السفير معصوم مرزوق يكتب : تراتيل التطبيع !


هكذا يقول لنا أهل العم كوبنهاجن المبشرون بالإنبطاح : 

لقد هزمتنا إسرائيل في ميادين القتال أكثر من مرة, دمرت بيوتنا, وشردت أهلنا, يتمت أولادنا, ذبحت شيوخنا ونساءنا, حرمتنا من النوم والراحة, أذلت كبرياءنا.. ولكن.. انتصرنا عليها نصرا مؤزرا بأخلاقنا العالية وتسامحنا الذي لا ينفذ ولن ينفذ بإذن الله حتى آخر طفل عربي.

طبع يا ولد طبع!

‏كونوا طبيعيين ووقعوا.. ومن وقّعَ وقعْ, توقيع فتطبيع, وتطبيع فتوقيع, وتلفيق وترفيع, ها نحن ها عولام هذي, معاريف, دافار, جيروزاليم بوست.. شالوم عليكم ورحمته وبركاته.

لا تحملوا هما, ناموا آمنين في تل أبيب وحيفا و مستوطناتكم الغالية, سنقوم بدورنا المرسوم بكل أمانة..

‏سنسارع فور هدوء المسائل برفع أعلام ( عفا الله عما سلف ),سنهتف فوق كل المنابر (إن جنحوا للسلم فاجنح لها ), سنحكي للجموع عن الواقع وهمومه, عن أهمية الموبايل والهامبورجر, عن فضيلة الواقعية, عن ديننا الجديد ورسالته في التطبيع.. وبمناسبة عيد كيبور نقول لكم : ها شاناه طوف.

‏الحق نقول لكم : نحن نأكل على كل الموائد, حيث ان نفوسنا حلوة, فنحن اشتراكيون حين تكون تلك هي روح العصر, ورأسماليون إذا تغيرت الظروف. والحقيقة نحن لا نفضل إتخاذ مواقف مبدئية،فذلك جمود وانغلاق، وإنما نحن مفتوحون على الآخر, من تزوج أمنا صار أبانا.

‏ونرفض بشدة ذلك التمسك الغبي بالأرض والشرف والعرض, فالمسائل كما أثبتها عمنا إينشتاين نسبية جدا, لماذا يموت إنسان من أجل أرض؟ انه بعد الموت لن يكون مالكا لشيء, فلماذا يدفع ثمنا لبضاعة لن يتسلمها ؟ ثم ما هو تعريف الشرف ؟ ما هو سعره في البورصة؟, وهل يمكن أن تقترض من بنك بضمان الشرف ؟

‏كل هذه المواريث الشرقية المختلفة غير الواقعية هي سر مصيبتنا, ونصيحتنا لكم دام فضلكم هي أن تعيشوا العصر, وهذا هو العصر الإسرائيلي.

تعليقات