ولد الفريق سعد الدين الشاذلى فى قرية شبرتنا مركز بسيون
في محافظة الغربية في أبريل عام 1922، والتحق بالكلية الحربية وهو في السابعة عشر عمرة
انتدب للخدمة في الحرس الملكي عام 1943، وكانت الخدمة فيه قمة احلام اي ظابط جيش في ذلك الوقت
وللفريق الشاذلي تاريخ عسكري مشرف فبعد ثورة 1952
قام بتأسيس و قيادة أول كتيبة لقوات المظلات عام 1954، ثم تولى قيادة أول قوات عربية موحدة في
الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة هناك عام 1960.
بعد ذلك عمل ملحقا عسكرياً في لندن (1961- 1963)
و أدت تلك الفترة التي قضاها في لندن الى زيادة خبراته العسكرية ،وإضافة الأساليب العسكرية
للمعسكر الغربي إلى الأساليب العسكرية للمعسكر الشرقي الذي
تعنمدة مصر في تشكيلاتها وأساليبها القتالية في ذلك الوقت.
أثبت نفسه مرة أخرى في حرب 1967 عندما كان برتبة لواء ويقود وحدة من القوات المصرية الخاصة مجموع أفرادها حوالي 1500 فرد والمعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء ووسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وانقطاع الاتصالات مع القيادة المصرية وكنتيجه لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدوليه قبل غروب يوم 5 يونيو وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينيه المحتله بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلى أن تم الاتصال بالقياده العامه المصرية التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلا وقبل غروب يوم 8 يونيو في ظروف غاية في الصعوبة، باعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، واستطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كم). وقد نجح في العوده بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%، فكان آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.
بعدها تم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة إلى قوة موحدة هي القوات الخاصة.
و فى 16 مايو 1971، وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصرى، فيما سماه بـثورة التصحيح عين الفريق الشاذلى رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية
وفي مذكراته عن حرب اكتوبر يتحدث الفريق سعد الدين الشاذلي عن خطة (المآذن العالية) قائلا "ان ضعف دفاعنا الجوي يمنعنا من ان نقوم بعملية هجومية كبيرة، ولكن في استطاعتنا ان نقوم بعملية محدودة بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف، ونحتل من 10 ل 12 كم شرق القناة."
وتغير اسم الخطة بعد ذلك الى (بدر) وادخلت عليها تعديلات واضافات الا ان جوهرها ظل ثابتا، وهو القيام بعملية ضد اسرائيل في حدود امكانات القوات المسلحة.
وبحلول السادس من اكتوبر 1973 شن الجيش المصري هجوما كاسحا على الكيان الصهيوني بطول جبهة قناة السويس، ونفذ الجيش المصري خطة الهجوم بدقة ونجاح ساحقين.
ويعبر الشاذلي عن ذلك في مذكراته قائلا "في اول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة واليسر كانها تؤدي طابور تدريب.
كثر الحديث عن ثغرة الدفرسوار التي احدثتها فرقة عسكرية بقيادة شارون بين الجيشين الثاني في الاسماعيلية والثالث في السويس، كما تعددت الاَراء حولها.
فالبعض يرى أنها لم تكن لها قيمة عسكريا، ويصفها بأنها ثغرة تليفزيونية هدفت اسرائيل من ورائها لتحقيق نصر اعلامي، ويرى هذا الفريق أن العدو الصهيوني هو من تضرر منها، وان القوات الصهيونية التي قامت باحداث الثغرة كانت محاصرة من قبل القوات المصرية.
وأبرز انصار هذا السيناريو المشيرعبد الغني الجمسي
الذي شغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة بعد "الشاذلي ثم اصبح وزيرا للحربية عام 1974
والرئيس الراحل محمد انور السادات الذي ذكر في مناسبات عديدة انه كان قادرا على تصفية الثغرة وسحق القوات المهاجمة، وان صدور قرار الامم المتحدة بوقف اطلاق النار
هو الذي منعة من ذلك وهذه هي الرواية الاكثر شيوعا في وسائل الاعلام، خاصة الرسمية، بسبب تاييد السلطة لها
و فى 13 ديسمبر 1973م وفى قمة عمله العسكرى بعد حرب أكتوبر تم خروج الفريق الشاذلى من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر فى إنجلترا ثم البرتغال.
فى عام 1978 انتقد الشاذلى بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه ويذهب إلى الجزائر كلاجئ سياسى.
فى المنفى كتب الفريق الشاذلى مذكراته عن الحرب والتى اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب فى الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الصهيوني.
كما اتهم فى تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة فى مفاوضات فض الاشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذى أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.
عاد عام 1992م إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها فى المنفى بالجزائر وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة رغم أن القانون المصرى ينص على أن الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد أن تخضع لمحاكمة أخرى.
وجهت للفريق للشاذلى تهمتان: التهمة الأولى: هى نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف "الشاذلى" بارتكابها.
التهمة الثانية: فهى إفشاء أسرار عسكرية فى كتابه، وأنكر الشاذلى صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.
وأثناء تواجده بالسجن نجح فريق المحامين المدافع عنه فى الحصول على حكم قضائى صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على أن الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية وأن الحكم العسكرى الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور.
وأمرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه، رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى سنة ونصف السنة فى السجن، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أى ظهور رسمى.
ظهر بعدها فى بعض القنوات الفضائية كمحلل عسكرى وفى البرامج التي تناولت حرب أكتوبر فى أواخر التسعينيات القرن الماضي.
انتقل الي رحمة الله في يوم الخميس 10 فبراير 2011
بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 88 عامًا قضاها في خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة