JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Startseite

حافظ الميرازي يكتب : مصر و الكاميرون، بعيدا عن الكرة (2 )


كيف يحكم رئيس الكاميرون ل40 سنة

أتمنى فوز المنتخب المصري لكرة القدم على فريق الكاميرون، في الاستاد الذي دشّنه بنفسه لهذه البطولة الافريقية  وأسماه باسمه بول بيّا Paul Biya رئيس جمهورية الكاميرون.

المفارقة، ان الكاميرون حين استضافت هذه البطولة منذ خمسين عاما في 1972 أنشأ أحمدو أهيدجو رئيسها الأول بعد الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي (1960)  ملعبا ضخما أسماه بالمثل باسمه.  مع فارق ان استاد الرئيس الحالي، ويسع ستين الفا، شهد مأساة  عند افتتاحه بحضور الرئيس مع زوجته لمباراة جزر القمر وبحضور رئيسها وزوجته، وهو مقتل عشرات المواطنين بسبب التدافع لحضور خمسين الفا رغم وضع حد اقصى 40 الفا بسبب الكورونا.

مازال هناك استاد في الكاميرون باسم رئيسها الاول احمدو بينما أُزيل اسمه من عدة منشئات أخرى حين انقلب بيا على اهيدجو ، ورغم ان احمدو المسلم  من الشمال هو الذي اختار Paul  المسيحي من الشمال  عام 1982 ليتولى الرئاسة عقب استقالة الأول بشكل مفاجئ، يُقال لمرضه، وكان قد عين بول في السنوات السبع السابقة منذ 1975 رئيسا للوزراء. 

لكن لم يمر عام حتى انهم الرئيس بول خلفه السابق احمدو ، وكلاهما من غير العسكريين، بالتآمر وتدبير انقلاب مع مراكز القوى للحزب الوحيد الحاكم،   واعلن الرئيس حركة تصحيح ضد توجهات اهيدجو الاشتراكية.

فر اهدجو من البلاد الى فرنسا التي ترعى كليهما، ثم لضمان عدم عودته اصدرت محكمة بالكاميرون حكما بالإعدام غيابيا على اهيدجو، تم تخفيفه للمؤبد. وظل احمدو في المنفى حتى مات ودُفن في السنغال عام 1989.

بعد عشر سنوات من الحكم، قرر الرئيس الحالي بول بيا إدخال "إصلاحات ديمقراطية" في  أوائل التسعينات، بإلغاء الحزب الواحد: الاتحاد الوطني، وتبني التعددية الحزبية، وإلغاء اختيار الرئيس بالاستفتاء ليسمح بانتخابات رئاسية بعدة مرشحين، وقرر عبر دستور جديد ان تكون فترة الرئاسة لاتتجاوز فترتين، مدة كل منها سبع سنوات.. وهكذا بدأ يعد من جديد دون اضافة السنوات العشر الاولى. 

انتخابات الرئاسة التعددية لعام 1992 فاز فيها ب30% فقط من الأصوات كانت كافية باعتباره الأعلى، رغم تشكيك المعارضين ومؤسسات دولية في صحتها. وحصل على نحو 40% في الفترة الثانية لانتخابات 1999. وحين دخلت السنة الأخيرة له دستوريا عام 2006. أصر انصار حزبه ”والجماهير" على الا يترك "الشعب الذي  لا يُقهر"  كما يسمون الكاميرون، وعدلوا الدستور بإلغاء الحد الأقصى لمدد الرئاسة،.

ومنذ ذلك الوقت يعاد انتخاب الرئيس المخلّص للبلاد من التشرذم والإرهاب (الإسلامي في الشمال حيث جماعة بوكو حرام) وبنسب فوز تصل الى سبعين في المئة، كان آخرها عام 2018 تنتهي عام 2025 علما بأن الرئيس بول ليًا الذي يكمل في نوفمبر من هذا العام اربعين سنة في الحكم، يحتفل بعد 11 يوما بعيد ميلاده ال89 عاما. . 

لكن ماذا لو توفاه الله، بنوبة قلبية مثلا لو فاز الفريق المصري امام عينيه على فريقه "الذي لايُقهر" في الاستاد المسمى باسمه،  من سيخلفه؟ 

هل هو رئيس مجلس الشيوخ، دستوريا بعد تعديله وإلغاء منصب نائب الرئيس، ام  الابن الاكبر للرئيس من زوجته الاولى المتوفاة عام 1992، وهو المرشح واقعيا للحكم، واسمه  فرانك بيا (50 سنة) ام ابنه الأصغر  من زوجته الحالية تشانتيلا(51 سنة) وهي السيدة الأولى التي تدعم ابنها المسمى على اسم والده: بول بيا ( جونيور/ الصغير)  وعمره نحو 26 سنة؟!

شعب الكاميرون ليس بيده التفكير في اي من ابني الرئيس او ابنته برندا سيحكمهم، وكل مابيدهم التساؤل عما إذا كانوا سيهزمون فريق مصر ومن بعده ام لا؟ وسيشجعون بالقطع منتخبهم الوطني الكاميروني للفوز بكأس، ليس بيدهم غيره!

NameE-MailNachricht