JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

حسن مدبولي يكتب : مؤتمر الأفروسنتريك، ومؤتمر بازل ، ومؤتمرات أقباط المهجر ؟

 


صحيح أن هناك أنباء عن إلغاء مؤتمر الأفروسنتريك الذى كان من المقرر عقده بمحافظة أسوان فى يوم 25 فبراير 2022، لكنها تظل أنباء غير رسمية وغير مؤكدة ،لكن حتى بافتراض إلغاء فعاليات ذلك المؤتمر المشبوه الذى ترعاه شخوص وجهات تدعوا للعنصرية العرقية ، وتدعى أن الحضارة المصرية أصلها زنجى وأن المصريين محتليين أجانب،  فإنه من الغباء الإستراتيجى أن نتجاهل ذلك الفكر المتطرف الذى تطرحه هذه المنظمة وغيرها من المنظمات ،وعلى من يريدون الحفاظ على الأمن القومى المصرى  ألا يقللوا من ححم الأخطار التى تمثلها  هذه الإتجاهات العنصرية سواءا كانت دينية أم عرقية ، وألا تنتفخ أوداجهم وتكفهر وجوههم وتستنفر سواعدهم فقط فى مواجهة التطرف الإسلامى وحده ، فالموضوع ليس بعيدا ولا هو وهم ناتج عن الوقوع ضحية لنظريات المؤامرة ،فاحتلال فلسطين بدأ بمجرد فكرة عنصرية تعتمد على خرافات دينية يهودية ، ثم توجت بمؤتمر عقد بمدينة بازل بسويسرا عام 1897،  وتعمقت بوعد بلفور عام 1917، ثم تحولت إلى أمر واقع  بإعلان الدولة الصهيونية ( اليهودية) عام 1948، 

كما أن  بذور دولة جنوب السودان بدأت بمجرد أفكار عنصرية دينية وعرقية (مسيحية ووثنية )  منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضى  ، وإستمرت فى التفاعل  حتى تم إنشاء دولة جنوب السودان الإنفصالية  بقيادة جون قرنق عام 2011، وبمناسبة جون قرنق فدولته التى انفصلت عن السودان الأم قامت بالأساس إعتمادا على نفس الأفكار التى تقوم عليها منظمة الأفروسنتريك ، والتى كان جون قرنق أحد أهم فلاسفتها ومنظريها مع موليفى أسانتى ، وأنتا ديوب ،ومالكوم إكس ، والذين  يخلفهم فى الوقت الحالى المفكر والمؤرخ والباحث  أنتونى براودر الذى ينشط فى مصر منذ مايزيد عن أربعين عاما ،وهو  يُعتبر خليفة الشيخ انتا ديوب وأحد أخطر و أهم قادة الأفروسينتريك في الوقت الحاضر؟

و أنتونى براودر  كاتب أمريكي من ذوي الأصول الأفريقية و كان احد أهم  المتحدثين في مؤتمر أسوان( الملغى حتى الآن )، وهو متخصص فى علوم المصريات ،و يعمل أيضا كمحاضر وباحث، وطوال ال35 عاما الماضية  قدم أنتونى برادر  محاضرات في امريكا و جميع انحاء العالم عن الحضارة المصرية القديمة، حيث كان قد بدأ مهمته في الكشف عن الآثار و دراسة عُلوم المصريات في مصر في سنة 1980، و زار مصر أكثر من 52 مرة.

المثير إنه ركز على أعمال الكشف عن آثار الأُسرة ال25 من سنة 2009. وهى الأسرة الكوشية النوبية التى احتلت مصر لمدة قرن من الزمن ، وقد قام أنتونى برادر بتأليف ستة كتب  عن الحضارة المصرية  يقول فيها أن  أهل كوش (النوبة القديمة) هم المصريون  الأصليون ؟وهو يتعمد توجيه خطاباته للنوبيين مؤكدا لهم بأنهم هم أصل مصر،  بينما المصريون البيض هم مجرد عرب محتلون ؟

وهذه الفكرة التى فى عمومها  ترفض تواجد ذوى البشرة القمحية أو البيضاء من العرب فى أفريقيا هى فكرة منتشرة بشكل كبير الآن بين الأفارقة في الولايات المتحدة و أوروبا، وأيضا بين الأفارقة جنوب الصحراء الكبرى، وكذلك بين الأقليات الزنوج في الشمال أفريقيا، وبالتالي بالشرق الأوسط، وكان من نتائجها المباشرة  إنشاء دولة جنوب السودان، ونجاح مؤامرة حرمان مصر من نهر النيل وتحويله لبحيرة أثيوبية خالصة ؟ 

