريكان الشيك الحلوين اللي انت بتشوفهم في التليفزيون بيضووا وبيلمعوا ويحسسوك انهم بشر من درجة أعلى منك، بيمثلوا عليك وما هم إلا شوية عصابات وشوية نصابين وضافر أي فلاح أو فلاحة عندنا بيعزق في أرضه برقبتهم كلهم،

NameE-MailNachricht