JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

السفير معصوم مرزوق يكتب : الدب الروسي يدبدب !


 بدأت الحرب العالمية الأولي بسبب إغتيال ولي عهد النمسا  فرديناند مع زوجته بواسطة طالب صربي يدعى جافريلو برينسيب في 28 يونيو عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو.

ورغم أن السبب المباشر للحرب العالمية الثانية كان غزو ألمانيا لبولندا ، فأن التحليل العميق لهذه الحرب يؤكد أن الإمعان في إذلال ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولي ، وفر البيئة المناسبة لظهور زعيم وطني تجسدت فيه احلام استعادة الكبرياء والنفوذ الألماني .

واذا بدأت الحرب العالمية الثالثة غدا ، فلن يبتعد تحليل أسبابها العميقة عن تلك التي أشعلت نيران الحرب السابقة .

الدب الروسي يدق الأرض منذ سنوات غاضبا ، والدول التي كانت أجزاء من الإمبراطورية السوفييتية ، انسلت واحدة بعد الأخري كي تنضم إلي حزب الناتو .

ورغم أن روسيا نظريا خسرت الحرب الباردة ، إلا أن ترتيبات ما بعد هذه الحرب والتي شاركت فيها إدارة بوش الأب ، وكانت أذكي من أن تعامل الدب الروسي كجيش منهزم ، وبذلت جهدا كبيرا في إغراء جورباتشوف لمواصلة سياساته في البيروسترويكا والجلاسنوست ، والترحيب بدخول روسيا خيمة الديمقراطية والاقتصاد الحر ، وخرجت كتب تهلل بنهاية التاريخ والانتصار الاسطوري للغرب .

وبعد سقوط سور برلين الشهير ، وتوحد ألمانيا الغربية والشرقية ، بدأت موسكو تستشعر أن الغرب يتعامل معها كقوة من الدرجة الثانية يمكن الضغط عليها بالعقوبات الاقتصادية .

ومنذ صعود فلادمير بوتين سدة عرش القياصرة في موسكو ، كان من الواضح أنه يسعي لاستعادة وزن ونفوذ روسيا  في العالم .

تبدو اللعبة هذه اللحظات الخطيرة وكأنها سياسة حافة الهاوية ، أو لعبة تشيكن ، ومشكلة هذا التوجه أن عجلة القيادة قد تفلت من بين يدي أحد الأطراف ، فتتسابق الاصابع إلي الازرار النووية .

وقد ينجح بوتين في هذه السياسة ، بما يجبر الأطراف الأخري إلي التراجع عن سياسات القوة ، والإصرار علي تركيع موسكو ، وفي التحليل الأخير بايدن في أمريكا أكثر دبلوماسية من دفع بلاده والعالم إلي أتون الجحيم النووي ، كما أن حلفاءه في أوروبا لا يفضلون مواصلة التشدد والضغط في اتجاه الدب الروسي الذي لم يعد يكتفي بالدبدبة فوق الأرض وإثارة الضجة الجوفاء .. بشكل ما بدا الدب يتحرك مندفعا للأمام دون أن يلوي علي شئ ، خاصة وأنه يملك دعما من الصين التي أرادت أمريكا خلال السنوات الأخيرة أيضا أن تقصقص أجنحتها .

هل يتمكن بوتن من القصاص للهزيمة القاسية في الحرب الباردة ، بما قد يعنيه ذلك من إستعادة السيطرة والنفوذ علي الجمهوريات السوفيتية السابقة ، وما يعنيه ذلك أيضا من إقتراب نهاية العصر الأمريكي ، وانطفاء كل التوابع التي كانت تدور في مجرتها ؟. هل يكسب الحرب العالمية الثالثة دون أن يطلق طلقة ؟.

الاسمبريد إلكترونيرسالة