حسني مبارك
• كان حاكما مستبدا، لكن كان هناك فى عهده هامشا من الحريات للمعارضة السياسية، سمح لها بتاسيس حركات مثل كفاية والجمعية الوطنية للتغيير و6 ابريل والاشتراكيين الثوريين وغيرها.
• كانت اجهزته تقوم بتزوير الانتخابات كالمعتاد، لكنها كانت تترك للمعارضة حصة فى البرلمان فيما عدا عام 2010.
• ولم يتوقف عن التدخل فى شئون القضاء ومحاولة فرض هيمنة السلطة التنفيذية عليه، لكن فى عهده استطاع المستشار يحيى الرفاعى تنظيم مؤتمر العدالة والمطالبة بالغاء قانون الطوارئ فى حضوره وفى مواجهته، واستطاع القضاة ان يؤسسوا تيار الاستقلال الذى انتخبوه لادارة ناديهم، وقاموا باعتصامهم الشهير عام 2006.
• لم تخلُ السجون فى عهده من المعتقلين وسجناء الرأى، لكن لم تبلغ اعدادهم ابدا عشرات الالاف.
• كان هناك سيطرة على الاعلام والمؤسسات الصحفية، لكن كان بامكان المعارضة ان تشارك فى البرامج والفضائيات وان تكتب فى الصحف الخاصة والمستقلة.
• كانت المظاهرات محظورة، لكن كثيرا ما استطاعت القوى السياسية اختراق هذا الحظر وكسره بالذات خلال الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين، وأيضا فى المسيرات الرافضة للتوريث.
• كانت الجامعة تخضع لرقابة الامن وحرس الجامعة، لكن كان الطلاب قادرين على ممارسة عديد من الانشطة الفكرية والسياسية، وكان ممكنا ان نجد اعضاء بارزين من هيئات التدريس ينتمون الى المعارضة السياسية بدون ان يفقدوا وظائفهم، بل وان تتأسس حركات معارضة منهم داخل حرم الجامعة مثل حركة 9 مارس.
• كان يحاصر النقابات ويخترقها ويفرض الحراسة على البعض منها، ولكن كان لدينا دائما نقابات مستقلة على راسها نقابة الصحفيين التى كانت ابوابها وقاعاتها وسلالمها مفتوحة على مصراعيها للمعارضة الوطنية.
• كان وفاة شخص واحد تحت التعذيب مثل حالة خالد سعيد، كفيلة بان تقيم الدنيا وتثير الراى العام.
• كان يلتزم هو الاخر بشروط الدائنين فى نادى باريس وتعليمات مؤسسات الاقراض الدولى ويسير وفقا لروشتات صندوق النقد، لكنه لم يتم تعويم الجنيه تعويما كاملا.
• تضخمت الديون الخارجية والداخلية فى سنوات حكمه، ولكن ليس الى الدرجة التى وصلت اليها اليوم.
• بدأت سياسة بيع القطاع العام والخصخصة فى عهده، ولكن كان من حق المواطنين الطعن على شرعية صفقات البيع فى مجلس الدولة، قبل ان يتم تحصينها عام 2014.
• كان منحازا كالمعتاد للطبقات الغنية، وكان هناك ايضا احتكارا واختلالا هائلا فى امتلاك وتوزيع الثروة ونسبة عالية من الفقر، ولكن الطبقات المتوسطة لم تفقد ما يقرب من ثلثى قيمة مدخراتها نتيجة تعويم الجنيه ورفع الاسعار.
• كان التطبيع والتنسيق مع (اسرائيل) قائما على قدم وساق، لكن كان من المسموح دائما للقوى الوطنية تنظيم الحركات والفاعليات الندوات والمؤتمرات الداعمة لفلسطين والمناهضة لاسرائيل
• كان يصدر الغاز المصرى لاسرائيل بابخس الاثمان، لكننا كنا نستطيع ان نرفع دعاوى امام القضاء الإداري ضد الصفقة.
• كنا تابعين للأمريكان منذ السبعينات ولكن ليس الى الدرجة التى يمكن ان نقبل بها صفقات مثل صفقة القرن.
• كان واحدا من رجال كامب ديفيد ملتزما باتفاقياتها ومنفذا لنصوصها، ولكن بمنطق مجبر أخاك لا بطل، وليس لان (اسرائيل) شريك وحليف استراتيجى فى ملفات الامن الاقليمى وغاز شرق المتوسط.
• كان يحمى سفارة (اسرائيل) ويردع اى تظاهرات تقترب منها، بل سمح لها بالمشاركة فى معرض الكتاب، ثم قبل ان يتراجع تحت الضغط والرفض الشعبى وما تبعه من احداث ثورة مصر، ولكن لم يحدث ابدا ان تم السماح للسفارة الاسرائيلية بالاحتفال علانية بذكرى النكبة على ضفاف النيل بالقرب من ميدان التحرير كما حدث عام 2018.
• كان لديه كتائب وفرق كاملة ومدربة من ترزية القوانين ورجال الدولة لكل العصور، لكنهم كانوا خبراء ومحترفين من الفرز الاول، وليس من عناصر الفرز الرابع والخامس.
• لم يتغير النظام برحيل مبارك، بل استمر وأصبح أكثر قوة وسيطرة وشراسة بعد ان استطاع ان يهزم الثورة ويعصف بكل من قام بها، وأن يسترد السلطة ويوسعها ويفرض قبضته الحديدية على الجميع، وأن يذهب الى مسافات أعمق بكثير فى ذات السياسات والانحيازات والتحالفات الخارجية والداخلية.
• أما من قام بالثورة أو حلم بالحرية والتغيير، فلقد فشل فى مسعاه ويقوم اليوم بدفع اثمانا باهظة نتيجة هزيمته، ولكنه تعلم درس عمره وهو المخاطر الجسيمة والعواقب الوخيمة التى تترتب على اسقاط حاكم أو نظام بدون امتلاك المقدرة والادوات اللازمة لتأسيس البديل الأفضل منه، أو على اضعف الايمان العلم والقبول بمن الذى سيحكم بعده وماذا ستؤول اليه الامور فى نهاية المطاف.