بالأمس كان عيد ميلاه، كان من المفترض أن يحتفل به وسط أسرته لكنه في السجن منذ ثلاث سنوات ! وبالصدفة انتهت مدة حبسه وحكم العسكر جعلها سنتين، وانتظر الجميع أن يطلق سراحه ليكون بين أهله في ذكرى مولده، ومن المؤسف أن الحكم الجاثم على أنفاسنا لفق له قضية جديدة مع أنه لم يحاكم في القضية الأولى، وهذا أمر شائع منذ الإنقلاب حدث لمئات المعتقلين قبله وعلى رأسهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وصديقي الذي أتحدث عنه به العديد من الصفات الحلوة، أنه صديق جميل بحق هو الباش مهندس "يحيى حسين عبدالهادي" الناطق باسم الحركة المدنية التي تضم العديد من الأحزاب، يعرفه جيدا كل من يعمل في المجال السياسي، تخرج من الكلية الفنية العسكرية وخدم في القوات المسلحة فترة طويلة قبل أن يستقيل وبعدها شارك في إعداد مركز القادة الذي يقدم استشارات في مجال الاستثمار لرجال الأعمال ويدرب موظفي الحكومة، وترقى بسرعة فأصبح مديرا لهذا المركز الذي يقع بحي العجوزة، ووكيلا لوزارة الاستثمار.
ومن موقعه هذا استطاع كشف فساد صفقة محلات عمر أفندي التي كانت معروضة للبيع لشركة سعودية. وكانت تلك نقطة تغير فاصلة في حياته، فقد تم عزله بعدها من جميع مناصبه الحكومية، والتقطه حركة كفاية ليكون ضمن اللجنة التنسيقية للحركة وأصبح في قلب الحركة الوطنية المعارضة، ودوره كان بارزاً في كشف العديد من صفقات تصفية القطاع العام، ولعب دورا أساسيا في ثورة يناير 2011، وفتح المركز الذي عاد لرئاسته من جديد لجميع القوى على اختلاف اتجاهاتها وذاعت شهرة "مركز القادة" بفضل رئيسه فهو متواصل مع الجميع، ومحل إجماع من مختلف القوى السياسية ولا يعرف هذا التعصب الذي أضاع ثورتنا.
وكان وجه مشرف للحركة المدنية الديمقراطية التي نشأت للتصدي للحكم العسكر ي وأبدى استعداده للتعاون مع كل من شارك في الثورة بصرف النظر عن انتماءه، وكانت يده ممدودة للجميع، ولذلك سارع الاستبداد السياسي إلى إعتقاله، فهو يمثل خطر شديد من وجهة نظرهم، ومن يحكمنا عايز القوى المعارضة له منقسمة ومشتتة، والباش مهندس "يحيى حسين عبدالهادي" الذي لا يعرف التعصب نقطة التقاء لها، ولذلك ذهب وراء الشمس! خسارة ومليون خسارة.
وإن عاجلاً أو آجلا ستجتمع المعارضة الوطنية وتتوحد صفوفها بإذن الله على الرغم من أنف كل المتعصبين وأصحاب الأفق الضيقة.