محمد بدوي يكتب : أبعاد الشخصية المصرية عند جمال حمدان


أشار العبقري /جمال حمدان في كتابين :

- نحن والأبعاد الاربعة

- وشخصية مصر عبقرية المكان والزمان 

عن : عبقرية جغرافية مصر

بأن مصر تحتل مكانه وسطا سواء من حيث الموضع أو الموقع 

وسطا بين خطوط الطول والعرض

وبين القارات والمحيطات

حتى بين الاجناس والسلالات

 والحضارات والثقافات

وليس معنى هذا أن المصريين أمه نصف 

ولكن بمعنى أم وسط

متعدده الجوانب والابعاد 

والأفاق والثقافات

البعد الآسيوي والأفريقي 

والبعد النيلي، والمتوسط، والعربي 

وهذه الأبعاد تتداخل فيما بينها مما يثر الشخصية القومية والتاريخية

 ويبرز عبقريه المكان

من حيث الموقع 

فإن التربة المصرية كبيئتها منقولة من منابع النيل في قلب أفريقيا إلى عتبة البحر المتوسط

وتداخل فيها خطوط العرض المتباعدة والمتفاوتة، وهي تمثل في النهاية حالة نادرة من تراكيب البيئات.

كما إن الإيراد المائي لمصر  يأتى معظمه من نهر النيل، وهكذا أخذت مصر مائية المسميات دون أن تأخذ منها مناخها القاسي، أو رطوبتها.

 وتميز مصر بمحاصيلها الزراعية المعتدلة بحيث تجمع بين المحاصيل البحر المتوسط في زراعته الشتوية بينما الصيفية تنتقل إلى النطاق الموسم.

ومن حيث المناخ فيلخصه المقريزي في قوله: إن مصر متوسطه الدنيا، سلمت من حر الأقاليم الأول والثاني،  وبرد الأقاليم السادس والسابع 

وقعت مصرىفي الأقليم الثال

 فطاب هواؤها 

وضعف حرها

 وخف بردها 

وفيما يسمى بجغرافيا مصر الإجتماعيه ربط العبقري/ جمال حمدان بين الطبيعة النهرية لمصر وحضارتها بتأكيده وحقيقة أن مصر بيئة فيضيه، لاتعتمد على المطر الطبيعي في حياتها وإنما على ماء النهر، وهنا يكمن الفرق في حياة المجتمع النهري وطبيعته ففي البلاد التي تعيش على مياه الأمطار مباشرة، يختزل المجهود البشرية إلى حده الأدنى، فبعد قليل من أعداد الأرض والبذر يتوقف العمل أو يكاد حتى موعد الحصاد، أما في بيئه الري النهري لابد من تأسيس شبكة كثيفة من الترعه ابتداءٍ من قنوات الحمل 

وقنوات التغذية

 إلى مساقي الحقول

 إذن حتى تزرع في البيئه الفيضيه لابد لك

 أولاً من أن تعيد تشكيل الطبيعة.

والزراعه بالري النهري

 تخلق تضاربًا في المصالح بين الناس وتضعهم في مواجهه بعضهم البعض، فغير ضبط النهر وتنظيم العلاقه بين الناس تتحول عمليه توزيع الماء إلى صراع يحكمه قانون الغاب

ومن هنا يصبح التنظيم الإجتماعي شرطًا أساسيًا للحياة في ظل هذا النمط، حيث لا يتحتم على الجميع أن يتنازلوا طواعيه عن قدر من حريتهم، خضوعًا لسلطة أعلى، تضمن التوزيع العادل للماء بين الجميع، ليتألف في النهايه ما يطلق عليه المجتمع الهيدرولوجي النموذجي الذي تنسج خيوطه من ثلاثية:

 الماء

والفلاح

 والحكومة

أضافه إلى مخاطر الصراع الداخلي ينبغي إلا نغفلة عاملاً مهما يهدد البيئه الفيضيه من خارجها، فهي كواحة صحراوية معرضة لأطماع وغارات الرعاة والبدو باستمرار د، وهذه في ذاته يستدعي تنظيمًا سياسيًا قويًا ومتماسكًا في الداخل، وهو وحده جدير بأن يعطي الحكومة سلطة قوية.

تعليقات