وهذه الإتجاهات العنصرية الخطيرة  التى تتبناها الأفروسنتريك ،هى ذاتها الإتجاهات التى تتبناها ما تسمى بمنظمات أقباط المهجر  المتطرفة ، والتى تؤمن  هى الأخرى وتطرح ذات النزعات العنصرية الأفريقية الإستئصالية، لكنها تركز على المزاعم الدينية بدلا من العرقية ،حيث تدعى خطابات منظرين وزعماء تلك المنظمات بأن الاقباط ( المسيحيين) هم أصل مصر، وأن بقية السكان المسلمين  هم من العرب الغزاة المحتلين الذين ينبغى طردهم، أو أن يتخلوا عن دينهم نهائيا كما حدث فى الأندلس ؟  

وزعماء هذه المنظمات الدينية المتطرفة هم من المصريين الذين يعيشون بالخارج، لكنهم من القلة التى  باعت أنفسها  لشيطان السياسة الأمريكية والصهيونية نظير التمويلات الدولارية والنفوذ والعيش الرغد ، أو نتيجة  إصابة بعضهم  بالعقد والأمراض النفسية التى زينت لهم بأنهم زعماء يدافعون عن حقوق الأقباط المهدرة؟ 

كما أن بعض هؤلاء  العنصريين يدعون أنهم معارضون للنظام ويستهدفون تحقيق العدالة والمساواة بين المصريين جميعا ، لكنهم فى الحقيقة  يثيرون الضوضاء حول مشاكل الأقباط لصالح منظمات وحكومات تريد التدخل فى شئون مصر بحجة حماية الأقليات الدينية،وهم مثلهم مثل (جماعة 2 فبراير )التى تم تدشينها العام الماضى وكان من بين أهم ( إنجازاتها ) الحضور الإعلامى بالقنوات الصهيونية ؟ 

وقد وصلت الأمور ببعض رموز تلك المنظمات الإرهابية ( موريس صادق وعصمت زقلمة ) أنهم قاموا بإنتاج فيلم مسئ إلى الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام ؟فى الوقت الذى طالبوا فيه بتنفيذ مخطط إنشاء الدولة المسيحية على الأراضى المصرية ؟  وكانت هذه المواقف فى ذات الفترة  الذى انفصل خلالها  جنوب السودان عن شماله ؟ 

 كما قامت هذه  الشراذم بعقد العديد من المؤتمرات دولية التى يطالبون ويستنفرون خلالها كل القوى السياسية الاستعمارية لكى تتبنى مشاكل الأقباط ،وينسقون مع جماعات الأيباك اليهودية والجماعات المسيحية الصهيونية، وكذلك مع اليمين المسيحى العنصرى فى دول أوروبا الغربية ونيوزيلاندا وأستراليا منذ عام 2004  ؟ 

ورغم أن المؤتمرات خفتت حدتها بعد القضاء على ثورة 25 يناير واجهاضها بفضل تأييد البعض منهم بالخارج ، إلا أن المخططات المشبوهة لاتزال مستمرة والأفكار العنصرية تتعملق، كما أن التنسيق والتواجد على الأرض ينتشر فى كل عام ، 

وفى الوقت الحاضر  يوجد العديد من النشطاء خلفاء ودعاة (الدولة القبطية) التى اعلنها موريس صادق ورمزى زقلمة والتى أقاموا لها بعض السفارات حول العالم ، منهم مدحت قلادة ومايكل منير و المدعو مجدي خليل الذى يقدم نفسه دائما  كناشط حقوقى ومدير منتدى الشرق الأوسط للحريات، و له العديد من البيانات المليئة بالحقد والجهل ، وكذلك له لقاءات إعلامية مشبوهة تطالب بالتدخل الأجنبى فى شئون مصر لحماية الأقباط من الإضهاد المزعوم ، وهو أمر لا يقل خطورة إن لم يزد عن أى تطرف أو إرهاب آخر ؟

فى النهاية لاينبغى لسيف الحياء أن يجعلنا نتجاهل أو نغض النظر عن تلك الترهات ، فالأمر جد خطير  وجدير بالإهتمام ،  وفى الغالب الأعم فإنه  يوجد تنسيق  محموم بين كل قوى الشر المشار إليها ، سواء تلك التى تعتمد على خطاب عنصرى عرقى وتحاول فصل اهلنا فى جنوب البلاد باعتبارهم أفارقة سمر لاعلاقة لهم بباقى المصريين ولها سابقة أعمال فى تقسيم السودان ، والتمهيد لكل المخططات التى أدت إلى السيطرة الحبشية على نهر النيل،أو أولئك الذين يخططون لخلق كيان يستنسخ المؤامرة العنصرية الدينية فى فلسطين لتطبيقها على المصريين  ، تحت رعاية أساتذة ورواد  المدرسة الفاشية العالمية ؟

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة