JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
أحدث المواضيع
Accueil

خواطر علي محمود : الأحلام تبيت في السجون

 


1- 

الأحلامُ دائمًا تبيتُ في السجون حين ينصرف دعاة الثورة المُلهمين .. وعندما ينقسم رفقاء الميادين .. والنتيجة رحل مستبد فاسد وبقي الإستبداد والفساد . ولكن وبرغم ذلك يبقى الأمل حيا في نفوس من آمنوا بالحرية والكرامة .  

 افخروا بما حققتموه..اعتذروا عن اخطائكم.. تعلموا منها .. اجعلوا مصلحة مصر فوق مصالحكم.. فمصر تستحق تضحياتكم .. انفضوا تراب الإحباط ..وارتدوا ثوب الأمل .. وتأكدوا يقينا....

أن الثورة هي النوع الوحيد من الحروب الذي لا ينتصر الا بعد سلسلة من الهزائم.. وحتما ستنتصر

2- هل الجيش "انحاز" للثورة و "اجبر" مبارك على التنحّي ؟ 

رغم تداخل لواءات الجيش في الحكم في دولة مبارك بتوليهم على العديد من المناصب الإدارية في دواوين الوزارات والمحافظات سواء وهم في ضباط عاملون في الجيش أو بعد خروجهم للمعاش، ورغم استحواذهم على نصيب كبير من ميزانية الدولة غير مراقب من أي جهة صنعوا به الإمبراطورية الاقتصادية للجيش التي تصب فوائدها في جيوب قياداته؛ تلك الإمبراطورية التي تستغل التجنيد الإجباري ليعمل الجنود ـ شباب مصر ـ بالسخرة في المزارع والمصانع والفنادق والمنتجعات السياحية للجيش، إلا أنهم لم يكونوا يتصدرون المشهد ولم يكونوا مضطرين لذلك لما يحمله تصدر المشهد في نظام يسبب معاناة الملايين من المصريين من تهديد كامن لمن يقوم به، ومع الصورة التي تصدرها الشئون المعنوية للقوات المسلحة طوال الوقت حول جيش مصر الوطني الذي يحمي مصر وحدودها، فإنه عندما قامت الثورة في يناير 2011 لم تكن الجماهير الواسعة قد اتخذت موقفا بعد من الجيش ونزول مدرعاته للميادين، نعم كان هناك توجس من هذا النزول وترقب حذر، ولكن جاءت خطابات قيادات المجلس العسكري مطمئنة للجماهير لحد كبير التي رحبت بتواجد الجيش بينها في الميادين وهتفت "الجيش والشعب إيد واحدة".

ولكن ذلك لم يدم كثيرا؛ فسرعان ما اكتشتف قطاعات واسعة من جماهير الثورة الخدعة بعد التنحي بوقت صغير، واكتشفوا أن الدور الذي يلعبه الجيش هو احتواء الثورة من خلال خطابه المتماهي معها والعمل في نفس الوقت على الحفاظ على دولة مبارك ومؤسساتها بل وحماية رجاله أيضا ومنع الثورة من التجذر في المواقع المختلفة بقوانين وتشريعات تقيد حقوق الشعب والعمال في الإضراب والنضال بأشكاله المختلفة دون أن يكون هناك تطهيرا من أعلى من قبل قيادات الدولة للقيادات الفاسدة في المصالح والمؤسسات المختلفة ودون تحقيق أيا من مطالب الثورة بشكل عملي على الأرض مثل العدالة الاجتماعية من خلال تطبيق الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور أو إقالة الفاسدين في المواقع المختلفة أو رفع ميزانية الصحة والتعليم لحد يسمح بتقديم خدمات جيدة للمواطنين.

شهر العسل الذي لم يدم طويلا بين جماهير الثورة وقيادات الجيش (المجلس العسكري) مع اكتشافهم الخدعة جعل هناك تطورا على مستوى شعارات الثورة ليتم رفع شعار "يسقط يسقط حكم العسكر" في مسيرات ومليونيات حاشدة نزلت رافضة حكم المجلس العسكري بعد أن اكتشفت أنه يقود الثورة المضادة، وقد قابل الجيش بعض هذه التحركات بوحشية شديدة مرتكبا العديد من المذابح على مدار الثورة مثل محمد محمود ومجلس الوزراء ومذبحة بورسعيد سواء بشكل مباشر من الجيش أو من خلال الداخلية التي تم ترميمها في فترة حكم المجلس العسكري أو من خلال البلطجية التابعين للدولة (المواطنين الشرفاء).


ربما حدث هناك ارتداد في وعي قطاعات كبيرة من الجماهير بخصوص الجيش ودوره السياسي بعد انقلاب 3 يوليو 2013 ولكن الأكيد أن هتاف "يسقط يسقط حكم العسكر" كان واقعا مدويا في العديد من ميادين مصر بعد الثورة ولم تعد حول الجيش وقياداته نفس تلك الهالة ولا تلك القدسية في أذهن الجماهير كما كان سابقا، لقد أدركوا في لحظة من اللحظات ـ وهو ما كان صعب الحدوث لولا سيرورة الثورة ـ أن الجيش لا يحمي الحدود من الأعداء وإنما على العكس تماما فأنه لا مانع عنده من التحالف مع الأعداء مثل موقف قيادات الجيش المصري المنبطح والمخزي من العدو الصهيوني في سبيل تحقيق المهمة الأساسية للجيش وهي حماية النظام الفاسد وحماية المصالح الاقتصادية للجيش وقياداته على حساب الشعب، وهو الوعي الذي يمكن استدعاؤه في جولات أخرى بمزيد من الفضح والتوضيح للجماهير، بجانب أن هناك قطاعات وإن كانت أصغر ما زالت تحتفظ بموقفها ووعيها من جيش النظام، وهو ما يعطي أمل في ألا تقوم الجماهير بتسليم ثورتها أو انتفاضتها الجماهيرية طوعا في المستقبل للجيش وقياداته ليحكموا!

NomE-mailMessage