JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
الصفحة الرئيسية

د. أشرف الصباغ يكتب : جلال الشرقاوي في موسكو


المخرج الأستاذ جلال الشرقاوي توفي عن 88 سنة. يعني هو من مواليد عام 1934، يعني أصغر من نجيب سرور بسنتين، لأن سرور مواليد سنة 1932. 

في عام 1958 سافر نجيب سرور وجلال الشرقاوي إلى الاتحاد السوفيتي في بعثة حكومية على نفقة الدولة للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه في الإخراج المسرحي. وكان عمر نجيب سرور في هذا الوقت 26 عاما، بينما عمر جلال 24 عاما.. 

نجيب سرور كان نشيطا ومتمردا وناقدا وبيحب السهر والشرب والفرفشة والسياسة والمؤتمرات، ومهموم بهموم الوطن، ومؤمن بالتجربة الناصرية إيمانا غير عادي، ومؤمن كمان بالاتحاد السوفيتي وبشعاراته الضخمة إيمانا مطلقا. وجلال الشرقاوي كان طالب دراسات عليا تقليدي من أولئك الطلاب الذين يمشون جنب الحيط وينفذون الأوامر ويسمعون الكلام، خاصة وأن البعثة كانت حكومية والدولة هي اللي بتصرف عليهم.. 

نجيب سرور فقد الثقة في الشعارات الناصرية وفي شعارات الاتحاد السوفيتي لما شهدي عطية اتقتل في السجن وكان بيتم تعذيب الشيوعيين في السجون، وتم تذويب جسد فرج الله الحلو في سوريا.. وفقد الثقة أكتر لما لقى خروشوف وناصر بيحضنوا بعض وبيبوسوا بعض على جثث الشيوعيين في السجون وفي المقابر وفي أحواض تذويب الأجساد.

في سنة 59- 60 حصلت أزمة بين عبد الناصر وخروشوف (وزعماء الأنظمة دي بيتعاركوا مع بعض على حاجات غريبة وبيتصالحوا برضه لأسباب غريبة). فعبد الناصر أصدر مرسوما بسحب الطلاب المصريين من الاتحاد السوفيتي. يعني هو زعل من خروشوف، فيقوم يدمر مستقبل العيال ويأخرهم في الدراسة. دا عادي عند الأنظمة دي. ممكن يدمروا نص البلد عشان يفضلوا أصلا في السلطة ويحققوا ذواتهم الشخصية وعنجهيتهم. وفي الآخر برضه الهزايم والنكسات بتحصل، والدول بتقع، مافيش حد بيتعلم أبدا!!

جلال الشرقاوي سمع الكلام ورجع، ونجيب سرور رفض يرجع. وحسب ما حكى جلال الشرقاوي وكتب أيضا، هو اترجى نجيب سرور إنه يرجع معاه، وإنهم ممكن يتصرفوا ويطلعوا يكملوا في أي دولة تانية، لكن نجيب كانت دماغه ناشفة ورفض وانتهى الأمر. وطبعا مصير نجيب سرور معروف وكتبنا عن الفترة دي أكتر من مرة. والطريف إن نجيب سرور ماكملش هو كمان دراسته في موسكو، وسابها وسافر المجر سنة 1962. يعني ما نقدرش نقول إن سرور حصل على الماجستير أو الدكتوراه من موسكو. هو راح عاش هناك ما يقرب من 4 سنين أو أقل بشوية، وكان طول الوقت في معارك وخناقات وخلافات واحتجاجات، ومكانش سايب حاجة تعدي من جنبه. كان متابع وبيقرا وبيكتب وبيشاغب وبيشاكس وكان فاضح النظامين الغرائبيين العجائبيين اللي بيتآمروا على الناس وعلى جثثهم بعد ما بيقتلوهم... 

جلال الشرقاوي رجع مصر. وبعد شهور من رجوعه، عبد الناصر اتصالح مع خروشوف، فرجعت ريما لعادتها القديمة. وعادة في الأنظمة الغرائبية دي، ممكن يبيعوا نص البلد مقابل إنهم يحتفلوا بالصلح والمصالحة، وأصلا أصلا ماحدش بيبقى عارف أو فاهم هم اتعاركوا ليه وردموا كل القنوات وهدوا كل الطرق وغرقوا كل المراكب. وطبعا بيبقوا محتاجين يقولوا للعالم كله وخصوصا الأعداء الإمبرياليين إنهم خلاص اتصالحوا وهايعملوا احتفال يكلفوهم شوية ملايين... 

اتصالح خروشوف وعبد الناصر، وقرر ناصر إن العيال يرجعوا للدراسة تاني في موسكو. فالعيال رجعوا، لكن جلال الشرقاوي كان ذكي وكان فاهم الفولة. رفض يرجع بدبلوماسية. ويبدو إنه كان عنده البديل العظيم. يعني عرف يجيب لنفسه منحة إلى فرنسا وسافر فعلا، وحصل من هناك خلال سنة واحد على دبلوم إخراج من معهد "جوليان برتو" للدراما سنة 1960. وبعد سنتين اتنين بس حصل على دبلوم الدراسات السينمائية قسم إخراج سنة 1962. وواضح إنها لم تكن دراسة منتظمة أو بنظام العام الدراسي الكامل.. يعني شوية كورسات وبياخد الشهادة ويرجع وخلاص.

أنا افتكرت كل التاريخ ده، لما قريت البيوجرافيا بتاعة الأستاذ جلال الشرقاوي، ومالقيتش فيها حرف واحد يشير إلى إنه سافر إلى موسكو في بعثة حكومية. وعموما هو أصلا ما حققش أي حاجة خلال السنة أو السنتين اللي قعدهم هناك، وتقريبا ما استفادش حاجة. بس يبدو إنه ما صدق إنه رجع القاهرة، وقال يافكيك بعد كده، وطلع على باريس...

author-img

أخبار التاسعه

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    الاسمبريد إلكترونيرسالة