اذا كنت تريد ان تعرف ما هو النموذج الذي يريده حكام السعوديه و الامارات في مصر او سوريا او لبنان او اليمن فليس عليك الا ان تنظر للبحرين! نعم البحرين.
ازاي؟
١- البحرين دوله شحيحه الانتاج البترولي و تخطت من زمن مرحله الثراء البترولي. تنتج البحرين فقط حوالي ٤٠ الف برميل يوميا فقط مقارنه مثلا ب ١٢ مليون برميل في السعوديه او ٤ في الكويت او الامارات و هي في هذا لا تختلف عن مصر مع الفارق الكبير في عدد السكان.
٢- تعتمد البحرين علي الاقتصاد الخدمي بمعني السياحه السعوديه و التسهيلات الماليه للسعوديين. و بعباره اكثر صراحه تعتمد البحرين علي عبور السعوديين للجسر الواصل بين البلدين كي يفعلوا في البحرين ما لا يستطيعون عمله في السعوديه. و لعلنا نذكر الإعلان الشهير الداعي للسياح العرب ان يأتون لمصر.
٣- البحرين دوله منقسمه و طبقيه. هناك أغلبيه تعيش في فقر نسبي مقارنه بالحكام السنه الذين يعيشون حياه ارغد بكثير. قامت الحكومه البحرينيه بمساعده الجيش السعودي بقمع تمرد الشعب البحريني الفقير بمساعده الجيش السعودي في عام ٢٠١١ و قامت البحرين وقتها بمحو ميدان اللؤلؤة الذي اصبح ايقونه الثوره البحرينيه نعلم تماماً كيف قامت السعوديه بسحق الثوره المصريه بيد الجيش المصري في ٢٠١٣. في مصر انتظرت السعوديه سنتان. كان من المستحيل الانتظار و لو حتي ايام في البحرين لقربها من السعوديه و كونها ملكيه قبليه مثل السعوديه.
٣- الثوره في البحرين لها جناحان. هناك الشيعه و هم معظم الفقراء في البحرين و يعتقد انهم أغلبيه السكان. و كذلك هناك السنه المعارضون و هم ليسوا فقراء و لكنهم يحلمون بمستقبل افضل لبلادهم بعيدا عن الاستبداد . اذا اتحد جناحا ثوره البحرين فهذا يقض مضاجع الحكام و من وراءهم في السعوديه. الحل السهل و البسيط هو إشعال الفتنه و الكره الطائفي بين الشيعه و السنه. بهذا يبقي الشيعه الفقراء عاجزين عن التواصل مع العالم لأنهم فقراء و مبعدون عن وظائف الدوله الهامه او التواصل مع العالم و هم اقل تعليما و قدره علي التنظيم. و كذلك يبقي السنه الثائرون اقليه صغيره عاجزه عن تحريك الشارع و الجماهير الفقيره التي أكثرها من الشيعه.
ذات الحال يحدث في مصر حيث تتم اثاره المشاكل و الخلافات بين الإسلاميين و جلهم من الفقراء و من يطلق عليهم الليبراليين و هم الأكثر اتصالا بالعالم و الأكثر قدره علي التنظيم. عندما يتقابل الجناحان تحدث الثوره. لا تحدث ثوره دون تنظيم من قبل الفقراء فقط بل تصبح أفعالا تدميرية لا مصير لها كما ان الليبراليين الأغنياء لا يستطيعون بمفردهم تحريك الجماهير دون التعاون مع الإسلاميين. هكذا الثورات و التحولات الديمقراطيه
٤- في البحرين تعمل السعوديه و الحكومه علي تمييز طبقات محدده من السنه بإعطائها أموال و رغد العيش كي تصبح مواليه للنظام بالكامل بل بالعكس تري في الشيعه تهديدا. ذات الحال يحدث في مصر حيث اصبح الجيش و الشرطه و القضاء طبقات فوق الجميع و يعلمون انه لو سقط النظام سقطوا.
نحن نريد مصر صناعيه ديمقراطيه متقدمه. و هم يريدونها تابعه خانعه طبقيه تخدمهم و تخدم مصالحهم. مع من انت تقف؟