محمد عبد المجيد يكتب : إبراهيم عيسى المنتصر المنهزم!


انتصر ابراهيم عيسى في معركة المعراج فقد أثبت أن معارضيه المدافعين عن فهمهم للدين شتّامون، سبّابون، لعّانون، وكثير منهم حشّاشون؛ تعلموا الدين في غُرزة مخدرات.

عشرات الآلاف من المسلمين في العالم برمته شحذوا ألسنتهم القذرة، ودافعوا عن مشايخهم البلهاء، وأظهروا عضلاتهم المقدسة؛ لكنهم أعطوا أقفيتهم للحاكم الظالم، وعرّوا مؤخراتهم لخطباء معاقين ذهنيا، وتأرنبوا إذا مروا أمام قصر الديكتاتور.

لكنهم صعدوا حلبة الملاكمة في محاولات لاقناع كاتب وصحفي ومثقف أن يُغيّر قناعاته؛ وإلا فإن محكمة التفتيش قائمة من إعلاميين ويرلمانيين ورجال دين ومحتالين ونصّابين وغشّاشين وجهلة.

أنا أختلف مع ابراهيم عيسى في الرؤية السياسية عن سيد القصر الذي لا يرحم، لكنني أتفق معه في حريته العقيدية والفكرية حتى لو أنكر كل الثوابت، فالثابت مُتغير، والمتغير قد يثبت بعد مئات السنين.

خطوط ابراهيم عيسى الحمراء كثيرة، وكلها تقريبا تتعلق بأجهزة الأمن وديكتاتورية أي حاكم يتسيد القصر، وإلا فإن القردة سيحجبونه عن الشاشة الصغيرة، بل قد يفعلون معه مثلما حدث مع سامي عنان وعبد الحليم قنديل وأحمد شفيق، وهذا أكل عيشه

وأتفق معه في نزع أنياب السلف، الصالح والطالح، وإزالة قداسة الرداء الديني للمحتالين الدينين.

أختلف معه في هموم الوطن من السجون والمعتقلات ونهر النيل وكتم الأنفاس وسفاهة الحاكم في إنفاق أموال الفقراء، فهذه الحلبة لا يصعد إليها غير من آتاهم الله قلب الأسد.

وأتفق معه في تشريح تاريخنا المزيف والحقيقي حتى يتبين لنا الخيال من الواقع.

ابراهيم عيسى مثقف ومتمكن من معرفة دينه ومهذب في ردوده، ولا ينتمي في أي صورة من الصور لحمقى التحشيش الديني، وعقلاني!

لكن اختياره نابع من موقعه الجيد ومتابعيه الواسعي الانتشار، فإذا فقد تعاطف الديكتاتور فسيفقد كل متعاطفيه وسترفضه الشاشة الصغيرة.

في مصر صفقة للإعلامي لا بد أن يوقّع عليها: تريد أن تكون مثل حافظ الميرازي وأحمد بحيري وباسم يوسف وعمرو واكد وخالد أبو النجا فقد كتبت على نفسك الاعدام وأنت حيّ، أو تبدي رأيك الحر في الدين والمجتمع والتعليم والفنون والسينما بعيدا عن السياسة التي لا يفهمها ويستوعبها غير طبيب الفلاسفة!

أتفهم ابراهيم عيسى في كل معاركه التنويرية، ولا أتفهمه في لا معاركه السياسية من شهادته عن المخلوع الحرامي حسني مبارك وصمته أمام بائع الجُزُر والنيل والأرض والكرامة وأنبياء 25 يناير.

هل رأيتم نبينا الكريم(ص) يصعد إلى السماء السابعة فوق ناقة؟ 

لا، لم نره، لكن شيوخنا قالوا بأنه صعد.

هل رأيتم أبناءَكم في السجون والمعتقلات، وسمعتم الديكتاتور يسرق من أفواه أبنائكم ليبني قصورا واستراحات لنفسه؟

نعم، سمعناه، وصفحنا عنه، وأعطيناه أقفيتنا

وأخيرا، مع اتفاقي واختلافي، مع ابراهيم عيسى أقول بعد ستين عاما من مطالعاتي في ديني الإسلام الحنيف: وأنا أيضا غير مقتنع بالمعراج وليذهب رجال الدين إلى الجحيم.

ابراهيم عيسى انتصر بجدارة، فتسعة أعشار منتقديه شتّامون، ولاد ستين كلب.


تعليقات