11 سنة على ذكرى إنتصار بسالة الشباب بأيديهم العارية على كل أنواع القوة الغاشمة و البلطجة التي هوجم بها ميدان التحرير ..
أمال ايه بس اللي حصل ؟
و ليه بعد الصمود و التضحيات دي كلها وصلنا للوضع اللي احنا فيه ؟
دي أسئلة لازم نفكر كلنا فيها و نحاول نجاوب عليها بقدر الإمكان ..
ده الإلتزام اللي إحنا مدينين به لأرواح شهداء الثورة ..
إحنا محتاجين نفهم عملنا أيه صح و عملنا أيه غلط ..
محتاجين نستخلص الدروس و الخبرات كويس ..
السنة الماضية في الذكرى العاشرة لموقعة الجمل إتكلمت عن ما أرى أنه أحدالأسباب الهامة لهزيمة الثورة ..و هو نسيان أغلب الثوار لشعار "العدالة الإجتماعية" .. و بعد مطالب الثورة المرفوعة عن مطالب الناس المطحونة ، إللي ساندت الثورة عشان شافت فيها أمل إنهم يعيشوا حياة كريمة أو حتى معقولة ، طبيعي الأغلبية إنصرفوا عن الثورة لما مطالبهم اتنست تماما و حياتهم بقت أسوأ ، و الثوار غرقوا في مناقشات سياسية معقدة ، و صراعات غير مفهومة بالنسبة لأغلبية أهلنا المطحونين .. وضاعت من الثوار بوصلة مهمة جدا عن "مين فعلا مع التغيير اللي احنا عايزينه للمجتمع و مين ضد التغيير ده لإن التغيير ضد مصالحه
النهارده عاوزه اتكلم عن خطأ هام تاني ..
عن موضوع "الثورة و السياسة"
بدأ الكلام من الإعلام في وقت إدعاء إعلاميين كتير دعم الثورة .. بدأ الكلام عن "شباب الثورة الطاهر البعيد عن السياسة" ...
و إنطلت الخدعة على الكثير من شباب الثورة و اصبح الكثير من الشباب يتحدث عن إنه "مؤمن بالثورة و لكنه لا يحب و لا يفهم و لا يريد الكلام في السياسة " ..
و طبعا ده كلام غلط جدا ..لأن الثورة مش هوجة و لا مظاهرات و هتاف و خلاص ..
الثورة فعل سياسي قوي
الثورة أقوى فعل سياسي يلجأ له الشعب حينما لا يستطيع تغيير الأوضاع السياسية التي يراها ظالمة بأي طريقة أخرى ، فيثور عليها ، تقوم الثورة لتغيير هذه الأوضاع السياسية و الإقتصادية الظالمة لأوضاع أخرى يحاول الشعب من خلالها أن يخلق المجتمع و العلاقات الإقتصادية و الإجتماعية التي تحقق ما يتمناه ..
احقاقا للحق كلنا نكره و "نكفر" بالسياسة و كلام السياسة في أوقات كثيرة ..
يكفي أن نتابع التصريحات السياسية الدولية حول أزمة تقتل المئات كل يوم مثل حرب اليمن ، أو أزمة تطحن شعب كامل و تدفعه لحافة الهاوية مثل أزمة لبنان ، أو التصريحات الباردة لرجاء عدم إستخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين في السودان ، يكفي كل هذا لنكره هذه اللغة الديبلوماسية المحنطة ، التي تتلون تبعا للمصالح ، و تقول الشئ و عكسه في نفس التصريح ، أو تبرر لموقف اليوم ، و تبرر لعكسه غدا إذا ما تحولت دفة المصالح ..
فعلا هناك شئ كريه و مقزز في "كلام السياسة"و "مناورات السياسة" ..
و لكن رغم كل هذا فالثورة هي "فعل سياسي بإمتياز"
و لابد للثوار من فهم ما هي الأسباب التي وصلت بالمجتمع للوضع الظالم الذي يثورون عليه ؟ من المستفيد من هذه الأوضاع ؟ و ما هو شكل المجتمع الذي يريدونه ؟ و كيف يمكن تحقيقه ؟
إذا لم يتوافر للثوار فهم أو تصور واضح -بدرجة أو بأخرى- عن البديل الذي يريدونه .. و من هم أنصار هذا البديل ، و من هم أعداء هذا البديل اللذين سيحاربونهم بكل السبل طبعا .. إذا لم يتوفر هذا الفهم فالطبيعي أنه من السهل أن تتوه بهم الدروب .. و أن نعود بعد المعارك الباسلة و التضحيات الكثيرة خاوي الوفاض ..
و لأن كل هذا -شئنا أم أبينا- كلام في السياسة ..