JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

وثيقة .. بليغ حمدي لنجيب محفوظ : وحشتني مصر يا نجيب مصر الشمس و الألوان وضحكة الناس


في
 ١٣ أكتوبر عام ١٩٨٨ أعلن فوز الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب وكان ملك الموسيقي بليغ حمدي متغرب ويقيم في باريس أثناء فترة منفاه الاختياري ففرح أشد الفرح لأن نجيب محفوظ كان من اصدقائه المقربين فأمسك ملك الموسيقي ورقة وكتب خطاب لنجيب محفوظ وجاء فيه 

" اخي الغالي العزيز الحبيب الي كل شخص في بلدي / نجيب محفوظ 

اكتب لك لابارك لك هذا الفوز العظيم للأدب والفن المصري والعربي كله 

الف مبروك   يعني اخيرا خبر حلو في برد باريس وما ادراك ما باريس في أكتوبر بلونها الرمادي وسماءها الشاحبة وحشتني مصر يانجيب  مصر الجميلة وحشتني الشمس والالوان وحشتني ضحكة الناس الحلوة  وحشتني ضحكتك انت المجلجلة العالية التي تشبه عفوية اهلنا وطيبتهم في بلدنا مصر الطيبة ٠

تصدق بالله يانجيب أنا لم أتمالك دمعتي حين عرفت انك فزت بالجائزة 

وبكيت عندما رأيت وشاهدت صورتك علي غلاف مجلة ليبراسيون الفرنسية 

لاقيت فى وداني مزيكا بادندنها ولقيت فجأة علي لساني لحن مغزول 

من لمعة الشمس علي صفحة النيل ٠

كان هاين علي اني اوقف الفرنسيين واحد واحد في الشارع واقول لهم الجدع اللي صورته علي المجلة دي مصري زيي شوفوا ملامحه المنحوتة من طيبة المصريين زي ملامحي واقولهم كمان هم دول المصريين صناع الحضارة وبناة الاهرام والتاريخ اتي بعد مصر والفن صناعة مصرية ٠

ولكني هنا غريب لا احد يفهمني ولا احد يسمعني تصور يانجيب أنه ينتابني احساس الان اني مغترب واه يا نجيب يا اخويا من الإحساس بالغربة واه من حرقة الاه صحيح أنا جوايا العنيد الصعيدي اللي مش ممكن يكسره شيء ولكن ابشع شيء في الدنيا احساسك بالظلم وإحساس أنه لاشيء ابعد من تراب مصر ٠

اشتريت المجلة وعليها صورتك ولقيتني ماشي بادندن في برد شوارع باريس ( جوني ياجوني يا بتاع الزيت في الموني ياجوني دبت وطبيت ) وتذكرت ايامنا سوا واضحك رغم عذابي فقفزت امام عيني ذكرياتنا لما اشتغلنا سوا علي مسرحية ( زقاق المدق) اللي عملها المخرج حسن عبد السلام وما حدث اني سافرت غصبا عني ولم اتمكن من رؤيتها وافتكرت حسين السيد وكل الناس الحلوة التي لا تغيب عن بالي وافتكرت كلماته التي تقول في مطلع المسرحية ( خدني الهوا من حضن امي ما عرفت جيبي من كمي ) اي والله يانجيب ياخويا أنا خدني الهوا من حضن امي ولغاية باب القبر وعند موتي سأظل اسال نفسي دون فائدة حتي متي سيظل قلبي اخضر لا يتعلم من التجارب ولا يستفيد من الخبطات  ففي كل خبطة الواحد يقول هيتعلم ولا يتعلم ٠

علي العموم حبيبي مبروك تاني وتالت

ومليون يانجيب ومسيري اقولها لك 

في مصر قريب بمشيئة الله ورحمته الواسعة والسلام ختام ٠ 

                            اخوك بليغ حمدي

عن :  صفحة الأديبة عبلة الرويني 


NomE-mailMessage