JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Home

د. أشرف الصباغ يكتب : عن مقاطعة أمريكا للنفط الروسي


قبيل ساعات قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي چو بايدن المرتقب بمقاطعة النفط الروسي، ومع أول ظهور من نوعه للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في المشهد السياسي، ظهرت تحذيرات من جانب الغرب بمكوناته الثلاثة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، القائد الاعلى للقوات المسلحة الروسية... 

هذه التحذيرات المتوالية تشبه نفس تحذيرات الغرب المتتالية قبيل اعتراف الرئيس الروسي بانفصال الإقليمين الأوكرانيين في 21 فبراير 2022، ثم بدء غزو الأراضي الأوكرانية في الساعات الأولى من يوم 24 فبراير من نفس العام. وكانت السلطات الروسية قد أنكرت تماما أنها تنوي غزو أوكرانيا، وحوَّلت حديث الساسة والصحفيين الغربيين إلى نوع من أنواع المسخرة، واستهزأت بكل التصريحات المتعلقة بنية موسكو غزو الأراضي الأوكرانية. وفي نهاية المطاف، حدث ما حدث صباح الرابع والعشرين من فبراير. 

إن مقاطعة النفط الروسي وعلى الرغم من قسوتها بالنسبة للدول الغربية، إلا أنها تعادل انفجار قنبلة نووية بحجم متوسط، نظرا لأن إيرادات النفط الروسي للخزينة الروسية تكاد تعادل 4 أضعاف إيرادات تصدير الغاز. وبالتالي، فحجم تأثير هذه القنبلة سيظهر بعد أيام قليلة من إعلان بايدن المرتقب. 

واستباقا للإعلان، حذر الكرملين من تداعيات فرض قيود على شراء النفط الروسي، وشدد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أن فرض حظر كهذا ستكون له عواقب وخيمة ستقلب أسواق الطاقة العالمية. بينما صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك بأن التخلي عن النفط الروسي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على السوق العالمية، وقد يصل سعر البرميل إلى 300 دولار إن لم يكن أكثر". وقال إنه "من المستحيل استبدال نفط روسيا في السوق الأوروبية بسرعة. سوف يستغرق الأمر أكثر من عام، وسيكون أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين، الذين سيكونون الضحايا الأساسيين. يجب على السياسيين الأوروبيين أن يحذروا مواطنيهم والمستهلكين مما ينتظرهم.. أسعار محطات الوقود والكهرباء والتدفئة سترتفع بشكل كبير. وهذا سيؤثر بدوره على الأسواق الأخرى، بما في ذلك الأسواق الأمريكية". 

من جهة أخرى، هدد نوفاك بأنه يحق لروسيا أن تحظر تدفق الغاز عبر "التيار الشمالي-1" ردا على الحظر المفروض على "التيار الشمالي-2"، لكنها حتى الآن لم تفعل ذلك، لأنه لن يستفيد أي طرف من مثل هذا القرار. ونوه بأن موسكو قلقة من تصريحات الغرب بشأن التخلي عن النفط الروسي، مشيرا إلى أن لدى روسيا القدرة على إعادة توجيه صادراتها من السوق الأوروبية إلى أسواق أخرى.

وقالت تقارير اقتصادية إن الغرب لن يتمكن من الاستغناء عن النفط الروسي إلا بالتدريج وبإعادة صياغة خريطة علاقاته في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، وإعادة الدول المنتجة للنفط والغاز إلى مسار حركة الاقتصاد العالمي برفع القيود والعقوبات عنها (فنزويلا وإيران وليبيا، وغيرها). وأوضحت بأن عائدات النفط الروسي تمثل أربعة أضعاف الغاز الذي تصدره روسيا، ما يعني أن مقاطعة النفط الروسي ستمثل ضربة قاصمة بالنسبة لموسكو. 

الأمور تتطور بسرعة مرعبة، والغرب يستعيد توحيد صفوفه، بصرف النظر عن الحملات الإعلامية الساذجة والصبيانية أو تلك التي تشوه التصريحات وتنشر معلومات مغلوطة أو أخبار غير دقيقة ومجتزأة. 

اليوم تحديدا، حذر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرج بأن "الناتو يتحمل المسؤولية عن عدم استمرار تصاعد النزاع وعدم امتداده إلى خارج أوكرانيا"، وأنه "من أجل ضمان استحالة أي أخطاء في حسابات موسكو، قام الناتو بتعزيز ملموس لوجوده في شرق الحلف، ولدينا 130 طائرة في حالة تأهب مرتفعة وأكثر من 200 سفينة من أقصى الشمال إلى البحر الأبيض المتوسط فضلا عن انتشار آلاف القوات الإضافية في المنطقة".

أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، فقد أكد على أن الولايات المتحدة ملتزمة التزاما مطلقا تجاه حلف الناتو. وقال "كنا نأمل ألا تخوض روسيا حربها في أوكرانيا لكن الأمر حصل ونحن مستعدون للأسوأ".

التحذيرات تأتي من كل قادة وزعماء أوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية بوتيرة تشبه وتيرة التحذيرات قبل غزو أوكرانيا. ومن الواضح أنهم يحاولون تفادي أي خطوة قد يقوم بها فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

من جهة أخرى، ظهر الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش لأول مرة منذ سنوات طويلة بعد خلعه في فبراير عام 2014 وهروبه إلى روسيا. ظهر وهو يدعو الرئيس الحالي للسلام وتنفيذ الشروط الروسية. غير أن ظهور يانوكوفيتش الآن تحديدا وتزامنا مع وقوف القوات الروسية على أبواب العاصمة كييف يعني الكثير!

في كل الأحوال، القوات الروسية تواصل عملياتها العسكرية بصرف النظر عن المفاوضات أو الممرات الإنسانية والتصريحات السياسية والدبلوماسية. والرئيس الروسي يؤكد بشكل دائم بأن العمليات لن تتوقف إلا بموافقة كييف على شروط روسيا الخمسة:

- تغيير الدستور الأوكراني ووضع بند رئيسي فيه يشير إلى التزامها بالحياد وعدم الانضمام إلى أي تكتلات.

- نزع سلاح البلاد.

- إبعاد القوميين عن السلطة.

- الاعتراف بشبه جزيرة القرم تحت السيادة الروسية.

- الاعتراف بانفصال إقليمي دونيتسك ولوجانسك.

الغرب يحذر اليوم وبقوة وإجماع غير مسبوقين من انفتاح شهية الرئيس بوتين لأي قطعة أرض من أراضي أعضاء حلف الناتو. بل وأكد للرئيس الروسي أنه لن يتدخل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولن يشارك في القتال على الأراضي الأوكرانية، بينما لوَّح فخامة الرئيس بوتين لهذا الغرب بأسلحة الردع الاستراتيجية في حال إذا لم يتوقف. وبالفعل أعلن الغرب توقفه عند حدوده في بولندا وأكد أنه لن يتجاوز هذه الحدود. 

من الواضح أن التحذيرات جدية للغاية، بعد أن أسفرت العقوبات بشكل فوري عن نتائج مذهلة ومرعبة وغير إنسانية ولا محمودة العواقب بالمرة. لكن الرئيس بوتين يقف بصلابة تاريخية نادرة في مواجهة الغرب بكل مكوناته وبكل حلفائه، ويشجع الشعب الروسي على الصبر والاحتمال وخوض غمار الحرب من أجل هزيمة الإمبريالية والرأسمالية العالمية، وهيمنة الولايات المتحدة وأوروبا والناتو على مقدرات العالم كله، وبالذات على الحكومات والتنظيمات الضعيفة الحليفة لروسيا مثل الرئيس بشار الأسد والرئيس مادورو والحوثيين وحزب الله.

author-img

أخبار التاسعه

Comments
No comments
Post a Comment
    NameEmailMessage